آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

مسرحيو الشرقية يحتفلون بيوم المسرح العالمي في «فنون الدمام»

جهات الإخبارية انتصار آل تريك، سوزان الرمضان - الدمام

اجتمع مسرحيو المنطقة الشرقية على الموعد المنتظر سنوياً لحضور احتفالية جمعية الثقافة والفنون بالدمام بمناسبة يوم المسرح العالمي.

وتنوعت فقرات الاحتفالية بدءًا من ساحة مبنى الجمعية الخارجي، إذا تزينت أروقة المبنى بالملصقات والديكورات، وبالشخصيات المسرحية المتنوعة التي كانت تجول بين الحضور قبل بداية العرض المسرحي.

«أبو الهموم» كان عنوان المسرحية التي أنتجها بيت المسرح، وقُدِمت ضمن الاحتفالية والتي تعد من تأليف عباس الحايك وإخراج ماهر الغانم، بمشاركة عدد من ممثلي المنطقة هم «سمير الناصر، راشد الورثان، عبد الله الحسن، ناصر الظافر، جميل الشايب، نعيم البطاط، مشاري الضيف، محمد عسيري ومحمد بن حسين».

وتناولت المسرحية كما يشير عنوانها بقالب كوميدي ساخر وضع المسرح المحلي، ومعاناة المسرحيين مع المنتجين ومع النجوم الطارئين.

واستطاع ممثلو العرض أن يسترقوا الضحكات من الجمهور الذي ملأ الصالة دون الوقوع في الإسفاف والتهريج وهو ما أشاروا له في عرضهم المسرحي بالنقد.

واتسمت المسرحية بمساحة الارتجال التي منحها المخرج للممثلين.

وكانت للجنة المسرح كلمة بهذه المناسبة، ألقاها رئيس اللجنة ناصر الظافر والتي حملت الامتنان لكل من ساهم وساعد لتنفيذ الاحتفالية من رعاة وأفراد، أعقبها مقطوعة موسيقية من التراث الإسباني للموسيقيين معتز فاضل على العود وعبد العزيز العباس على الجيتار.

وكعادة كل مسرحيي العالم في هذه المناسبة، قرأت الممثلة المسرحية مريام عبود رسالة يوم المسرح العالمي التي كتبتها اللبنانية مايا زبيب.

وقُدِم فيديو قصير والذي استعرض فكرة احتفالية يوم المسرح العالمي التي أقرها المعهد العالمي للمسرح، واحتفل هذه السنة بمرور 70 عاماً على تأسيسه.

وأشار فيديو قصير عرض قبل إلقاء الرسالة، إلى اختيار المعهد خمسة من المسرحيين لكتابة رسائل يوم المسرح العالمي يمثلون المناطق التي حددتها اليونيسكو، وقد اختار لجنة المسرح ممثلة المنطقة العربية لقراءة رسالتها.

ورأت اللجنة في هذه الاحتفالية فرصة لتدشين مشروعين مسرحيين جديدين، أولهما الحلقة المعرفية المسرحية التي تختص بقراءة المنتج المسرحي المكتوب ومناقشته، وتسعى لنشر المعرفة المسرحية بين المسرحيين وغيرهم، والترويج للنص المسرحي.

وقرأ مختصراً عن المشروع المسرحي عبد العزيز السماعيل أحد مؤسسي هذه الحلقة، أما المشروع الآخر فكان بيت المسرح، الذي دشنه مديره الكاتب المسرحي عباس الحايك.

وشددت عبود في كلمتها عن الصعوبات التي تواجه المسرحيين الى ضرورة مواجهة التحديات الملموسة وغير الملوسة، والى الابداع في بنائها بأمانة وشجاعة، والى مواجهة الاخطاء، والى تولي مسؤولية العالم الذي نشترك في صنعه.

وأشارت إلى أن ما يجمع المسرحيين رغم اختلافهم في الايديولوجية والعقيدة غاية واحدة «وهي البحث عن الحقيقة اينما كانت، وتحدي القوى الظالمة، والشفافية الانسانية».

وأضافت بقولها «وجودنا هنا وبناؤنا من الصفر ميزة، فنحن نبتكر الطرق في تحدي الحواجز وبالنسبة لنا مرئية».

ونوهت إلى أن المسرح «هو مايبقينا بشر من لحم ودم، ويحيي المشاعر، ويعطي القوة للكلمات والافكار والمعاني، ويعطي مساحة للحوار وللرؤية الجماعية».

وقال المسرحي الحايك أن الشغف هو مايبقيهم في دائرة المسرح، وهو ما يجعل المسرح باقيا مع تعاقب الاجيال في مدارس الأبناء لإيمانهم أنه يسهم في صنع الشخصية ويجعلها أقدر على التواصل مع الآخرين بسهولة.

وأوضح أن بيت المسرح سوف يعمل تحت مظلة لجنة المسرح وجمعية الثقافة والفنون، في سعي جماعي لتحريك الساكن في المنطقة، مشيرا الى طبيعة المسرح التي تحتاج عمل دؤوب ومتواصل مع الجمهور، ودون انتظار مناسبة.

وتطرق إلى بعض المشاريع التي سينفذها بيت السرد ومنها: استضافة العروض المسرحية للفرق والجهات المنفذة، وتسهيل انتقالها لتعرض في المدن الأخرى، تنفيذ عروض مسرحية إجتماعية، والتي تناسب أجواء المهرجانات، إلى جانب الدورات والورش المسرحية في مختلف التقنيات المسرحية، التنظيم لتجربة جديدة في ملتقيات قراءة النص المسرحي عما قريب، وملتقيات لمسرح المونودراما والديودراما، ومسرح الحكواتي، ومسرح الشارع، واجتماع دوري للمسرحيين في مقهى المسرحيين للحوار وتناقل التجارب.

وقال بأن من ضمن المشاريع الانفتاح على الجهات التي تنفذ مسرحا مثل المدارس والجامعات، وتقديم الورش المسرحية لهذه الجهات لتطوير المسرح المدرسي والجامعي، وسيكون للبيت عضوية، وسيحصل العضو على امتيازات، كالخصم على أسعار التذاكر وأسعار الدورات والورش، والأولوية في المشاركة في الفعاليات والنشاطات الخاصة بالبيت.

وعن فكرة تأليفه للعرض المسرحي «أبو الهموم» ذكر أن المسرحية تتحدث عن هموم الناس بشكل عام وغياب الجمهور عن المسرح، وذلك بعد الاتجاه إلى أشكال لا يفهمها الجمهور، في محاولة لتشخيص مشكلة المسرح والعودة به إلى الأعمال البسيطة والمفهومة والممتعة بالنسبة لجمهوره.

وأوضح السماعيل في كلمته حول تأسيس «الحلقة المعرفية المسرحية» بأن القراءة المسرحية كثقافة ومعرفة ليست ابتكارا، لكنهم أرادوا إضافة الحلقة المعرفية المسرحية «كمبادرة استثنائية لها خصوصيتها».

وأشار إلى أنه بالإضافة لكونها مخصصة للثقافة المسرحية ومعنية بها فهي ستهتم بقراءة ما يمكن أن يفيدها ويثريها من الثقافات الأخرى المهمة للمسرح والمسرحيين، كما يجب أن تفيد من الآخرين المثقفين وغير المهتمين بالمسرح في المملكة والوطن العربي.

ونوه إلى أن الحلقة ستعمل على أن تكون لها طريقتها الخاصة في عروضها وتقديمها لنشاطاتها.

واختتمت الاحتفالية بتكريم الرعاة والمشاركين في الاحتفالية من فنيين وممثلين وإداريين.