آخر تحديث: 9 / 5 / 2024م - 5:25 م

مؤكداً على الدلالات والمعاني الجميلة والعميقة لإفشاء السلام

الشيخ اليوسف ينتقد الذين لا يسلمون على من يختلفون معهم في المذهب أو الفكر

جهات الإخبارية

أكد الشيخ عبدالله اليوسف في خطبة الجمعة على أهمية إفشاء السلام في المجتمع؛ لأنه من محاسن الأخلاق، وأفضل الآداب كما أنه يعبر عن تبادل مشاعر الحب والود تجاه من نلقي عليهم التحية بالسلام.

وانتقد تفاخر بعض الناس بعدم السلام على الآخرين لمجرد اختلافه معهم في المذهب أو التقليد أو الأفكار، أو لحدوث سوء فهم وتفاهم قد يحدث حتى بين الأقرباء والأرحام فضلاً عن الأباعد، فيتعامل مع أرحامه وإخوانه وأصدقائه وزملائه بعدم السلام عليهم.

وقال أن هذا خلاف التعاليم الدينية التي تحث على إفشاء السلام، الذي هو تحية الإسلام، ولا يجب أن يكون مرهوناً بالاتفاق في كل شيء.

واعتبر أن عدم السلام ليس محلاً للتفاخر بل هو تعبير عن سوء الأخلاق، وابتعاد عن نهج الإسلام وتعاليمه التي تحث على ملاقاة المسلم بالسلام والتصافح.

ولفت إلى أن ما ورد في بعض الروايات من النهي عن السلام على بعض الأشخاص كالفاسق المعلن لفسقه، والمرابي، والفاسد فإنما بقصد نهيهم عن أفعالهم القبيحة، إذا كان عدم السلام يؤثر عليهم ويردعهم عن فعل ذلك؛ وأما إذا كان السلام عليهم والترحيب بهم يؤدي إلى جذبهم إلى طريق الحق والهدى، وإقلاعهم عن المنكر فالمطلوب فعل ذلك؛ لأن هدف الإسلام هو جلب الناس إلى طريق الحق وليس تنفيرهم من الدين.

وأشار إلى أن تحية «السلام عليكم» تعني سلام الله عليكم، وهو عبارة عن الدعاء للآخرين بالسلامة من كل الآفات والمكاره والمخاوف والنقائص فيما يتعلق بالدين أو النفس، وفيه عهد من المسلمين فيما بينهم بحفظ دمائهم وأعراضهم وأموالهم.

وبين أن السلام هو بمثابة عهد وميثاق يعاهد به الناس بعضهم بعضاً بالالتزام بالسلم والسلام.

ونوه لدعوة القرآن الكريم إلى إفشاء السلام بين الناس، ورد التحية بأحسن منها، مؤكدا على أن رد التحية بالأحسن منها يزيد من مشاعر الود والحب والوئام، والله محاسب على من لا يرد السلام لأنه ترك واجباً.

وأضاف: السلام هي تحية أهل الجنة أيضاً،، بل إن القرآن الكريم أطلق على الجنة «دار السلام».

وأوضح أن الإسلام يحثّ كثيراً على إفشاء السلام بين الأنام، ليعيشوا في أمن وسلام واطمئنان، فهو سبب للألفة والتآلف والانسجام، وموجب لحسن المعاشرة، والعيش بسلام.

وتابع: إن التشجيع على إفشاء السلام في المجتمع إنما يهدف إلى تعزيز قيم التراحم والتكافل والتوادد والتحابب والإخاء بين أفراد المجتمع ومكوناته، ليكون المجتمع المسلم مجتمعاً قوياً ومتماسكاً وشامخاً يشد بعضه بعضاً، ويعيش بسلام وأمن واطمئنان.

ولفت إلى أنه يستحب للرجل أن يسلم على أهله وعائلته أيضاً عند دخول البيت.

وأضاف: إن هذا التوجيه الديني بشأن الأسرة جميل ولطيف، حيث أن السلام على أفراد العائلة - وخصوصاً من رب الأسرة - يساهم في خلق أجواء السعادة والسلام والاطمئنان في البيت العائلي، ويزيد من المحبة والمودة فيما بينهم.

وذكر أن السلام يعبر عن مشاعر إيجابية، وأما عدم السلام والدخول إلى البيت بوجه عابس فيعبر عن مشاعر سلبية، ويخلق أجواء من السلبية وعدم الإطمئنان والاستقراء.

ووجه قائلا: فلا تبخلوا على أهلكم وعائلتكم من إلقاء السلام عليهم، وعودوا أفراد العائلة على فعل ذلك، كي يعمّ السلام أرجاء الدار ومن فيها.

ونبّه إلى ضرورة التعود على إلقاء السلام على الآخرين بحرارة وتفاعل وجداني ونفسي، مما يزيد من الألفة والمحبة والمودة بين الناس، وهذا مما ينبغي فعله، وهو رد التحية بأحسن منها، وهي زيادة كمال وأدب، وفيها بركة وزيادة أجر وثواب.