آخر تحديث: 15 / 5 / 2024م - 1:44 ص

بو شومي: الفنان الحقيقي لايكرر نفسه ولايرسم لأجل العرض

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: حسن الخلف - الدمام

أكد التشكيلي فاضل أبو شومي أن الفنان هو من يجدد ولايكرر نفسه، مشيراً إلى أن من يرسم لوحة واحدة خلال العام فهو ليس بفنان.

وبين في حديثه لجهينة الإخبارية خلال معرضه الشخصي بعنوان ”بين الخيل.. وخط النهاية“ بقاعة عبدالله الشيخ في جمعية الثقافة والفنون بالدمام والذي اختتم بالأمس، أن بداياته كانت في الفن الواقعي التأثيري حتى وصل للتجريدي وأتقنه، لافتا إلى عودته للرسم الواقعي لزيادة الخبرة اللونية والرغبة في تحدي اللون.

وقال أن بداية فكرة المعرض راودته مباشرة بعد تلقيه لوحة كانفس بيضاء من الحجم الكبير كهدية فقرر رسم ”خيل السباق“ لافتاً إلى أن غالبية فناني المملكة يركزون على ”خيل الجمال“.

ولفت إلى أن الجمال لديه كمربي خيل سباق يكمن في هذا الخيل من عدة نواحي ”قوتها، عضلاتها، الشعور الذي يتلمسه منها في قلقها المتوحد مع الجوكي في مضمار السباق“.

وقال ركزت على رسم ذلك الإحساس فتلاعبت في اللون وجربت كل شيء انطلاقاً من دائرة اللون، حركت الخلفيات، دمجت الألوان، توقفت عند ”حركة الخيل“ تحديداً، بالضربات أبرزت العضلات التفاصيل العيون الهواء وهو يحرك الأذنين وملابس الجوكي والكثير من التفاصيل.

وأضاف في بعض اللوحات جعلت لون الخيل يتوحد مع الخلفية والأسطبل، وأدخلت طريقتي في الفن التجريدي مع الواقعي والملامس والزخارف وبعضها تركته متعمدا بدون إكمال.

وقال استفزتني صور عدة خيول بعضها لملوك وأمراء عربية وغير عربية رصدت تحركاتها وتحركات الجوكي وأظهرت المعاني خلال التلاعب في اللون، كتغميق الخلفية وجعلها مكان انطلاق الخيل الفائزة وهي تعدو إلى النور.

ونوه إلى أن اللوحة الأخيرة في المعرض تبدو الخيلة الأولى فيها أكثر بروز، كونها الفائزة بالمركز الأول ومن خلفها يبدو كضباب، وهذا هو الواقع فتسليط الضوء عادةً على الأول بينما يغدو حتى الثاني كالأخير خلال هذه النظرة.

وقال أنا مربي خيل أشعر بتلك الخيول وهي مستفزة مع الجوكي وتنتبه لمكبرات الصوت في استفزاز اذنيها واستعدادها.

وبين أن الرسم لديه إحساس وبدون ذلك لايمكن أن تعطي اللوحة او الفن حقه، مشيراً إلى أنه حين يرسم فهو يفعل ذلك لنفسه ولشيء يحبه وليس بهدف العرض.

وقال بعض الفنانين لايحسبونها بشكل صحيح، ولاتكون لديه رؤية صحيحة يريد أن يشارك بأي لوحة في المعارض، والأجدر أن يدرس دائرة اللون بشكل صحيح ويمارس التحدي في وضع اللون والتجربة تلو الأخرى لينضج اللون والخبرة ويزول التذبذب والإضطراب في الرؤية واللوحة.

وأشار إلى أن دراسته للون وعلاقته بكتب الثقافة البصرية كبيرة، واستطاع أن يطبق منها شيئاً على الأقل متمنياً للفنانين وخاصة الجدد أن يبدأوا بشكل صحيح في كيفية وضع اللون والشعور به.

وبين أن كونه معلم فنية ”تربية خاصة“، فقد استطاع نقل تلك الرؤية والإحساس لطلبته ليفوزوا عدة أعوام بالمراكز الأولى، كما تلقى جائزة المكفوفين من اليونان منذ 13 عام تقريباً.

ومن جهة أخرى عبر التشكيلي عبدالرحمن السليمان أثر زيارته للمعرض بأنه ”حالة جديدة وصيغة تقدم الفنان في ثوب جديد ومرحلة لانطلاقة أكثر تميزاً“.

كما عبر التشكيلي سلمان الأمير عن رأيه ”أعجبني نهجه في ممارسة الفن، والإنتقال من مدرسة إلى أخرى، والعودة لهم بمسار حلزوني عمودي“.

وأشار الفنان محمد المصلي إلى أن المعرض "حوى مجموعة أعمال تنحو للكلاسيكية، وأخرى صبغت بالتجريد، وشكل مجموعة بتقنية علاقاتها ارتبطت بالقيمة الخطية مع تجاور اللون.

وبين أن الفنان ابو شومي قد ”اتخذ من الخيل كموضوع موحد رمز العروبة والشهامة العربية في حالة الحماس والإندفاع للفوز في اللحظات الأخيرة لنيل الجائزة المرصودة“.

وقالت أختا التشكيلي ريم وريان بو شومي ”أحببنا المعرض، وجذبنا تناسق الألوان وتناغمها، التركيز على الخيول وسرعتها، والبراعة في التدرج بين الألوان من لوحة إلى أخرى“.

يشار إلى أن التشكيلي فاضل بو شومي قام برسم 25 لوحة في الخيل من الحجم الكبير في الفن التجريدي الواقعي وعرض منها 17 لوحة خلال هذا المعرض، ويستعد لمعرضه الثاني في العام القادم، بنفس الموضوع وأساليب رسم وتحديات لونية جديدة.