آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 8:22 م

”ثقافة الدمام“ تناقش أبعاد العلاقة بين الفن ومجتمع المعرفة

جهات الإخبارية أحمد المدلوح - تصوير: حسن الخلف - الدمام

ناقشت الحلقة المعرفية «الفنون ومجتمع المعرفة» التي نظمتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء الاثنين أبعاد العلاقة بين الفن ومجتمع المعرفة.

وبدأ المحاضر وليد الهاشم وهو تربويٌ عاكفٌ على البحث في كل ما يتعلق بتاريخ العلوم، بمقدمة تاريخية سلّطت الضوء على بدايات تطور المجتمعات، وخصوصاً مجتمع الرعي الذي فتح الباب لتكوّن مفهوم القبيلة.

وألمح للشِعر كلونٍ فني يعبّر عن قيمة القبيلة لدى أفرادها، وناصحاً أفراد مجتمعات اليوم بعدم إصدار أحكام على معتقدات وسلوك المتعصبين لقبائلهم، بل أن من الجمالية وصف تلك النزعة القبلية كما هي.

وتطرق الباحث للمجتمعات الزراعية ودورها في صنع قفزة سكانية ساهمت في بناء امبراطوريات بجنودها وقوتها، ثم مروراً بالمجتمعات الصناعية نصل لمجتمع المعرفة، الذي يختصره الأستاذ وليد بعبارة: هو المجتمع الذي ينتج المعرفة، يشارك المعرفة، يطبق المعرفة، ويصدّر المعرفة.

وأكد الأستاذ وليد الهاشم بأن هذا التعريف لمجتمع المعرفة، وإن كان وُلِدَ متأخراً «خمسينيات القرن الماضي» إلّا أنّه ينطبق بشكل أو بآخر على المجتمعات السابقة فيرى أن المجتمعات القبليّة والزراعية والصناعية كلها مجتمعات معرفة تُنتج وتشارك وتطبق وتصدّر المعرفة التخصصية كلٌّ في مجاله. ويضرب لذلك أمثلة منها وظيفة ”الهنداس“ وهو نوع من تكنولوجيا الزراعة تقوم على تقليل التكلفة في شق قنوات الري، أنتجته وشاركته وطبقته ثم صدرته بلاد فارس.

وقبل أن يقوم الأستاذ وليد بربط موضوع مجتمع المعرفة بموضوع الفن، أكد على الدور الذي تلعبه الأخلاق في صناعة مجتمع المعرفة، وبالتالي تأثيرها على الفنون.

وقد تبنى الباحث نظرية الأسس الأخلاقية التي صاغها جون هايت في كتابه ”العقل الصالح“، والتي خلص فيها إلى أن أخلاق البشر باختلاف أطيافهم مبنية على ستة عناصر هي «1» الرعاية في مقابل الأذية، «2» الإنصاف في مقابل الغش، «3» الانتماء في مقابل الخيانة، «4» المقدس في مقابل المدنس، «5» السلطة في مقابل الانقياد، و«6» الحرية في مقابل الظلم.

ثم اعترف الأستاذ وليد بأن تعريف الفن أمر شائك، وأنّ أفضل طريقة لتعريفه هي بأن يقوم كل واحد منّا بتعريفه بنفسه! وأن كل ما يستطيع الباحث القيام به هو تقديم كلمات مفتاحيه تقود إلى فهم طبيعة الفن. ومن هذه الكلمات: الحرية، الجمال، النقد، الوصف، المتعة، الذاتية، والوعي.

وأكد المحاضر على أن أهمية الفن لا تقل عن أهميّة العلم بأي حال من الأحوال وفي أي مجتمع من المجتمعات.

وضرب مثالاً على ذلك ليوناردو دافنشي، العالم والفنان والموسوعي.

وقد أثار المحاضر في الندوة التي أدارها أحمد المدلوح إشكالية التهمة التي ربما توجه لدافنشي بأنّه قد سرق أعمال غيره، وبرر له باعتبار أن دافنشي لم يسرق أعمالاً أنتجها الآخرون ثم نسبها لنفسه بل انطلق من إبداعات غيره وطوّرها وأضاف عليها.

وأبرز الباحث تناغم العلم والفن في أعمال دافينشي التي تجلت برسومات في غاية الدقة لجسد الإنسان أو بعض الآلات الصناعية.

وتطرق المحاضر لانعكاسات انتقال الانسان من الريف إلى المدينة، وكيف تعامل الإنسان مع حالة تفجّر المعلومات من جهة، وحالة تغيّر القيم التي انتجتها اختلاف أنماط المعيشة بين الأرياف والمدن.