القطيف.. كورونا يحجب عاداتنا الرمضانية
يعد شهر رمضان هذا العام موسما استثنائيا في القطيف مع غياب أجمل عاداته السنوية في ظل الحجر المنزلي للحد من تفشي فيروس كورونا.
وبذلك يفقد الشهر الفضيل أبرز ما يميزه من عبادات جماعية وسيقتصر الأمر على التعبد الفردي مع الأسرة الصغيرة داخل المنزل بدلا من التجمعات الكبيرة.. فما هي أبرز العادات التي غيبتها جائحة كورونا هذا العام..
سنوياً.. تتوجه مجاميع من أهالي محافظة القطيف إلى المناطق المفتوحة والصحراوية لتحري هلال شهر رمضان المبارك، استجابة للدعوة التي يوجهها مجلس الاستهلال الشرعي بالقطيف والدمام للأهالي لتحري هلال شهر رمضان المبارك.
ما أن يقترب آذان المغرب، حتى ترى الأطفال يحملون «صواني» ملئيه بالأكلات الرمضانية المنوعة، فهذا يحمل «اللقيمات والساقو والسمبوسة» وتلك تحمل «الخنفروش والهريس» الذي أرسلته به والدته كهدية لجارتها، أو ما تسمى ب «بركة الشهر» وتوزع بين أهل الحي الواحد.
عادة رمضانية وتقليد اجتماعي دارج أيام الشهر الفضيل ينمي المحبة والترابط الاجتماعي بين الناس، ويغرس لدى الأطفال الحس الإنساني ومشاعر البذل والعطاء.
ومن العادات الطيبة التي انتشرت في السنوات الأخيرة، توزيع وجبات إفطار على الصائمين عند إشارات المرور، والطرق العامة، حيث يوزع شبَّان متطوعون الإفطار على مَن أدركهم الأذان في طريق عودتهم إلى منازلهم.
واعتاد الأهالي على إقامة مجالس منزلية لتلاوة القرآن الكريم، وذلك بعد الإفطار بساعة، أو ساعتين، باستخدام مكبرات الصوت ليعلو صوت الآيات القرآنية في أرجاء الحي، ويوزع خلال هذه المجالس الشاي، والقهوة، والتمر، ويُهدى ثواب هذه المجالس إلى أموات المسلمين. وبعد الانتهاء من التلاوة، يُقرأ دعاء الافتتاح، ويتم ختم القرآن مرتين في الشهر؛ ليلة النصف وليلة العيد، ومع كل ختمة يُقرأ دعاء ختم القرآن.
بطبلته التي يحملها على صدره، وبعصاته المميزة، وبأهازيجه التي يحبها الأطفال، يبدأ «المسحر» جولته السنوية في شهر رمضان، بدءا من الليلة الأولى.
وتبدأ جولة «المسحر» قبل موعد الإمساك بساعتين، لينبه أهل الحي بوقت السحور، قارعاً أبوابهم، منادياً بأسمائهم.
ويعد المسحر من الشخصيات الرمضانية التي صمدت لسنوات طويلة ليتوارثها الأجيال، جيلا بعد جيل، علما بأن المسحر لا يتقاضى راتباً نظير عمله، إلا مما تجود به أيدي أهل الخير
يحتفل الأهالي في محافظة القطيف وقراها ب ليلة الناصفة التي تصادف ذكرى ميلاد الإمام الحسن المجتبى.
ويشارك الصغار والكبار في الاحتفال الذي تزين فيه المساجد والحسينيات والشوارع بمختلف أنواع الزينة والإضاءة الملونة.
وتزدحم الأحياء بمئات الأطفال المتزينين بالثياب الخاصة بالقرقيعان وهم يحملون أكياس على اكتافهم ويترددون على منازل الحي مرددين بصوت مسموع ”ناصفة حلاوة اعطونا الله يعطيكم“.
وترتدي الفتيات الصغيرات ما يعرف ب «المخنق او الملفع» وهو حجاب مطرز بالزري الذهبي والفضي والجلابيات المحاكة بالزخارف والنقوش الملونة وهن يحملن اكياسهن التي امتلأت بمختلف التوزيعات.
وتحتفل المساجد والحسينيات بالأهالي من خلال إقامة البرامج العبادية والاحتفالات التي يشارك فيها رجال الدين والشعراء والمنشدين.
تعتبر الدورات الرياضية الرمضانية المتنفس الوحيد للشباب من عشاق كرة القدم، ومع بداية شهر رمضان المبارك تستقبل ملاعب الحواري المئات من الجماهير الذين يتوافدون لمشاهدة هذه الدورات.
وتشهد الدورات الرمضانية التي تقام في نهار أو ليالي رمضان اهتماما قوياً في الأوساط الرياضية لما تشهده هذه الدورات من تنافس قوي بين الفرق الرياضية المشاركة
كما تشهد الدورات الرمضانية تواجد عدد كبير من مسؤولي الأندية الرياضية الكبيرة لاصطياد اللاعبين أصحاب المهارة في كرة القدم.
وتشهد الواجهات البحرية في محافظة القطيف فجر كل يوم من شهر رمضان المبارك توافد المئات من الاهالي والزوار للاستمتاع بأجواء البحر ومشاهدة لحظات شروق الشمس.
ويمثل الكورنيش متنفسا طبيعيا للشباب والعوائل للاستمتاع بالأجواء الرمضانية والسهر حتى ساعات الصباح الاولى. ويمارس الأهالي هواياتهم مثل ممارسة رياضة المشي وغيرها من الألعاب الترفيهية..
الموائد الرمضانية أو ما يطلق عليها البعض «الغبقة الرمضانية» تضل أحد أبرز الموروثات في المجتمع السعودي التي لا غنى عنها في شهر رمضان المبارك.
فهذا الموروث يحرص الجميع عليه بشكل دائم كل عام، وهو فرصة لزيادة التواصل واللقاء بين أفراد المجتمع على مائدة واحدة يتبادل فيه الجميع أحاديث الذكريات، ويروي كل منهم للآخر الحكايات المرتبطة بالشهر الكريم، وغيرها من الذكريات المحببة.
“يحي أهالي محافظة القطيف ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عبر احتفالات خطابية ومسيرات عزائية تشهدها مساجد وحسينيات المحافظة.
وتزدحم المساجد والمجالس الحسينية بالالاف الحضور والمعزين رجالاً ونساءً لإحياء ذكرى استشهاده وأعمال ليلة القدر بمختلف البرامج بين خطابة وخدمة وضيافة وبين مواكب لطمٍ.
ويحي الآلاف من أهالي محافظة القطيف ليلة القدر.
وتزدحم المساجد بالمصلين وإقامة أعمال ليلة القدر ورفع المصاحف على الرؤوس والتهجد وقراءة السور القرآنية ومناجاة الله والتضرع له بالأدعية والصلوات.
وتشمل أعمال ليلة القدر الصلاة والمناجاة وقراءة القرآن الكريم والأدعية المستحبة.
يودي آلاف المصلين، صلاة العيد في عدد من مساجد محافظة القطيف؛ حيث يتَوَافد المصلون منذ وقت مبكر وتشهد مختلف مساجد المحافظة حضورا لافتا منذ الساعة الخامسة لاداء صلاة العيد شكرا لله على توفيقه بصيام شهر رمضان المبارك.
