آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 10:08 ص

”الكفيف الذي أصبح بطلي“

عدنان نعمة العوامي *

تشرفت في وقت سابق بحضور مسابقة التوستماسترز رقم 9 التي نظمها فرع واحة القطيف. أحد المتنافسين وإسمه محمد الداؤود ألقى خطاباً بعنوان ”للإرادة صوت“. أثار محمد إعجاب الحاضرين جميعهم لكنه أثار إعجابي بشكل فائق. ألقى خطاباً مُلهماً برز فيه إتقانه لجميع مهارات الخطابة العامة؛ قد يبدو هذا أمراً طبيعياً أو غير مثير لأي استغراب، الى ان ندرك أن محمد كفيف!

محمد فقد البصر في عينه اليمنى بسبب ظرف صحي وباغته القدر لاحقاً لأن يفقد نعمة البصر في عينه الاخرى جراء خطأ طبي وهو في العقد الثاني من عمره. حلت هذه المأساة على محمد وهو في ذروة طموحه وخطواته الأولى نحو تحقيق الاحلام وتكوين أسرةً سعيدة مع رفيقة دربه. وما جعل الأمر أكثر ألماً وتعقيداً في حياته هو أن محمد مصاباً بمرض فقر الدم المنجلي الوراثي، والذي يصاحبه نوبات من الألم الحاد المتكرر نتيجة تكسر خلايا الدم مدى حياة المريض.

بيد ان محمد يمتلك إرادة حديدية ومعنويات الأبطال. وهو دائم الإصرار والمثابرة على المضي قدمًا من خلال التطوير الذاتي ليكون ذا قيمة كبيرة لنفسه ولمجتمعه. فقد أكمل تدريباً على الحاسوب الشخصي ليصبح مدربًا متطوعًا للمكفوفين. ومحمد أيضاً شاعر وكاتب وعنصر نشط في فعاليات المجتمع خاصةً تلك المتعلقة بمرض السرطان.

لايتوقف عطاء محمد عند هذا الحد، لكنه ايضاً مشارك وبطل في سباقات الجري الخيرية التي تقام في محافظة القطيف. وقد شارك محمد مؤخراً كأحد المرشدين الأساسيين في فعالية ”حوارٌ في الظلام“ وهو معرض تفاعلي يقدم للزوار عالماً بدون إبصار وذلك بأستخدام حواس السمع واللمس فقط دون استخدام حاسة البصر.

أخي أبا كوثر، ما هذه الإرادة الحديدية والعطاءات المتميزة التي يعجز اللسان عن الإشادة بها. أني أقولها وبكل صراحة أني لم أقابل قط في حياتي إنساناً - نحسبه من اصحاب الهمم - يسطر اروع الأمثلة في العطاء الذي تتواضع مع معينه الذي لا ينضب قامات وهمم الرجال.

انك يا أخي العزيز أقوى بعشرات المرات منا نحن أصحاء الأبدان والأبصار فنحن نتعثر أمام إنجازاتك، وننكمش أمام شموخك، ونقتصد أمام عطائك السخي. اخي ابو كوثر، بصيرتك وطاقتك الكامنة ستضيء الطريق كشعلةً إلى جيل الشباب ولكل من يعتقد ان الحياة قد هزمته.

أبا كوثر صاحب الإنجازات المميزة والمساهمات المباركة يحقق النجاح تلو النجاح بالرغم من العقبات التي يواجهها في حياته، الا ينبغي لنا ان نتأمل ملياً في ذلك كلما تفكرنا في حياتنا وتحدياتنا؟

وختاماً لك كل التقدير يا أيها البطل، من أخيك السيد عدنان السيد نعمة العوامي.



التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 20
1
JAA1992
[ Saudi Arabia ]: 19 / 4 / 2020م - 10:19 م
مقال جميل
الله يعطيك الصحة و العافية وموفق في خدمة مجتمعك و بلدك. أخ محمد، أنت مثال يحتذى به في التحدي و الإصرار لتحقيق الأهداف.
2
Esssam Aljeshi
[ القطيف ]: 19 / 4 / 2020م - 10:32 م
كل التقدير و الاحترام الى البطل محمد كم هو جميل ان نرى الشباب المثابر رغم المصاعب
3
حسين عبدالله
[ القطيف ]: 19 / 4 / 2020م - 10:33 م
البصيرة ولا البصر

قصة الأخ محمد تشجع وتحفز الإنسان على الإبداع ومجابهه الحياة بكل اصرار. فقد اثبت انه يمتلك البصيرة
4
حسن الجشي
[ القطيف ]: 19 / 4 / 2020م - 10:33 م
جميل جداً.
الإرادة القوية تحقق المستحيل
5
سعيد باقر المحيميد
[ القطيف ]: 19 / 4 / 2020م - 10:34 م
ماشاء الله. نفتخر بوجود طاقات طموحه من امثال ابو كوثر. فعلا شخصيه ملهمه و مثال يحتذي به خاصه لشبابنا هذه ايام. تمنياتنا لك و لامثالك بالتوفيق وشكرا لك سيد عدنان لتعريفنا بهذه القامه الراقيه.
6
علي عبدالمنعم
[ القطيف ]: 19 / 4 / 2020م - 10:48 م
حقيقة تقف الكلمات عاجزة عن تقدير هذه العزيمة وما أدت إليه من إنجازات. نتمنى للاخ محمد كل التوفيق و ان يعوضه الله خيرا.

