آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 12:40 م

برنامج رمضاني مقترح في دور العبادة

المهندس أمير الصالح *

قد تسمع بين الحين والحين أصوات تندر بسبب تقلص أعداد المصلين في بعض الجوامع أو انحسار تدفق الشباب والصغار في بعض المساجد في أحياء سكنية مكتظة بالسكان. اللافت أن البعض من الناس يشير بإصبع الاتهام للسوشل ميديا وبرامج التلفاز المتعددة كسبب رئيس لهذا النفور من الشباب، ولا ينبس ببنت شفة على رتابة برامج بعض المساجد الممل وخلوها من أي حيوية أو جاذبة،. فضلا عن عدم إشراك وإدماج المراهقين والشباب ضمن أي من برامج تلكم المساجد أو البحث عن أدوات لتطوير برامج المسجد وإدخال تحسينات عليها.

أقترح وهذا اقتراح مطروح على أرباب المساجد والجوامع والقيمين عليها للمدارسة والتوظيف:

1 - إذا كان هناك داخل الجامع لجان فمن الجيد تجديد الدماء داخل تلكم اللجان كل سنة وإدماج الشباب والمراهقين ضمن اللجان ”لجنة النظافة - الثقافة - الترتيب والتنسيق - الأدعية والأذان - الإطعام“

2 - إدراج الشباب شاملا شباب الثانوية ضمن أي برنامج عبادي أو ثقافي أو قرآني أو تعليمي أو دروس التفسير للقرآن الكريم أو استهلال أو رحلات أو توزيع موائد وسلال رمضانية. فهذا الإدراج والانخراط يخلق شعور الانتماء لدى أبناء وشباب الحي ويكون بمثابة محطة انصهار وحب واندماج داخل الجامع وينعكس ذلك على استقرار المجتمع والوطن.

3 - استثمار المناسبات الزمانية وإحياء الأحداث التاريخية الإسلامية الفاصلة في إيصال مفاهيم الإسلام الأصيل والناصع بأفضل وأنسب صورة ممكنة وبأساليب وإيقاعات محببة للنفس الحضور لا سيما الشباب والمراهقون. فعند إحياء ذكرى المبعث أو ذكرى ولادة النبي الشريف أو ذكرى ولادة أسباط النبي أو المباهلة أو التصدق بالخاتم أو ذكرى غزوة بدر الكبرى أو إحياء ليالي القدر فلا بد من إطلاق برامج مناسبة وتزرع البهجة والسرور في نفوس الحضور من خلال الأدعية والأنشطة وقراءة المولد بصورة تفاعلية بهيجة ومحببة للنفس وتسليط الضوء على الآيات القرآنية المرتبطة بالمناسبة.

4 - الاستعانة بأهل التخصص الفني والعلمي والنفسي والتربوي والاجتماعي لتطوير برامج رمضانية وغير رمضانية ذات إيقاع زمني وصوتي وتفاعلي وتقني يتناسب وروح العصر لخلق تفاعل جاذب ومؤثر في وجدان الشباب والمراهقين. فالبرامج الطويلة زمنيا مملة، والبرامج الباهتة مملة، والأصوات المتلعثمة المتلبكة مملة، والمواضيع المكررة مملة، والطرح الباهت ممل، والإلقاء المتكسر ممل. فلا بد من حسن انتقاء الإلقاء وتطبيق فنونه وجميل اختيار المواضيع الملامسة للزمان والمكان وسد الحاجات الفكرية والنفسية وانتقاء ذوي الصوت الجذاب والتفاعل السريع.

ختاما، نتفهم بأن العمل داخل الجوامع والمساجد أمانة ورسالة ولا بد من التوثق ممن يُعطى تلكم الأمانة. ونتفهم أيضا أن زراعة قيادات اجتماعية من داخل أبناء المجتمع تتم من خلال إعطاء الفرص لهم أوقات الرخاء وليس احتكارها في أشخاص محددين لأن الجميع بحاجة للجميع لتثبيت الهوية والانتماء والاستقرار. أثبتت الأيام أن المجتمع الأكثر انصهار هو أكثر صلابة وشموخ وعزة وتآزر وتعاطف. المسجد وكل دور العبادة هم سمة تعبر عن روح الانتماء الاجتماعي والجماعي لله الواحد الأحد. ومصدر إشعاع لانصهار أبناء المجتمع بكل فئاته وترتيب أولوياته وإعداد أفراده وشبابه ليكونوا نعم المعين لبعضهم البعض.