آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 11:52 م

كيف تغير شهر رمضان في زمن ”التباعد الاجتماعي“

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القطيف

يُعد شهر رمضان المبارك هو الأكثر زخمًا وصخبًا خلال العام؛ من تجمعات عائلية على موائد الإفطار، تليها مجالس قراءة الذكر والخطابة، غير أن جميع ذلك أصبح أثرا بعد عين.

وتغيرت الأوضاع هذا العام بسبب هجمة الفايروس الأكثر شراسة حول العالم كورونا ”كوفيد - 19“، ومِنعت التجمعات بشتى أنواعها تبعًا للاجراءات الاحترازية للحد من انتشاره.

ووقف عدد من المختصين والناشطين يصفون لـ ”جهينة الإخبارية“ هذا التغيير في الشهر الكريم في زمن ”التباعد الاجتماعي“.

عزلة اجتماعية وعائلية

وقال الحقوقي والشاعر جمال آل حمود أن تعطل الدراسة والعمل وشل الدورة الإقتصادية نتيجة الجائحة التي نعيش فصولها ليست الحدث الأوحد الذي أملته الإجراءات الإحترازية، بل طال كل مناحي الحياة.

وأوضح بأن ذلك أيضا طال الشأن الإجتماعي وكل ما اعتاده المواطنون في شؤونهم ومعيشتهم، فقد فرضت هذه الجائحة عزلة اجتماعية وعائلية.

وذكر بأنه ونظراً لحلول شهر رمضان هذا العام ونحن في أوج الجائحة فقد غابت تلك التجمعات وتلك العادات التي كانت تميز هذا الشهر الكريم.

وأردف يقول ”لم تعد موائد الإفطار والتجمعات العائلية والطقوس الرمضانية ومنابر الذكر والسهرات إلى وقت أذان الفجر نفسها التي تعودتها الأسر والأفراد هي نفسها“.

وعي بالمخاطر

وأشار آل حمود إلى أنه بالرغم من كل هذا التغيير وهذا الإفتقاد وأمام تزايد خطر الفايروس تكون لدى الناس وعي بهذه المخاطر أجبرهم على الإلتزام بالحجر الذاتي، مما خفف من وطأة هذا التغيير.

وأكد على أنه لابد من التكيف مع الأوضاع المستجدة وذلك لسلامة الفرد والمجتمع ومساهمة في الحد من انتشار الفايروس وعبور هذا الظرف بأمان وبأقل خسائر ممكنة.

سابقة غير مألوفة واستثنائية

وقال المدرب والمستشار في تنمية الموارد البشرية إبراهيم الشيخ إنه مما لا شك فيه أنّ انقطاع الإجتماعات العائلية المعتادة طيلة العام ولا سيما في العطل الإسبوعية في شهر رمضان المبارك يُعدُّ سابقة غير مألوفة واستثنائية في إطار الترابط الأسري الوثيق والمعهود لدى الأسر الإسلامية لا سيما الشرقية والعربية بل والخليجية على وجه التحديد.

وأضاف القول ”هذا الإنقطاع القسري الذي ربما يمتد لشهور قادمة وفقاً لما تُفصح عنه بعض التحليلات والتقارير المتواترة يُلقي بضلاله السلبية على النفس البشرية، لإنقطاع الإمداد العاطفي الذي كانت توفره مثل تلك الإجتماعات العائلية من خلال شبكة العلاقات التفاعلية سواءً بين الراشدين أو من هم دون ذلك وأقصد الأطفال“.

موجات توتر وتصادم

ولفت إلى إن ما يسببه «الحجر المنزلي» من الشعور بالضيق والإنكماش على الذات، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور بعض موجات التوتر والتصادم بين أفراد الأسرة تبعاً للإضطراب النفسي والإهتزاز العاطفي وعدم القدرة على التكيف مع إفرازات الجائحة.

وتابع القول أنّ قدرة الناس على الإحتفاظ بالسكينة والهدء والسلام الداخلي تختلف من شخص لآخر نظراً لتباين الخبرة الحياتية، ومستوى الوعي، والثقافة بين الناس.