كما أحب أن اشكر حبيبنا ابو هاشم على هذا الموقف الأنساني الرائع.

دمتم بحفظ الله و توفيقه.
7
ح. خ
[ السعودية ]: 19 / 4 / 2020م - 10:56 م
نعم ياعزيزي محمد، لك رِفعةُ رأس، وتقبيلُ هامة، من لايعرف اليأس حتماً سيصل، حتى ولو لم يبلغ الكمال في بحثه.. وربما، أبعث فيك أملاً آخر،، 3 سنوات و23 يوماً نتيجة إصرار في بحثٍ لعلاج....... شئٍ ما( استصعبه جَُل العالم) ولكن أن تصل بنسبة70% من النتائج الايجابية لهو دليل قاطع على( وجود الأمل)وإن طال الزمن.

وفقك الله وسدد خطاك
8
خالد الخنيزي
[ القطيف ]: 19 / 4 / 2020م - 11:11 م
قصة محمد جداً ملهمه واتمنى من الجميع ان يتعلم ويستفيد كيفية الإصرار على النجاح وتحقيق الذات حتى مع وجود معوقات وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في إكمال مسيرتة النضالية
9
عبدالله
[ qatif ]: 19 / 4 / 2020م - 11:12 م
ماشاء الله عليك. فعلا مثال يحتذى به و نفتخر فيك. و نسأل الله لكم التوفيق و النجاح
10
علي الخنيزي
[ القطيف ]: 20 / 4 / 2020م - 12:06 ص
نعم انه من اصحاب الهمم الذين يفتخر بهم وطموحنا ان نكون مثلهم في القوة والمثابرة وعدم اليأس
كل الشكر لك ابوهاشم على هذا المقال الرائع الذي عرفتنا فيه على اخونا ابو كوثر
11
دلال
[ القطيف ]: 20 / 4 / 2020م - 12:06 ص
ما شاء الله تبارك الله ، فعلاً ابن العم نحن المعاقبن امام هذا الإنسان العظيم الممتلئ بهذه الطاقات و
الإنجازات ، ربي يوفقه و يصل لأعلى المراتب
12
فؤاد مهدي عبد العزيز الجشي
[ القطيف ]: 20 / 4 / 2020م - 12:27 ص
إلى الأمام أخ محمد
أتمنى لك التوفيق و النجاح
13
AFF
[ القطيف ]: 20 / 4 / 2020م - 1:22 ص
مقال جميل سيد أبو هاشم ..
كل الفخر و التقدير والإحترام لأبو كوثر كونه شخص ناجح و له دور فعال في المجتمع رغم الظروف اللتي واجهته ولكنه تصدى لها بكل قوة ونجاح وهذه لفتة لنا جميعاً لأن نستدير قليلاً ونصوب أهدافنا وطموحاتنا لتحقيقها
و كل التوفيق لك..
14
إنسان يأمل خير
[ قطيف الخير ]: 20 / 4 / 2020م - 4:36 ص
محمد ...
همة رائعة
وطُموحٌ حي
وطاقة متألقة ...

سلمت أناملك يا سيد
15
ZainabHSH
[ القطيف ]: 20 / 4 / 2020م - 8:00 ص
مقال جدا رائع وتحفيزي
16
حسين المصطفى
20 / 4 / 2020م - 8:17 ص
شكرا لمشاركتنا بهذا البطل
بقصص زي هذي تتجدد طاقتنا و وتعطينا الثقة في العمل على تحقيق أهدافنا. يعطيكم العافية
17
Mohammed Abufour
[ العواميه/القطيف ]: 20 / 4 / 2020م - 9:13 ص
شكرا أستاذ عدنان على هذا المقال الرائع وقبلة على جبين المبدع ابوكوثر لهذا الإبداع والتميز والاستمرارية . ويا حبذا إن يعمل مجتمعنا أفرادا أو لجان وبالذات أصحاب التجارب الناجحة في تبني هؤلاء الشباب والارتقاء بتجربتهم وبعلمعم ليصلو إلى أعلى المراتب في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية ومنها إلى منطقه الخليج والعالم

تحياتي
ابو جاسم
18
باسل
[ القطيف ]: 20 / 4 / 2020م - 9:26 ص
بصراحة عنوان المقال رائع جداً والمقال سلط الضوء على جانب مهم في المجتمع شكراً جزيلاً للكاتب
19
غازي المصطفى
[ القطيف ]: 20 / 4 / 2020م - 5:58 م
عزيزي عدنان،
كلمتك دافئة مليئة بالصدق والمشاعر الانسانية الجميلة.

الاخ محمد المحترم،
لقد اثارت لدي كلمة اخي العزيز سيد عدنان مشاعر اعجاب عميقة بشخصيتك الفريدة والمثابرة وتعدد مواهبك وانهماكك في النشاط العلمي وتفانيك في خدمة مجتمعك ، كل هذا وانت تجابه فقدان البصر بارادة لا تلين . اهنئك من كل قلبي ، وان القطيف لفخورة بك.

غازي المصطفى
20
عباس الطريفي
[ القطيف/تاروت ]: 20 / 4 / 2020م - 9:42 م
شكرًا ابو هاشم على هذا المقال الرائع
وماشاء الله على ابو كوثر
على الداؤود شعلة مضيئة وطاقه عاليه
اتمنى له المواصلة
بهذه الطاقه الايجابيه