آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

استشارية: الاكتئاب سبب لإعاقة المجتمع و450 مليون مصاب به في العالم

جهات الإخبارية إيمان الفردان _ الدمام

أكدت استشارية الطب النفسي ساهرة السنان على أن 450 مليون شخص يصاب باضطراب الاكتئاب على مستوى العالم وانه يأتي في المرتبة الثانية بعد أمراض القلب كأحدأهم أسباب الإعاقة على مستوى العالم نتيجة انخفاض انتاجية المصابين في المجتمع بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.

وأشارت في المؤتمر الصحي الثاني الذي عقده ملتقى سفينة النجاة مساء الجمعة بدار عافية في الدمام بعنوان ”أمراض العصر“ لوجود ارتباط قوي بين العوامل الوراثية والضغوط الحياتية والإجتماعية والتي هي من أهم مسببات اضطراب الاكتئاب.

وأبانت بأن الأزمة الاكتئابية قد تستمر لفترات طويلة مع مضاعفات كثيرة، مشيرة إلى أهمية اكتشاف المرض وعلاجه وإمكان الشفاء منه بطرق علاجية دوائية ونفسية.

وذكرت أن من أهم أعراض أزمة الاكتئاب الشعور بالحزن الشديد ونوبات البكاء وانخفاض الرغبة بالقيام بالأنشطة اليومية والاهتمامات الشخصية والأفكار السلبية كفقدان الأمل والشتائم والشعور بالذنب وتغير النشاط الحركي وضعف مستوى التركيز وتغير الوزن انخفاض أو زيادة.

وأوضحت بأن أزمة الاكتئاب يصاحبها أفكار سلبية من عدم تقدير الذات واليأس مع مشاعر الندم وأفكار متكررة عن تمني الموت والرغبة بالانتحار وتراجع ملحوظ بأنشطة الشخص واهتماماته الشخصية واليومية.

وبينت أن أسبابه تتشكل من عوامل متعددة تراكمية معقدة وللوراثة دور كبير في المحيط العائلي والاجتماعي بسبب وجود جينات معينة مسؤلة عن خطر الإصابة بطريقة متوارثة والتي تؤدي إلى تغيير تركيبي في عمل بعض مناطق الدماغ بالإضافة لعوامل عصبية وجينية كالعامل البيوكيميائي.

ولفتت إلى أن أنواع الاضطرابات الاكتئابية تتمثل في الاضطراب الإكتئابي الجسيم والمستمر واضطراب المزاج المتقلب المشوش واضطراب سوء المزاج ماقبل الطمث عند النساء والاضطراب الاكتئابي المحدث بمادة دواء او بسبب حالة طبية أخرى.

وقالت " إن الاكتئاب ينشأ لدى الأشخاص الذين يركزون على الجانب السلبي للحياة والذي يؤدي إلى النظرة السلبية غير الواقعية كما ان وأن المكتئب يركز على نواحي القصور والعيوب الشخصية والشعور بالعجز للتحكم في النتائج السلبية للحياة.

وقالت ”إن الأطفال قد يصابون به في مرحلة ماقبل البلوغ بنسبة 1 - 2% بينما في سن المراهقة نسبته 5% وإن أعراضه تختلف عند البالغين حيث يعاني الطفل من نوبات غضب ومشاكل سلوكية مع الشكوى من الآلام وما يصاحبه من انخفاض للمستوى الدراسي وحصول أفكار انتحارية بنسب أقل بكثير من البالغين“.

وأضافت، إن الاكتئاب عندالنساء يبدأ مبكرا ونسبة إصابتهن به أعلى من الرجال ويرتبط بالضغوط الحياتية وبالتغيرات الهرمونية التي تستمر طوال حياة المرأة نظرا لمرورها بتغير هرموني شهريا وفي فترة الحمل ومرحلة مابعد الولادة وانقطاع الطمث.

وتابعت، إن أعراض اضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث ترتبط بالتغير الهرموني والدورة الشهرية وتبدأ الأعراض قبل أسبوع من الدورة الشهرية بتغير مفاحئ وشعور بالحزن والتوتر وسرعة الغضب والبكاء ويصاحبها أعراض جسمانية كألم الثدي وأنها تؤثر على قدرتها على إكمال المهام اليومية والإجتماعية وأنهاتتحسن عند بدء الدورة الشهرية وتختفي معها بالغالب.

وفيما يتعلق بتشخيص المرض ذكرت، إن التشخيص يقوم على فحص عام واختبارات مخبرية وأشعة ومن ثم التشخيص النهائي وتسجيل نوع الأزمة الاكتئابية ومعرفة ما إذا كانت متكررة ومدى شدتها.

ولفتت إلى أن التقييم النفسي يتم من خلال المقابلة الشخصية وتقييم المظهر العام والمزاج والكلام ومحتوى الأفكار وأعراض ذهانية كالهلاوس وكذلك الفحص المعرفي ومدى تراجع الحالة الوظيفية مثل النشاط الاجتماعي والدراسي وتاريخ أزمات سابقة والتاريخ العائلي والإجتماعي.

وأكدت أن العلاج النفسي والإجتماعي غالبا ما يقوم به الأخصائي النفسي وذلك بتعليم المصاب على اكتشاف الأفكار والسلوكيات السلبية التي تؤدي لليأس واكتشاف الأحداث المرتبطة بالإكتئاب والمساعدة بإيجاد حلول وتطوير المهارات التكيفية.