إشاعة الألفة والتعاون

وأوضح الشيخ بأن الدور المأمول من قادة الرأي في داخل الأسرة هو العمل على تبريد المزاج الحاد، وإشاعة جوٍ من الألفة والتعاون وتعويضهم بالأنشطة والفعاليات المتاحة لسد الفجوة العاطفية والتفاعلية التي خلّفها غياب تلك الإجتماعات العائلية المعتادة، وعدم التذمر لا سيما أمام الأطفال لما له من مردود سلبي على نفسياتهم.

وأكد على أن الحدث ليس له أيُّ معنى غير المعنى الذي تعطيه أنت إياه وفقاً لنظرية «الحدث والمعنى» مضيفا «إذا أعطيت الحدث معنىً إيجابياً كانت النتيجة إيجابية وعندئذٍ يشعر الفرد بالراحة والإستقرار واستيعاب إفرازات الحدث مهما كانت، والعكس صحيح تماماً».

وشدد على الإلتزام بالتعليمات التي تصدر عن الجهات المختصة في هذه الظروف الإستثنائية وتقبل مبدأ التباعد الإجتماعي الآن رغم مرارته من أجل أن نلتقي ونجتمع في القريب العاجل.

إجراء استثنائي

وقال الاخصائي النفسي الاكلينيكي خالد منصور مريط بأن الأخصائيين في الصحة النفسية يجمعون على أن الحجر الصحي المفروض على نصف سكان العالم تقريباً بسبب جائحة كورونا ليس أمرا سهلا ولا موضوعا يستهان به، إذ يمث إجراء استثنائيا غير مسبوق يقيد الحريات الفردية وبما أننا نعيش أجواء رمضانية مختلفة في ظل هذه الجائحة.

احترازات وقائية

وذكر بأن ما يحمله شهر القران من تفرد عن بقية شهور السنة حيث ممارسة الأجواء العبادية والاجتماعية والعائلية والبرامج الثقافية والرياضية والصحية والعادات والتقاليد والفلكورات الشعبية، وتلعب الإجراءات التي اتخذتها المملكة دوراً بارزاً في تهيئة المواطنين باستقبال شهر رمضان مع الالتزام بجميع الاحترازات الوقائية.

وعدد بعض الاجراءات في الشهر الكريم ومنها تعليق الصلاة بالمساجد حيث أن الجانب الديني والروحاني هو الأبرز ويعد مركزاً للعبادات وتجديد الروحانيات وشحن الطاقات الإيمانية من خلال حضور حلقات القران الكريم ومجالس الذكر والإرشاد وأثره على الروابط الاجتماعية من مائدة الإفطار العائلية أو الجماعية للحي والأقارب والأصدقاء.

وقال بأن الناس توقفت عن عادة بيع اللحم المشوي ذات الطابع الرمضاني وعزوف الأطفال عن الألعاب النارية وما تحمله من رمزية شعبية في هذا الشهر الفضيل كما أن وجبة السحور لها الطابع الجميل والتجمع في بعض الاستراحات والديوانيات والمطاعم او المقاهي والكافيهات وكذلك تأثيرها على الأندية والبرامج الثقافية والدورات الرياضية.

ثقافة وقائية

وأكد مريط أن هذا ما يثبت وجود الثقافة الوقائية والاحترازية التي تتكفل بتعزيز الصحة النفسية التي فرضها التباعد الاجتماعي من ترك مسافة جسدية بين الأخرين ومن تعقيم وغسل اليدين بشكل مستمر خوفاً من انتفال الفيروس.

وبين إن برمجة المجتمع من خلال تقبله وتكيفه لنمط الحياة الجديد بشكل إيجابي وتسليم الأمر إلى الله سبحانه وتعالى وإلى أهل الاختصاص من الكوادر الطبية والتزام أفراد المجتمع بالحجر الصحي، وممارسة كل الأنشطة بالمنزل أو عن طريق برامج التواصل الاجتماعي الافتراضي.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عاشق جهينة
[ القطيف ]: 11 / 5 / 2020م - 10:03 م
يارب يتغير الحال وترجع عوايدنا