آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:41 م

ناقد: الصورة الوثائقية بحاجة لمبادرات جادة.. ومؤرخ: القطيف سبقت غيرها في التوثيق

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - القطيف

شدد الناقد الفني أثير السادة على حاجة الصورة الوثائقية لمنطقة واحة القطيف إلى مبادرات جادة من الأجهزة الثقافية في المنطقة الرسمية منها والأهلية مناشداً إياها بأن تعيد الاعتبار للصورة.

وأكد الباحث والمؤرخ والمصور الوثائقي عبدالرسول الغريافي بأن القطيف سبقت مناطق المملكة في فتحها مجال توثيقها صورياً ما أثمر زخم كبير في وفرة الصورة الوثائقية.

ضياع إرشيف الوطن 

سلط الناقد السادة الضوء على خوف الكثيرين من مصوري الأمس من إخراج إرشيفهم للعلن، لافتاً إلى مصيره في أن ينتهي إلى تركة لا تجد من يحسن الحفاظ عليها.

وانتقد عدم وجود مبادرات تبعث الأمل وتحفظ المصادر والوثائق للمستقبل، مبيناً أنها دون ذلك ستصبح عرضة للتلف والضياع، مشيراً إلى المبادرات التي قام بها أبرز المصورون الأجانب لتوثيق المنطقة بإيداع ما يملكون من صور وأفلام وأوراق في جامعات مرموقة في أمريكا وبريطانيا.

ويشهد السادة على أن في كل بلدة وقرية ومدينة بالقطيف كاميرات عتيقة غيبها الحرص المبالغ، فلا هي طليقة ينظر إليها الناس، ولا هي محفوظة في دوائر الحفظ التي يمكن أن تفتح الباب لاستثمارها.

وفي هذا الشأن شدد على الحاجة إلى مبادرات جادة من الاجهزة الثقافية في المنطقة، الرسمية منها والاهلية، بأن تعيد الاعتبار للصورة.

وقال في حديثه لـ ”جهينة الإخبارية“: ”كنا نتأمل مبادرات من جماعات التصوير مثلا والتي تندرج الصورة ضمن اختصاصها واهتمامها، أن تبادر للقيام بدور اجتماعي عبر مساعدة الناس في حفظ وتخزين صورهم بطرق فاعلة والافادة منها في تأسيس إرشيف لكل مدينة.“

وأكد السادة أن الصورة الوثائقية ستبقى تدور في فلك ”الحنين إلى الماضي“ فقط، وتزداد فرص الضياع لإرشيف الوطن، وذاكرة الناس، وتتضاءل الحظوظ في تأسيس ذاكرة بصرية للمكان، ذاكرة ترفد الباحثين بما يشعل جذوة البحث عندهم، ويفتح الطريق للأجيال القادمة لمعرفة ماسقط من دفاتر المدونين.

الصورة الوثائقية للقطيف 

ومن هذا المنطلق أكد الباحث المؤرخ عبدالرسول الغريافي إلى أن الصورة الوثائقية في القطيف بدأت مع عمر ابتكار الوثائق الصورية في العالم عام 1839م منذ أن تحولت الرسومات إلى صورة.

ويعيد الغريافي الذاكرة الصورية للقطيف إلى أكثر من قرن حيث عرف عنها عنها من المستعمرين لمنطقة القطيف وذوي الخبرات في مجال الثروات النفطية الذين علموا بمكانة القطيف الاستيراتيجية بين المدن التجارية وأهمية البترول عالمياً.

ونشأ التصوير في القطيف عبر التوثيق للدراسات والمسح الجيولوجي الذي يعتمد على الصورة بشكل كبير لمنطقة الدمام والخبر والقطيف والظهران.

وكانت القطيف منطقة جاذبة للنظر حيث أنها كانت مأهولة بالسكان مقارنة بالهجر المحيطة بها، ويحكي الغريافي أن الورود إليها كان من قبل الجميع إضافة للخبراء بشكل كثيف علاوة على زخمها بالآثار والمعالم في كل من جاوان والبدراني وثاج التي نهبت متروكاتها الأثرية دون أن توثق.

وكان من أبرز الصور الموثقة والمتداولة التوثيق الصوري الذي صاحب مجيء الملك عبدالعزيز بداية توحيد المملكة في زيارته للظهران والقطيف وترجع لأكثر من 90 عاماً، وما نقله تلفزيون الظهران الذي يعتبر أول تلفزيون في الخليج والثاني في الشرق الأوسط.

تحريم التصوير في القطيف

وعن أشكال التوثيق الصوري الذي حظيت به القطيف لفت إلى كون أرامكو تضم أكبر أرشيف صوري للقطيف وأرشيف ميرزا الضامن ومجيد الجامد وعبدالصاحب أبوالسعود، إضافة لوجود فنانين تشكيليين كانوا يرسمون القطيف مباشرة وسط الأسواق وأوساط سيحات النخيل وحول العيون، فيما درج تصوير الشخصيات ”البورتريه“ وقلة من يوجه كاميرته للمعالم.

وبرر الغريافي زخم الصورة الوثائقية للأمس في القطيف بسبب أنها سبقت مناطق المملكة في التوثيق حيث كان التصوير محرماً شرعاً في باقي المناطق بسبب اجتهادات فقهية خلافاً لعدم وجود هذه الممانعة في القطيف.

ومن هذا الجانب انتشرت فكرة اقتناء الكاميرا ولان القطيف متصلة بطرق المسافرين القادمين من أفريقيا وخاصة الهند التي كان التصوير دارجاً فيها وما انتجته علاقات التجارة من بينها تجارة اللؤلؤ في الهند وكانت هناك فرصة لتصوير الطواشين والشخصيات من بينهم عائلة الجشي وغيرها من العوائل المعروفة بالتجارة من أهل القطيف.

الصورة الوثائقية وتحليلها

وتقع الصورة الوثائقية اليوم في مأزق عدم دقة تداول المعلومة التأريخية واندراجها في خانة التخمين واعتماد الصحفيين للمعلومة المغلوطة دون تحليل وبحث ومقارنة.

في حين يقع الأحسائيون في لبس التوثيق أيضاً حيث ينسبون بعض الصور التي ترجع لمنطقة القطيف إلى واحة الأحساء وعيونها.

ويطال التوثيق التأريخي صعوبة معرفة مكان التقاط الصورة وعمرها بسبب تغير بعض معالم القطيف اليوم، في حين أن بعض الصور يمكن التعرف عليها كصور قلعة القطيف الموثق فيها صناعة الجص بالقرب منها.

وبالخبرة يذكر الغريافي أهم الدلالات التي من شأنها معرفة عمر ومكان الصورة ومنها لبس الغترة التي كان له اعتبار اجتماعي ونمطي في مجتمع القطيف حيث كان يحظر لبس ”الشماغ“ الأحمر المعروف اليوم في آونة ما ببين الأربعينات إلى السبعينات حيث لم تكن تلبس إلا الغترة السوداء في الإشارة إلى ”السيد“ الذي يرجع نسبه إلى أهل البيت.

إضافة إلى الهندسة المعمارية التي قد تشير إلى حقبة معينة كمباني قرى معينة ومنها الكيفية التي كانت تبني بلدة الأوجام بيوتها متقاربة من دور واحد بنوافذ تكون قليلة جداً وصغيرة، أما أم الحمام والجش فتدل الشرفات الخشبية ”الأرسي“ إلى الخمسينات وهي مأخوذة من الهندسة المصرية.