متعافية من كورونا.. أتمنى أن لا يجربه أي إنسان
لم تتخيل الشابة فاطمة عبد الكريم ذات الخمسة عشر ربيعا أن تكون يوما مصابة بفايروس كورونا وهي التي كانت تهتم بأدق التفاصيل في حماية نفسها من هذا الوباء..
بمشاعر يصعب وصفها وبدموع الفرح التي بللت ملامح وجهها تكشف عبد الكريم عن مشاعرها وهي في يومها الأول بعد الحجر الذي استمر 14 يوما، معبرة عن مشاعر شوقها اللامتناهية لعائلتها التي عادت لها وأخيرا على حد تعبيرها -
وعن إصابتها بفايروس كورونا تتحدث الشابة التي تعشق الكتابة والرسم قائلة: أصبت بعد مخالطة لطالبات في فصلي مصابات دون أن نعرف المصدر، وبعد سماعي أن طالبات قد اصبن بفايروس كورونا ورغم مرور حوالي 26 يوماً، اتصلت بوزارة الصحة التي نصحتني بالفحص احتياطا وهذا ما حدث، منوهة إلى استبعادها احتمالية الإصابة بسبب طول المدة.
وبعد لحظات تسرح فيها الشابة من جزيرة تاروت... وتكمل حديثها قائلة: ولكن التحليل في مركز دارين تأكدت إصابتي برفقة خمسة من أفراد أسرتي وهن أمي وأثنين من أخوتي وعاملتنا.
وبصوت حزين تكمل عبد الكريم سرد تجربتها فتقول: إنتابني شعور أتمنى أن لا يجربه أي إنسان.. شعور من الضيق والألم لتأكد إصابتنا بفيروس كورونا ومن ثم نقلنا جميعا إلى الفندق بمدينة الدمام لعدم وجود أعراض ظاهرة علينا، مشيدة في الوقت ذاته بتعامل الأطباء والطاقم الصحي وحرصهم على متابعة كل مستجدات حالتهم الصحية.
وتتابع حديثها قائلة الطاقم الصحي متواجد على مدار اليوم، على الرغم من الأعداد الكبيرة التي يشرفون عليها، فلم نلاحظ منهم أي تذمر أو سأم من طلباتنا أو أسئلتنا التي قد تكون مكررة عليهم عشرات المرات.
وعن فترة الحظر تقول عبد الكريم إنها خلال الأسبوعين تعلمت أن الإنسان لا يعيش بدون أسرته، موضحة أنها كانت تقضي الوقت في القراءة والمشاهدة.
وعن أكثر المواقف التي أثرت بها خلال مدة الحجر تجيب بأنها وفي طريقها لأخذ عينة جديدة رأت أحدى الأمهات وهي تمسك بطفلها الرضيع، منوهة إلى تأثرها بهذا المنظر وكيف قدرة الفايروس على إصابة حتى الطفل الصغير.
العبد الكريم التي أنهت فترة الحجر الصحي وعادت لمنزلها تتمنى أن ينتهي هذا الوباء سريعاً وأن تتعافى والدتها التي مازالت في الحجر، قائلة سينتهي هذا الفايروس كلما التزمنا وابتعدنا اجتماعيا ولنعلم أنها فترة وتنتهي.
