آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 12:09 م

هل التسامح يمحي الكراهية؟

كاظم الشبيب

حب النفس يقود المرء إلى التسامح مع ذاته عندما تأخذه في طريق الخطأ تجاه النفس أو تجاه الغير. فهو يحب ذاته الفردية، وبالتالي يتسامح معها. وهو كذلك تجاه هويته الجماعية، لأنه يحبها يعمل على أن يكون متسامحاً معها فيما يرتكبه أهله أو جماعته أو وطنه، لحبه لهذه الهويات لا بد أن يكون متسامحاً معها. بيد أنه ليس من السهل أن يكون متسامحاً مع الهويات المختلفة عنه ما لم يحب أهل وناس تلك الهويات. فالحب مقدمة للتسامح، وإلا بقي الإنسان مريداً للانتقام وإعادة الاعتبار لنفسه ولهوياته.

الأنسنة تصنع الأمر ذاته بسلاح تسامح المحبين تجاه أنفسهم أولاً ثم تجاه هوياتهم، وكذلك تجاه الهويات الأخرى وأهلها، بما يفضي إلى التصالح والتقبل والاندماج والتعاون. كل من جرب الكراهية تجاه نفسه، تجاه هويته وجماعته، أو تجاه غيره، لم يحصد إلا الشقاء لنفسه وغيره. على عكس من جرب سلاح التسامح النابع من الحب والمحبة.

يقول الدكتور عبدالجبار الرفاعي في مقال له بعنوان ”الحب بوصفه علاجاً“: جربتُ كل دواءَ يخفضُ الآثارَ الفتاكةَ للشر، ولكن لا سبيلَ لتخفيفِ آلام الكراهية، ولا وسيلةَ لتقليل النتائج المرعبة للنزعة التدميرية في أعماق الكائن البشري سوى المزيد من الاستثمار في الحب، بالكلمات الصادقة، والمواقف الأخلاقية النبيلة، والأفعال المهذبة الجميلة، والإصرار على تجرّع مرارةِ الصفح والغفران، على الرغم من نفور المشاعر منهما.*

في المقطع المرفق، وهو قصير جداً، لكنه بليغ في إيصال الفكرة المكملة للموضوع بعنوان: ”التسامح“

*مقال بعنوان ”الحُبُّ بوصفه علاجًا“ بتاريخ،17/ 10/ 2020، www.nasnews.com