آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 9:26 ص

سعيد الجارودي.. تحدى الإخفاق الدراسي ليصبح أشهر الباحثين

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القديح

أخفق في مادة ”الإملاء“ ليعيد السنة الدراسية في الصف الرابع الابتدائي، وفي المرحلة الجامعية تلقى ”انذارًا بالفصل“ لضعف مستواه في اللغة الإنجليزية. هذا الطالب نفسه تلقى في الشهر الأخير وحده أربع براءات اختراع لعلاج السرطان بمركبات الذهب.

الدكتور سعيد الجارودي؛ ابن بلدة القديح بمحافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية، رباه والدان غير متعلمين لكنهما شجعاه على العلم والاهتمام  بالدراسة، حتى نشأ في بيئة خصبة تُحب العلم فجميع اخوانه متفوقين دراسيًا.

كانت بداية طفولته  صعبة جدًا، حيث كانت هنالك تفاصيل حرجة ”تحفظ سعيد الجارودي عن ذكرها“ في احدى اللقاءات التي أجريت معه مؤخرًا  ولكن اصراره بمواجهة هذه الصعوبات كان أقوى من أن تغلبه ظروف المعيشة، فقد كان الطموح هو العامل الحاسم الذي أراد من خلاله التميّز بين أقرانه عبر نافذة العلم والمعرفة.

درس في المرحلة الابتدائية  ولم يكن متفوقًا في دراسته، وكان ينظرإلى المتفوقين من حوله ويحاول أن يحاكيهم حتى في طريقة التعامل والنظرات ليصل إلى مستواهم، وقد رسب في مادة ”الإملاء“ في الصف الرابع الابتدائي، متعلمًا من الحياة دروسًا لمواجهة التحديات والاخفاقات لتشتعل بعدها الرغبة في تطوير نقاط الضعف لديه.

واتجه إلى الاستذكار الجاد لمواده الدراسي التي لم يكن يستوعب 60% مما يذاكر كما قال لنا، ولكنه يرغب فقط في الاجتهاد الموصل للنجاح، فكان يعمد الى التحضير والمذاكرة التي رافقته حتى في اجازة نهاية الأسبوع.

استمر في الاهتمام بالعلم حتى اجتاز المرحلة الثانوية لتبدأ بعدها مرحلة تحديد المستقبل الجامعي ليختار الدراسة في ”جامعة البترول والمعادن“ في الظهران، لأنها كانت أفضل الخيرات المتاحة أمامه في ذلك الوقت، وليتخصص في دراسة الكيمياء بداية دراسته الجامعية.

وتستمر قصص التحدي مع سعيدالجارودي في المرحلة الجامعية ليعطى ”انذارًا بالفصل“ بسبب ضعفه الدراسي في اللغة الانجليزية، والتي واجهها  باصرار شديد، تم التغلب عليه آخيرًا بعد اجتهاد متواصل.

والمفاجئ في سيرته العلمية ايضًا إن اختياره لـ ”الكيمياء“ بدون معرفته المسبقة بوجود تخصص في الجامعة يُعرف ب ”الهندسة الكيميائية“، ولكن شغفه الشديد بالمادة هو سبب هذا التوجه وكان نتيجة عشقه للمادة في الثانوية العامة وكان مُعلمه في ذلك الوقت سوداني الجنسية يسمى ”عوض الماحي“ الذي على رغم شدته وضربه المبرح، كان هو تلميذه الأكثر تميزًا في الكيمياء.

أحب الجارودي العمل الاجتماعي حتى اثناء تواجده في الحرم الجامعي فقد كان ضمن مجلس خيري لطلاب جامعة البترول والمعادن هدفه تقديم المساعدة للطلاب الجدد وارشادهم، وعمل مقابلات مع الدكاترة خارج أروقة  الجامعة، وجمع مبالغ قليلة ”10 ريالات شهرية“ لمساعدة ذوي الدخل المحدود من طلاب بلدة القديح.

وتعرض سعيد الجارودي قبل نيله درجة الدكتوراه لمواقف هُضمت فيها حقوقه، ومنها عدم قبوله معيدًا في الجامعة على رغم نيلة درجة الشرف، ليكمل بعدها الماجستير والدكتوراه، كما لم يحصل على وظيفة وكان ذلك دافعًا له ليكمل مسيرته العلمية الني انتهت بوجوده في مجال البحث، واعتبر الدراسات العليا هي  من فتحت له الآفاق رغم المعوقات.

الدكتور الجارودي صاحب سيرة علمية مليئة بالتحدي، ولكنه أبدع في النهاية وعلى رغم انه في منطقة عمل لـ ”انتاج البترول“ لكنه حقق  براءات اختراع لعلاج السرطان بالذهب كانت آخرها في شهر صفر الماضي، ولازالت الأبحاث مستمرة حتى اليوم.

الجارودي في حديثه لـ ”جهينة الاخبارية“ لخص حكمته في الحياه بالقول  "إن جميع العوالم الأخرى التي حولك هي بمستوى فكرك ولكن لابد من توفر الأدوات اللازمة للنجاح لأن فقدان إحداها سيعيقك حتمًا ".

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
ام محمد
[ صفوى ]: 3 / 6 / 2019م - 2:29 م
موفق لكل خير يادكتور
2
حبيب آل درويش
[ حلة محيش ]: 4 / 6 / 2019م - 3:12 م
كل التوفيق لك يابو محمد ونعم الرجل ياصاحب الابتسامة الدائمة والقلب الكبير
اصلي والله
3
أمييري علي
[ القطيف ]: 5 / 6 / 2019م - 5:15 م
الله أكبر عليك
ماشاء الله
ومن توكل عل الله ماخاب
الله يزيدك من نعيمه