آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 1:56 ص

أزمة كورونا بين الاعتقاد والسلوك

علي الحجي

اطلعت على عدد من المشاركات وماينقل من هنا وهناك كما اطلعت على بعض الخطابات المنبرية والمكتوبة في شأن التعامل مع المقدسات في ظل أزمة كورونا، والأمر ليس من الغامض أو المعقد فلا تعارض في البين.

فالاعتقاد لابد أن يكون راسخًا وثابتًا بما جعل الله للكعبة من مكانة وأمن وماجعل الله وأعطى بهم عليهم الصلاة والسلام «بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينفس الهم ويكشف الضر»، إلا أن الأمور مرتبطة بمسبباتها ومايناسبها.

قال تعالى لنبيه أيوب : ﴿اركُض بِرِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ [ص: 42] فلابد من التمييز بين السبب الغيبي والمادي الطبيعي رغم حاكمية الأول على الثاني وهيمنته إلا أنها لاتعطيه الأولوية أو الحصر في التعامل به.

َومرض كورونا كونه خطير ومعدي فلابد من الأخذ بالأسباب الطبيعية وقاية وعلاجًا ومايتعلق من تدابير لجعل مسافة بين الكعبة والناس وكذا عن الأضرحة إنما هو وقائي لايضر بقداستها المعنوية ومكانتها في نفوس المؤمنين ولهذا يجب تطهير الكعبة والضريح لو أصابها الدم أو غيره، وحتى حمايتها من المعتدين - أبعد الله ذلك وحفظها - لابد من اتخاذ الأسباب الأمنية وعدم تركها، وإنما قال سيدنا عبد المطلب بن هاشم «عليهما السلام»: «للبيت رب يحميه» إنما لعدم تمكنه من الأسباب الكافية لرد الفيلة.

إن التعامل في الأمور لابد أن يكون موضوعيًا واعيًا فالأخذ بالأسباب إنما هو سلوك عملي للتوكل والاعتقاد.

وعليه لابد أن يكون التعامل هنا في جهتيه؛ المعنوية بالدعاء والتوسل والأخرى في جهة الأخذ بالأسباب والتدابير من دون تحسس أو اتهام من يحث على ذلك بأنه ضعيف الاعتقاد بالكعبة أو أهل البيت .

نعم قد تكون هناك بعض المبالغة في بعض التدابير وزيادة في الخوف كما أنه هناك تقصير من جهة العناية في اتخاذ الأسباب اتكاء على التوكل.

وخلاصة الأمر:

إن على الجميع التوفيق بين الاعتقاد ورسوخه وبين السلوك العملي المطلوب بما يؤكده المختصون في مجال الصحة على نحو الخصوص، وفي الأمرين طاعة ومحبوبية بهما تنشر الرحمة والمعافاة من الله تبارك وتعالى.

والحمد لله وحده وصلى الله على نبيه محمد وآله وسلم تسليما كثيرًا.