آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

ريادة أم شطارة:“دلوني على السوق”؟ «1»

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

”دلوني على السوق“مقولة يتفاخر بها الغريب الذي يجيّد التجارة، كناية عن أنه لا يحتاج رأسمال أكثر من معرفة موقع السوق ليكسب ويحقق ربحاً! هناك من يعشش السوق في عقله ووجدانه عرضاً وطلباً، يتابعه ويتتبع أخباره، سواءٌ في سوق الديرة الصغيرة أو في أسواق المدن الكبيرة، وستجد من يفكر بتوسع أكبر فيفكر في كيف يُصمم منتجاً ويبدع خدمةً أو يحسن باستمرار ما يقدمه حالياً لزبائنه.

وفي المقابل هناك من يتباهى بتحقيق مكاسب بإجادته فنون الشطارة والفهلوة وغمط الناس أشياءهم بوسائل شتى؛ فتجده مبدعاً حاذقاً في فنون“العيارة”والمماطلة، وأهم دافع له هو المال ولا شيء سوى المال، أمثال هذا عادة يتمتعون بذرابة في اللسان وحنكة في أساليب بناء العلاقات ولكن لهدف مصلحي ذاتي وليس بدافع بناء علاقات إنسانية من أي نوع، فهو عندما يتفرس في وجهك ستجده يطرح عليك سلسلة من الأسئلة لا تنتهي الرابط بينها هو كيف“يتمصلح”منك وفقاً لاستراتيجية“اكلك مينين يا بطة! ”

وبالقطع، ليس عدلاً أن يرمي أحدٌ الناس بالظنون السيئة، لكن للبشر طباع تتراوح: بين إنكار الذات وإيثار الآخرين من جهة، وبين حب الذات وتفضيلها عما سواها، وبين بناء العلاقات مع الآخرين من أجل مصلحة ذاتية أو كجسور بشرية وصولاً لمصلحة ذاتية بحتة ولو دوساً على رقابهم. وهكذا، ستجد من نجح مادياً بجهده، وهناك من كان التحايل مطيتهُ لتحقيق نجاحه. سؤال: كيف تطورت بيئة ممارسة الأعمال في المملكة للحد من التعاملات التجارية الممجوجة؟ «يتبع»

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى