الأخصائية الزوري.. في مواجهة كورونا تناسيت شوقي لعائلتي
تجربة العمل على مدى 24 ساعة ولمدة ثلاثة أسابيع تجربة تحتاج إلى عزيمة وإصرار، وهذا ما تفانت في عمله أخصائية التمريض سكينة عبد الحسن الزوري الموظفة في إحدى المراكز الصحيه التابعه لمحافظة الأحساء.
لم تستسلم الشابة الزوري لمشاعر شوقها إلى أهلها في القطيف، وواصلت العطاء ضمن فريق خط الدفاع الأول لحماية المجتمع والوطن في مواجهة فايروس كرونا.
الزوري الخريجة من جامعة الدمام، والتي اعتادت خلال مسيرة عملها منذ ”3 سنوات“ العودة من الأحساء لمحافظة القطيف في الاجازة الاسبوعية ها هي ومنذ الثالث من شهر مارس تؤدي واجبها بكل تفاني ودون انقطاع..
تتحدث الزوري التي ترتدي ملابسها الخاصة من أجل الوقاية من الفايروس: في بداية شهر مارس كنا نستقبل الحالات القادمة من السفر على مدار الساعة، وكنت انا وزميلتي الممرضة فاطمة الربح نتعاون في أداء المهام.
تتنفس الصعداء وتقول الحمد لله، الآن الكادر الطبي في ازدياد وعملنا الآن 12 ساعة يوميا وتتخللها أيام راحة.
وتضيف الزوري التي تقف على باب غرفة النزيل في الحجر، من مهامنا اليومية قياس درجة الحرارة للحالة ثلاث مرات يومياً وتقديم الوجبات الغذائية واحتياجاته ومراقبة وضعه بالإضافة إلى إنتظار نتيجته سلبية أو إيجابية.
الزوري لم تخفي قلقها من عدم التزام بعض الأفراد بتعليمات الحجر والتباعد الاجتماعي قائلة تمر علينا بعض الحالات الإيجابية والتي نتفاجأ من الأعداد الكبيرة المخالطة لها والتي تبدأ من الطفل الصغير في العمر وحتى الرجل الكبير في السن.
تصمت الزوري لحظات قبل أن تجيب على سؤالنا عن أكثر المواقف تأثيرا.. وتقول متأثرة حينما يحضر عدد من أفراد العائلة ومن بينهم أطفال... وبعد ظهور نتيجة الأم إيجابية تنقل للمستشفى.. الأطفال هنا حتى وان كانوا مع الأب فهم يتأثرون فإهتمام الأم مختلف..
قبل أن تختم الزوري حديثها وجهت نصيحها لأفراد المجتمع توقفوا عن التجمعات في هذه الأيام.. فالكثير من الأشخاص المصابة لا تظهر عليه الأعراض... خففوا الاجتماعات لأجلكم ولأجل كل من تحبون.
بجانبها تقف زميلتها الممرضة فاطمة آل ربح تقيس درجة الحرارة لنزيل على باب غرفته، تقول آل ربح، التي تكابد أشواقها أيضا لا سيما لأطفالها الذين لم تراهم منذ بدأت أزمة كورونا: أشتقت لعائلتي وأطفالي وممتنة لنفسي أني أقوم بشرف الواجب..
