آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 7:06 م

عوامل مساعدة في صناعة الأغبياء

المهندس أمير الصالح *

سمعنا كثيرا عن كتاب ”صناعة التفاهة“ ولكن لم يردنا كتاب بعنوان ”فنون صناعة الأغبياء“. الكثير من الناس يعتقدون بأن الأغبياء هم اللذين لا يستطيعون إجراء عمليات حسابية بسيطة أو الذين يفتدون للحس العام common sense أو من تكون ردود أفعالهم شبه ميتة قبل ولادتها أو من يفتدون حدي ربط الأحداث المتقاربة ذات العلاقة الواحدة أو الموضوع الواحد.

في عالمنا اليوم حيث سيادة وسيطرة الحواسيب أضحى أغبى شخص يستطيع أن يجري حساب وحل أقوى المعادلات الرياضية تعقيدا!

وأضحى أغبى شخص يسد نقص ذكائه بالاسترشاد والاقتفاء بخطوات مضاربين أو محللين ماليين آخرين.

إذا ما هي العناصر التي ترسخ توليد الأغبياء في المجتمع. من منظوري الشخصي والله اعلم، أعتقد أن العادات والسلوكيات السلبية هي ما يولد تكاثر للأغبياء بين صفوف أبناء المجتمع الواحد. واذكر منها التالي وللقارئ الكريم أن يدرج أشياء أخرى:

1 - أداء عدة مهام حساسة وتحتاج التركيز في ذات الوقت. والأولى أداء مهمة واحدة في الوقت الواحد وحجب القفز في أداء المهام

2 - التدليل المفرط للأولاد والبنات وعدم إلزامهم بأي مسؤولية نحو أنفسهم والمنزل من مقتبل العمر

3 - انعدام التركيز وعدم تفعيل حجب الرسائل من العالم الافتراضي واختفاء فنون الحديث في العالم الواقعي. خبط لزق في المشاركات بالعالم الافتراضي بشكل مفرط لدرجة العبثية والعمل العشوائي والهرج والمرج. وعند الحديث في تجمع بشري يشعر العاقل بأنه في سوق حراج لعدة سلع لانعدام التنسيق.

4 - عدم وجود انضباط في أوقات النوم والاستيقاظ والأكل. فلا أولويات مدرجة ولا مهمات منجزة والتأجيل شعار المرحلة لدى البعض. والقاعدة عند العقلاء تقول ”فقر النوم المنتظم = إعدام للنوم“

poor bedtime routine = poor sleep

5 - الإسراف في التعرض لكل هابط من الكلام والأفلام والاستفزاز والابتعاد عن كل جاد من العلوم والنصائح والحكم. فأضحى البعض يتسول صداقة واعجاب من شخص مجهول/ مجهولة في العالم الافتراضي ويعرض عن أفراد البيت والمدرسة!!

6 - مشاهدة أفلام الأكشن والإثارة أكثر من قراءة كتب مهنية وطبية وعلوم إدارة ومال وأعمال وبوليصة تأمين وعلوم أخلاقية

7 - التسكع في المجمعات والمولات والمنتجعات أكثر من قراءة تجارب الأمم واستنطاق روح العبر واستلهام الخبرات في العمل

8 - شرب القهوة والمنبهات ومشروبات القوة أكثر من شرب الماء النقي والعصائر الطازجة!!.

حتما مع تأصل عادات وسلوكيات سيئة كما ذكرنا بعضها أعلاه لدى بعض الشباب والفتيات «هداهم الله» في المأكول والمشروب وأوقات النوم والمقروء والمشاهدة والتجول والتصفح، سينتهي بهم الحال إلى تورم غدة التواكل على الآخرين وبالمحصلة إنزيم الغباء يسري في دمائهم بمستوى تراكمي عال. وقد يستيقظ البعض وقد لا يستيقظ من سباته حتى لو رحل كافله!!

من أشهر الأقوال في الغباء:

- الروائي الفرنسي جوستاف فلوبير ”إن الأرض لها حدودها، ولكن غباء الإنسان ليس له حدود“

فأرجو من كل فتى وفتاة أن يكف عن العادات السيئة ويكف عن الانغماس في العالم الافتراضي لأن الإنسان نتاج ما يتعود عليه من العادات والممارسات والسلوك. ونحن كآباء وإخوان وأجداد وأبناء وطن وأهل، نعول على الشباب والفتيات ليكونوا امتداد العطاء وروح الذكاء ونعم السند ولبان البناء.