آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 2:51 م

في ذكرى شهادة العبقرية

الشيخ حسين المصطفى

أجيالنا بحاجة ماسة وضرورية على أن تنفتح على المشروع الفكري للشهيد الصدر.

لماذا؟!

إنَّ هذا السؤال يحمل الكثير من المواقف، وبه يختزل مسيرة الشهيد الصدر، ويمكننا أن نطرح لهذه الحاجة عدة أسباب كما يلي:

1. يعتبر الشهيد الصدر من الفقهاء القلائل الذين تحركوا في الساحة الإسلامية بعيداً عن غرض التسويق «لشعار مرجعي»، بل كانت منطلقاته منذ انطلاقته - في أوائل الستينات الميلادية - تنبعث من مسؤولية إسلامية إصلاحية.

2. النتاج الفكري العميق للشهيد الصدر لم يكن نتاج ترف فكري محض، بل جل ما كتبه كان نتيجة معاناة في ساحات العمل الإسلامي، والفكر الإسلامي.

3. خطاباته الجماهيرية في فترة حياته الأخيرة تعكس مدى الهم الرسالي الرائع الذي يحمل هموم المسلم بجميع لغاته بعيداً عن خطاب التمزق والتشرذم.

4. لقد دأب الأعداء أن يفصلوا بين الأجيال ورموز الإيمان والوعي والأصالة، ويحاولون دائماً أن تغيب الرموز عن ذاكرة الأجيال وفي المقابل يزرعون في وعي الأجيال أسماء دخيلة لا علاقة لها بهويتنا الإيمانية والروحية والثقافية، وهكذا تبدأ حركة الاستلاب الثقافي الأصيل، مخترقة كل مكوِّنات الثقافة والإعلام والتربية.

5. لقد مثلت الأعوام الخمسين من حياته القليلة الخير والعطاء العميم، فاستطاع بما يملكه من صفات وسجايا وروح أن يخلق جيلاً صحوياً رائداً في حركة الوعي على مستوى العالم الإسلامي.

6. قد لا نكون مجانبين للصواب إذا قلنا: إنّ حجم ما كتب عن السيد الشهيد، إلى حدِّ الآن، يجعله من بين أهمِّ الشخصيات الإسلامية العظيمة التي عرفها هذا القرن وأبرزها، والفضل يعود بالدرجة الأولى إلى إنتاجه الفكري المتميز الذي جعل منه أنموذجاً للفقيه الإمامي الذي تمكَّن من استيعاب مشاكل عصره وقضاياه، وتعاطى بإيجابية مع الواقع الإسلامي وتحدياته المختلفة، وحمل همَّ الإسلام، واستطاع أن يعيد الثقة بالإسلام وشريعته، عندما قدَّمه بحلل جديدة وأثبت صلاحيته لكلِّ زمان ومكان.

لقد كان «رحمه الله» إنسان المسؤولية في الحياة. وأجيالنا بحاجة ماسة إلى أن تنفتح على هذه التجربة الغنية، وأن تتغذى من عطاءت هذه التجربة المباركة.