آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

ريادة أم شطارة:“دلوني على السوق”؟ «3»

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

ثمة أبواب جديدة لابد للرياديين من جماعة“دلوني على السوق”أن يلجأون عبرها لاختصار الوقت والجهد. في حقبة“رؤية المملكة 2030”أصبح للريادة موقع في مركز الاهتمامات، أخذاً بالنظر لدور الريادة الحرج في توظيف إمكانات المملكة بما يحقق المستهدفات، مما يستوجب استقطاب وحشد الرياديين وتمكينهم ليحققوا نجاحات لأنفسهم وللاقتصاد السعودي.

وعند التمعن ستجد أن الحراك والمبادرات والبرامج تتمحور حول من يريد أن يصل إلى السوق، فقضية الوصول للسوق «market access» حق لكل جاد يرغب في تقديم خدمة تضيف قيمة، فهو بذلك ينفع المجتمع وينمي الاقتصاد في آنٍ معاً. مازلت أتذكر اعلان مؤسسة محمد بن سلمان“مسك”في العام 2019 عن مسابقة“كأس العالم لريادة الأعمال”، وتهدف لانتقال رواد الأعمال من الفكرة إلى التنفيذ. ولعل هذه المسابقة تختزل الطموحات والتوجه الاستراتيجي لمفهوم الريادة التي تسعى لها المملكة. فأخذاً بالاعتبار أن توجه الاقتصاد السعودي هو نحو العالمية، وأن التحول لا يعني التنويع والاعتماد على أكثر من مصدر للدخل فقط، بل كذلك تحول الاقتصاد ليأخذ موقعاً عالمياً ليس فقط بسبب ما حباه الله من موارد طبيعية، بل كذلك بانفتاح الاقتصاد وتنافسيته والتحسن المستمر لبيئة الاستثمار لتكون من بين الأفضل جاذبية، وأن ملعب الاقتصاد السعودي هو العالم من أقصاه إلى أقصاه وليس فقط أرضهُ والأقاليم المجاورة.

وفي هذا السياق نجد أن التنافس على“كأس العالم لريادة الأعمال”يستهدف 200 دولة، وتتم دعوة المتأهلين للتصفيات النهائية، وصولاً لأفضل 100 مشارك يقدم كلاً منهم عرضاً مباشراً لفكرته. وهذه المسابقة كذلك عالمية من حيث التنظيم، فهي محصلة تعاون بين منتدى مسك العالمي، ومؤسسة التعليم والقيادة العالمية ومؤسسة التعليم والقيادة العالمية، وقد ساهمت المسابقة منذ قيامها بدعم 175 ألف رائد أعمال من 200 دولة، ومنحت جوائز نقدية 3 ملايين دولار، فضلاً عن الجوائز العينية، والجوائز للمراكز الثلاثة الأولى تتراوح بين نصف مليون دولار ومائة ألف دولار. وفي نهاية العام 2022 أخذت الجائزة توجهاً بإشراك“منشآت”في التنظيم من خلال منتدى“بيبان”، ولا ننسى أن أحد“البيبان”هو“باب السوق”لمن يريد أن يصل إلى السوق عبر طريق متسارعة، وأن يصل للجهات الحكومية والخاصة المُمَكنة والداعمة. «يتبع»

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى