آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

رحل ابن الواحتين وسادن التاريخ

محمد علي الحرز

«من واحة القطيف.. إلى واحة الأحساء

معاً كنتما.. ومعاً سوف تبقيان.

رمزاً.. للعراقة.. والحضارة.. والخلود.. والنخل».

بهذا الكلمات الرائعة افتتح حارس الواحتين وسادنها المؤرخ الكبير الأستاذ عبد الخالق بن عبد الجليل الجنبي، إهداءه كتاب «هجر وقصباتها الثلاث».

فقد تعودنا من أبناء الواحتين الشقيقتين وباحثيها الفخر والاعتزاز ببلد منشأه ومنبته رغم اشتراكهما في الكثير من القواسم، وهو أمر حق أن يعتز أبناء الواحتين بتاريخهما العريق ومجدهم المجيد، فكلٍ من القطيف والأحساء تحمل رصيداً وثقلاً تاريخياً كبيراً أعظم من أن يتحمله كاهل أحد، هذا ناهيك عن الجانب العاطفي الذي جبل الإنسان على حب الوطن والاعتداد به.

إلا أن هذا لا ينطبق على مؤرخ بوزن وحجم أبا طاهر الجنبي الذي نذر نفسه للواحتين وإبراز الغامض من تاريخهما وقد عبر بكلماته السالفة بالمكان الذي يضع نفسه فيه فهو «ابن الواحتين»، الأختين ففي الطبعة سابقة لنفس الكتاب قيد الإهداء>من واحة القطيف إلى شقيقتها واحة الأحساء.

آه لفقدك يا أبا طاهر.. أيها العالم النحرير والباحث الفذّ.

نعم فقدت الواحتين القطيف والأحساء رمزاً من رموزها وعلم من أعلامها الكبار قنّاص علم وصائد معرفة ورجلٌ موسوعي في فكره ومعرفته، استطاع أن يحمل قلبين وعشقين، وبرحيله ترك صدعين في قلبيهما، نسأل من الله لك الرحمة يا أخي وصديقي العزيز أبا طاهر.

فقد جمعتنا بك جلسات كثيرة تزداد في كل لقاء عظمة على عظمتك بخلقك العالي وبسمتك الساحرة ونظرتك الثاقبة، ورحيلك ترك فراغاً كبيراً في قلوب محبيك ومن كان يقتبس من علمك ومعرفتك، ففقدك خسارة للتاريخ والعلم.

ولكن ما عند الله خيرٌ وأبقى.