آخر تحديث: 10 / 5 / 2024م - 3:12 م

استشاري يثقف أولياء الأمور وأبنائهم عن سن التكليف

جهات الإخبارية جمال الناصر - الأحساء

ثقف الأخصائي النفسي والمستشار الأسري علي التمار 60 من الآباء والأبناء عن مرحلة سن التكليف وكيفية التعامل معها بما تقتضيه، في محاضرة قدمها مؤخرا بعنوان ”ابني وسن التكليف“ في بلدة البطالية بالأحساء.

وجاءت المحاضرة الأولى للأبناء في سن التكليف لتعرفهم على أهم التغيرات النفسية والجسمية، حتى يستطيع المكلف أو البالغ التعامل مع هذه التغيرات دون إحراج أو قلق أو خوف، والثانية محاضرة للآباء لتعريفهم على أهم المعطيات، التي يجب على الأب العمل بها، من أهمها أن يُعطي ابنه مسافة كي يستطيع أن يتخذ القرار ويبتعد عن التسلط.

وتناول التمار مرحلة المراهقة، موضحًا بأنها مرحلة انتقالية وحلقة وصل بين الطفولة والرشد، مؤكدًا أن المراهقة مرحلة انتقالية حاسمة، مشيرا إلى أن البلوغ هو نضوج الغدد الجنسية واكتساب معالم جنسية جديدة، تنقل الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج.

ولفت إلى أنها مرحلة النضج الجسدي ومرحلة النضج العقلي والنفسي والانفعالي، مفيدًا أن الفروق الفردية تتكون بحسب أساليب وطرق التربية والتعامل مع الطفل.

وتحدث عن التغير الجسمي والعقلي واللغوي والنفسي الذي يطرأ على المراهق، منوهًا إلى أن المراهق طفل يبحث عن رجولته، مبينًا أن بعض الأنماط الانفعالية ومسبباتها التي يمر بها المراهق، هي: الخوف والغضب والغيرة والحب.

وذكر أن المراهقة تنقسم إلى قسمين، هما: المراهقة بحسب العمر والمراهقة بحسب الظروف الاجتماعية والثقافية، مفيدًا أن المراهقة بحسب العمر، هي المبكرة وتبدأ من 12 إلى 15 سنة وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة، فيما تبدأ المراهقة المتوسطة من عمر 15 إلى 18 سنة وتتميز باكتمال التغيرات البيولوجية، أما المراهقة المتأخرة تبدأ من عمر 18 إلى 21 سنة والتي يصبح المراهق فيها إنسانًا راشدًا بالمظهر والتصرفات.

وقال: يقسم العلماء بحسب تأثير الظروف الاجتماعية والثقافية في سلوكيات المراهق إلى ثلاثة أشكال، هي: مراهقة سوية خالية نسبيًا من المشكلات والصعوبات، وعدوانية حيث يتسم سلوك المراهق بالعدوان على نفسه وغيره من الناس والأشياء، وانسحابية حيث يفضل المراهق الانعزال والانفراد بنفسه والانسحاب من مجتمع الكبار والأقران.

وذكر أن الكبار يرون المراهقة مشكلة كبيرة ومرحلة حرجة صعبة، مشيرًا إلى أن المراهق في نفور من الوالدين والأسرة والكبار وصراع دائم مع المعلمين، كذلك صراع دائم مع القيم السائدة في المجتمع.

ودعا الكبار - الآباء - إلى تفهم خصائص مرحلة النمو والعمل على توجهها بشكل إيجابي بدلاً من تركها، لتوجيه الآخرين ممن لا يؤمن شرهم، وقال: ”مهمتنا، كمربين أن ننقل المراهق من مرحلة الطفولة الاتكالية والسلبية إلى مرحلة الرجولة العصامية والمسؤولية، ولكن بتدرج وحكمة“.

وأوضح أن دور المربين في التغيرات من ناحية النمو الجسمي، تكمن بفهم المرحلة وما يحدث بها من متغيرات وتوضيحها للمراهق بما يتناسب مع سنه وعدم وضعه في مجموعات غير متكافئة من حيث القوة ومستوى المهارة وعدم السخرية من النمو الجسمي واختيار اللبس المناسب.

وأضاف: ودورهم في التغيرات من ناحية النمو الاجتماعي، تُعنى بمساعدة المراهق في تحديد الصحبة الصالحة واختيارها وعدم رفض أصدقاءه أو اتهامهم بل رفض سلوكه الابتعاد عن الاتهام الشخصي وتعليمه المهارات الاجتماعية وأسلوب الاتصال الفعال واحترام رغبته في التحرر والاستقلالية دون إهمال وتوجيهه بطرق غير مباشرة.

ونوه إلى أن الخصائص الطبيعية للمراهق التي تقلق الكبار، أنه يبدي حساسية مفرطة إذا لم يجد من يتفهم مشاعره ويميل إلى الفوضى وقلة الترتيب وإلى مصادقة من هم أكبر سنًا منه إلى المنافسات والتحديات والمغامرات والإكثار من التساؤلات وإثارة الإشكاليات.

وحذر الكبار - الآباء - من التوبيخ المستمر والاستبداد المتطرف فرض الرأي بدون تفسير أو مبررات والشك والارتياب في تعاملهم معه.