آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 3:59 م

الشيخ الصفار: الاختلاف في تفاصيل القضايا الدينية لا يمنع التعاون

جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار أن من مصلحة البشرية أن تبحث عن مناطق الإلتقاء، ونبذ الاختلاف والتخاصم حتى مع وجود اختلافات فكرية او دينية.

وتابع: العقلاء يهتمون بالمشترك ويتركون لأنفسهم هامش الاختلاف، بينما المتخلفون يهملون المشترك وينشغلون بما يختلفون فيه، وإن لم يجدوا صنعوا لهم ما يختلفون عليه.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في حسينية الناصر بسيهات بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام المهدي أمس الثلاثاء.

وأبان أن المجتمعات المتقدمة مع ما بينها من اختلافات في أديانها ولغاتها وتاريخها تتمحور حول مشتركاتها، مستشهدا بالمنظمة الدولية للفرانكوفونية للمتحدثين باللغة الفرنسية، ومنظمة الكومنولث التي تجمع الدول التي استعمرتها بريطانيا.

وقال: رغم أن العلاقة بين هذه الدول كانت علاقة المستعمِر بالمستعمَر إلا أنها لم تمنع من التعاون، وعقد المؤتمرات، والاتفاقيات، والمصالح المشتركة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.

وتساءل: ”لماذا المسلمون يبحثون عن الخلافات ويضخمونها؟ كما نجد ذلك على مستوى المذاهب ثم على مستوى المجتمعات داخل المذهب الواحد؟“

وعن ليلة النصف من شعبان وذكرى ميلاد الامام المهدي ، قال: ”يجب أن تصنع هذه المناسبات حالة تقارب بيننا كأمة وكمجتمع ولا نسمح لتحويل هذه المناسبات لساحة للعراك والخصام“.

وأبان أن المسلمين يتفقون على أن النبي بشر بمهدي يملئ الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا، وأنه من عترته من ولد فاطمة، مؤكدا على أن قضية الامام المهدي من القضايا التي تواترت حولها الاحاديث في مختلف المصادر الاسلامية للسنة والشيعة، وأنها تؤكد على عالمية الاسلام وإنسانيته وهو امر مهم يجب ان يتعزز في نفس وفكر الانسان المسلم مع ما يترتب عليه ويستلزمه.

وأوضح أنه لكثرة ما ورد من أحاديث وروايات وآثار حول قضية الإمام المهدي، فقد أفرد لها عدد من العلماء مصنفات ومؤلفات خاصة لجمعها وبحثها، وأن من نظر في كتب السنة المختلفة يرى أحاديث كثيرة قد وردت في مهدي بشر به النبي هذه الأمة.

وأشار إلى وجود قائمة بأسماء أئمة وعلماء من أهل السنة نصوا على تواتر أحاديث المهدي، تبلغ سبعة عشر عالماً، وهناك قائمة من الأئمة والعلماء ضمت 23 عالماً من مختلف العصور احتجوا بأحاديث المهدي وصححوها وذكروها في مؤلفاتهم ونصوا على الاحتجاج بها.

ثم تسائل: ”إذا كنا نتفق على كل هذه الأشياء، في قضية الإمام المهدي، فلماذا نتبادل الاساءات فيما يتعلق بتفاصيلها ونتجاهل الاتفاق على أصلها؟“، مبينا أن بين عقلاء البشر في علاقاتهم توجد دائما هاتان الدائرتان: المشترك فيه والمختلف عليه، مؤكدا على أن الاختلاف في التفاصيل ليس مدعاة للتفرقة وعدم التعاون.