آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

الدكتور الطاهر يدعو إلى تجاوز حالة الحزن والتعاطي مع الحياة

أرشيفية
جهات الإخبارية

دعا دكتور علم النفس مهدي الطاهر الى ضرورة تجاوز حالة الحزن المعطلة للابداع والانجاز، فالانسان خلق ليكون مسؤولا ولا معنى للإبقاء على حالة الحزن بزوال دواعيه.

وحذّر الطاهر في محاضرته ضمن سلسلة ”دروس في علم نفس القرآن“ التي تنظمها دار الفرقان لعلوم القرآن ورفاه للدراسات والتنمية الاسرية  للسيدات بسيهات، من تجلبب الحزن بشكل دائم، والذي يؤثر على كيمياء الجسم للارتباط القوي بين خلايا الجسد بالنفس، وماينتج عن ذلك من اكتئاب يؤثر في مستوى الانجاز والتفكير والتعاطي مع الحياة.

وعرّف الحزن بانه انفعال مضاد للفرح والسرور ويكون حول امر حدث وانتهى، ويختلف عن الهم الذي ينتج عن التفكير في امر مستقبلي، والغم الذي يكون بسبب معاينة امر يقلق الانسان.

وذكر ان قلة الفاعلية والتركيز، وقلة العطاء مع الاخرين، وسرعة الانفعال والعدوانية من مظاهر الحزن وكذلك التفكير في الانتحار لدى من لايؤمن بالقضاء والقدر، مشيرا الى دور كل من المهارات المعرفية، والوعي، والايمان في تقبل الخسائر والتعامل معها دون الشعور بالاحباط.

وأوضح ان ردود الفعل المختلفة تجاه الفجائع تختلف باختلاف درجة أهميتها، ومقدار تأثيرها، وطبيعة الموضوع، ووعي الشخص، وحذر من استخدام قانون الجذب في جذب التعاسة لانفسنا او لأطفالنا ”الله دائما مبتليني“، ”الف مرة أعلمك وماتفهم“، متناسين نقاط القوة لديهم وطبيعة الظرف الذي يمرون به، ممايشعرهم بالضعف والدونية وتكريس حالة الحزن؛ لافتا الى اهمية الحزن الايجابي في استشعار التقصير مع الله، مما يدفع نحو الانجاز، والعمل الصالح، وتجاوز الفشل نحو النجاح.

وأشار الى ان الحزن يزداد بازدياد التعلق، وشدد على ايجاد حاضنة بديلة للام في حال غيابها، خاصة في المرحلة الحرجة مابين «8 - 12» شهر، لافتا الى اهمية التلقين المسبق بإخبار الطفل عن غياب الام للعمل ومن ثم تعود.

وعدّد الطاهر بعض المظاهر التي قد يمر بها الطفل في حال فقد عزيز: مص الاصبع، قضم الاظافر، التبول الليلي، التلازمات الحركية، ضعف الشهية، سرعة الغضب، سرعة الانفعال، التذمر ورفع الصوت، مشيرا الى اهمية المساندة والرعاية والاحتضان والاهتمام لتخفيف الشعور بالقلق، مع الشرح المبسط ان المفقود ينتقل الى الله وكلنا الى هذا المصير، وبالامكان الاستعانة بالصور لتوصيل الفكرة لديه.

وبيّن ان المراهق يعبر عن حزنه بطريقتين ايجابية او سلبية، كجنوح نحو المجتمع او انجازات اعلائية وتتضح في صور مختلفة منها ممارسات متكررة مثل العاب كمبيوتر وخياطة، لافتا الى الدراسات التي اثبتت ان اشد درجات حزن الكبار يكون عند فقد الشريك.

وحذر الطاهر من القرارت اللاعقلانية بسبب الحزن، ودعا الى الاكثار من الحوقلة وقول ”انا لله وانا اليه راجعون“، لعودة السكينة، واستقرار كيمياء الجسم، وطرد الكسل، والعودة للعمل والانجاز.