آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 9:36 ص

القطيف.. المشويات تغيب عن الأزقة وتصعد لسطوح المنازل

جهات الإخبارية نداء آل سيف - القطيف

اعتاد العديد من أهالي القطيف في السنوات الماضية على تحويل الليالي الرمضانية إلى مشاريع شواء مفتوحة منتشرة في أغلب زوايا وأزقة أحياء القطيف غير أن هذا الأمر قد تغير كليا هذا العام.

يختلف هذا العام عما سواه من المواسم الرمضانية بسبب جائحة كورونا التي خيمت على المملكة والعالم، ونتيجة الحجر المنزلي الذي يعيشه الأهالي منذ ما يقارب الشهرين.

غير ان الواقع الجديد دفع الأهالي إلى التحول إلى عمل حفلات الشواء العائلية في أسطح المنازل أو الحدائق والممرات الخارجية أو حتى في كراجات السيارات.

ولجأ عدد كبير من الأهالي في الأسابيع الماضية إلى كسر روتين ليالي الحجر الصحي واستغلال الأجواء العائلية في شواء اللحم والدجاج حتى صار أيقونة لفعاليات الحجر، وبات يعلق على من قام به مؤخرا من باب المزاح ”آخر عائلة تشوي في القطيف“ في إشارة إلى ممارسة الأهالي لهذه الفعالية.

وتنافست المطاعم ومحلات بيع اللحوم على تقديم عروض تسويقية خاصة باللحوم وتوفير مستلزماته كالخبز والسلطة والمشروبات.

وتصاحب أحياناً جلسات الشواء العائلية بعض الألعاب الشعبية مثل الكيرم والدومنة.

بدوره يشير الشاب حسين المرزوق إلى أن أجواء شهر رمضان بدأت مع بداية الحجر حيث بدأ هو واخوانه في شواء اللحم ولعب الكيرم إحدى أقدم الألعاب التي تحتفظ بمكانتها وقيمتها كموروث شعبي.

ويضيف المرزوق كانت فترة الحجر فرصة لإعادة الماضي بالألعاب الشعبية، لافتاً إلى أن تجربة الشواء في سطح البيت تقام للمرة الأولى إذ كان الشواء يتم عادة على شواطئ البحر أو في المنتجعات التي تذهب إليها العائلة أو مجموعة الشباب.

من جهتها قالت شيرين النخلاوي لجهينة الاخبارية أن الحجر الصحي الإحترازي الذي أمرت به الحكومة للوقاية من الوباء العالمي، أضاف الكثير من الجوانب الإيجابية لجميع الأسر في المملكة عامة وفي القطيف خاصة بالعديد من الممارسات والأنشطة المشتركة.

وتضيف النخلاوي ان من تلك الأنشطة أيضا تنسيق الحدائق المنزلية، والألعاب الجماعية والمسابقات العائلية، وتعلم الجيل الشاب لبعض المهام المنزلية، اضافة إلى الشواء في أفنية المنازل وصولاً لتزيين المنازل لاستقبال شهر الله الكريم.

وتابعت وهي تجهز اللحم للشواء: من الفعاليات التي نالت إعجاب وتشجيع الشباب «الشواء» في المنزل والذي تزامن مع جمال الطقس ليلاً في المنطقة منوهة إلى تفنن بعض الأسر في شواء الأصناف وتجهيز احتياجاته، وتنوع الإستعداد لعملية الشواء من اللحوم المجهزة والمعدة في المنزل، أو شراء اللحوم من مراكز التسوق.. ويتشارك جميع أفراد الأسرة الواحدة في تناول وجبة عشاء طازجة شهيّة معدّة فوق الجمر.

وعن تجربتهم في الشواء تجيب النخلاوي بأن هذا النشاط الأسري الجميل، رغم بساطته أيقظ روح التعاون بين أفراد الأسرة وعلَّم الشباب إنجاز المهام بأنفسهم، وعلمهم روح العمل الجماعي واستشعار لذته، والتعوّد على التوفير والإقتصاد.

ومضت تقول بالإضافة إلى عرض المهارات وفنيّات الطهي والشواء وتشجيع بعضهم البعض عن طريق برامج السوشال ميديا كالسناب شات والواتس أب وغيرهما..

ورأت في ختام حديثها أن المرء يمكنه العيش بسعادة وسرور وإنجاز والعمل والتعلّم حتى في الظروف الصعبة التي تميّز الروح الإيجابية عن سواها.

ويقول الطفل جواد الدهان إن أجمل ليلة هي التي نقوم بالشواء معي عائلتي في الهواء الطلق، معبراً عن سعادته بوجود أبيه معهم والذي كانت يجبره ظروف العمل خارج المنطقة على الغياب طيلة أيام الأسبوع.

ويضيف الدهان وهو يساعد والده في إشعال النار: رغم أننا لا تخرج من بيتنا لكنني أستمتع باللعب مع أبي وأختي بمختلف الألعاب لاسيما لعبة ”أونو“، لكن ليلة الشواء في بهو المنزل هي الأحلى.