آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 4:26 م

المبحرون: غياب الناقد الفني وبروز المتطفلين أمرٌ محبط

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الدمام

انتقد الفنان عباس آل رقية غياب الناقد الفني في الساحة العربية، معربا عن اسفه: ”حصول الفنان في اغلب الاحيان على النقد من غير اهله، والذي لايساعد في تطوير ادواته بل هدفه اثارة زوبعة، وحب الظهور من البعض لا اكثر“.

وأيده الفنان فاضل بوشومي في الاحباط الذي ينال الفنان ممن يطلقون على انفسهم لقب ”نقاد“، وذلك في المعرض الذي اقامته جمعية الثقافة والفنون امس الاول بعنوان ”مبحرون“ وبمشاركة اربعة من الفنانين وهم: فاضل بو شومي، عباس ال رقية، حسين المصوف، منير الحجي.

واعرب الحضور والفنانين عن اعجابهم بالتكنيك الجديد في لوحات بوشومي، والذي اعتمد النمط التجريدي في لوحاته بأسلوب جديد، رافضا الافصاح عن سر ذلك التكنيك في الفترة الحالية، واستند موضوع الزخرفة لديه على اللون الأسود والبني على خلفية بيضاء للاسترخاء.

وأشار الى ان رسالته هي: ”التواجد في الساحة“، وعن اختيار عنوان ”مبحرون“ فهو نابع من اكتشاف ماهو جديد، والابحار في عالم الفن، وصيغته بشكل مناسب لكل فنان على لوحاته، ووضع احاسيسه ومشاعره داخل اللوحة.

وشارك الفنان الحجي في المعرض بثمان لوحات، معتمدا على الأسلوب الواقعي التأثيري، حيث ركز على جماليات ضوء الشمس في الطبيعة، والطبيعة الزراعية كالاخضر ودرجاته.

وبرر بروز النخلة في جميع لوحاته: ”يطول الحديث وتحوم الغصات في النفس حول ما آلت اليه المنطقة من فقدان الغطاء الاخضر المكسو بالنخيل الباسقات، وهي دعوة للمحافظة على ماتبقى، وحث الاجيال لمعرفة اهمية وفوائدالزراعة ولاسيما الجمال“.

ويصف الحجي علاقته باللوحة، "هي صديقتي ومستأمن اسراري واوقاتي الجميلة والمريحة، وتأخذ الجزأ الأكبر من حياتي، ولا أساوم في بيعها كونها جزأ لا يتجزأ من كياني وقيل اللوحات بنات الفن.

وعن العلاقة التي تربط المبحرون قال: ”نحن اربعة اصدقاء ضمن مجموعة كبيرة، وجدنا النية المشتركة في اقامة عرض في نفس الفترة، ورغم اختلافنا في الاساليب الفنية الا اننا نجتمع على المضي قدما، والابحار والانطلاق في اقامة عدة معارض في مختلف الاماكن والمدن السعودية وخارجها“.

وأضاف: ما يجمعنا اكثر هو اتفاقنا على هدف واحد وهو البحث الفني والاطلاع، وتكوين علاقات جميلة مع الفنانين في المناطق الاخرى، والسعي للفائدة الفنية، بالاضافة الى استقاء ماهو جديد وتوظيفه فنيا لخدمة اعمالنا".

واعتمد المصوف الاسلوب التجريدي في لوحاته، مشيرا الى صعوبة هذا النوع من الفن كونه يخرج من مجموعة مدارس في باطن الفنان، متناولا مواضيع ”البيئة البحرية، التلوث، اعادة التدوير“، مستخدما خامات كالخياطة، والمو في معظم لوحاته.

وبين ان السبب يعود لجماليته وارتباطه بالذاكريات، فالمو يعلق بالاشياء القديمة التي نستخرجها من البحر، وعلى الصخور وظهور السلاحف والاسماك، وحتى مع ازالته يبقى اثره محفورا، وبعد فترة يعاود النمو في المكان نفسه.

وتناول آل رقية الاسلوب التجريدي في مواضيع تراثية شعبية، وقال انها تنبع من ذاكرة الطفولة، وتظهر: ”المرأة القطيفية بالبخنق، والمرأة بالبخنق البحريني والقطري والقطيفي والبدوي مبديا الفروق بينها بالزخارف، ورسم الاهل في كل مكان فوق وتحت، المنمنمات، الزراعة، الوجوه المسطحة، الجلسة الحميمية بعد الظهر، البخور، الجرة، الاحياء القديمة، السنور، والاشياء التعبيرية التي تلامس القلب بأسلوب فطري بسيط“.

وأشار الى ان بعض افكار لوحاته تزوره في المنام فيقوم ليخططها ويكملها فيما بعد واغلبها يعود الى ذاكرة الطفولة، ونوه الى ان البعض يرى في لوحاته تراث، والبعض يراها تجريدية خارج نطاق الاشكال.

من جهة اخرى، اعلن المهندس المعماري والفنان سلمان الامير عن اعجابه بوضوح تمكن فناني المعرض من الانماط التي تبنوها، وخبرتهم فيها، مبديا ملاحظته في تشابه اسلوب التجريد في لوحات المصوف وبوشومي ”لعلها ممارسة متعارف عليها“، والاغراق في الطبيعة المحلية، وسيادة النخيل في لوحات الحجي مما يجعلها متشابهة رغم جمالية الطابع التأثيري فيها.

ولفت الى التنوع الواضح في لوحات ال رقية والى اتخاذه التراث موضوعا جوهريا، مشيدا بالالوان البراقة والمتناسقة والموزونة في لوحاته طبقا لنظريات اللون، حيث استطاع ان يربط بين المتقابلات بشكل مبهج وجميل.

واثنت الفنانة هدى القطري، ومنى الشيخ، والفنان احمد اللفيف على المعرض، وثرائه، وغنى موضوعاته، وتعدد أساليبه، وقوة الفنانين المشاركين فيه، مبدين اعجابا خاصا بالتكنيك الجديد لدى بو شومي.