خطباء المنبر يحدثون نقلة نوعية في زمن كورونا.. تجربة جديدة
تشهد محافظة القطيف إحياء مناسبات سنوية عديدة في شهر رمضان المبارك في مختلف المساجد والحسينيات التي تضج بذكر الله.
ولكن شهر رمضان لهذا العام كان مختلفاً بسبب تفشي الجائحة العالمية كوفيد - 19 التي اُغلقت بسببها دور العبادة في مختلف مناطق المملكة ضمن الاجراءات الاحترازية للتصدي لهذا الفايروس.
لذا اقتصر خطباء المنبر الحسيني هذا العام على إقامة الليالي الرمضانية والمناسبات الدينية على البث الحي في القنوات الافتراضية منها الانستغرام واليوتيوب وبرنامج زووم.
وذكر الشيخ منصور السلمان إن البث الحي يدفع الخطيب للاستقراء أكثر مرجعاً ذلك إلى تشعب المواضيع المطروحة في 30 ليلة من شهر رمضان إلى جانب تعدد المجالس الافتراضية التي تستوجب عدم التكرار.
وشدد على ضرورة تكاتف أبناء المجتمع مع الخطيب في متابعة مجالسه التي يطرحها ويبذل جهده في ترتيبها.
وأضاف إن ذلك يشعره بمواكبة المجتمع لخطباء المنبر وعدم وجود فاصل بينه وبينهم بل موقفه موقف التكاتف والسير مع مجريات العصر ومتطلباته كي لا تتوقف هذه الخدمة.
ويرى الشيخ السلمان أنه لا يمكن التعويض عن المنبر المباشر أمام الجمهور بالفضاء الالكتروني.
وعلل بأن الحضور المباشر مع الخطيب يُحدث تفاعلاً بين المُحاضر والملتقي لغياب ما يشتت التفكير وله دوره الرائد في صقل مواهب الخطيب.
وأضاف أن تجربة المخاطبة الالكترونية مع وجود الجمهور المتابعين للخطيب هي تجربة جديدة على الخطيب والمجتمع وأنها بحاجة للوقت ليتعرف فيها الخطيب على النواقص أمام كل محاضرة يلقيها.
من جهته يرى الشيخ محمد عمير أن البث الحي عبر قنوات التواصل الاجتماعي أحدث نقلة جديدة في طريقة التواصل مع الجمهور بمختلف الجوانب التوجيهية.
وأضاف أن التواصل مع الجمهور عبر الفضاء الإلكتروني فيه سعة لم يكن يعلمها غالبية من يعمل في الارشاد التعليمي والروحي على السواء.
وتابع أن هذه الأزمة دفعت الخطباء لاستعمال وسائل بديلة حولت التهديد إلى فرصة للتأقلم مع حالة التواصل عبر الفضاء الالكتروني.
ويرى أن قنوات البث الحي باتت تستقطب أعداداً كبيرة من الجمهور تصل لـ 500 متابع على خلاف المنبر الرمضاني المباشر في السنوات السابقة.
وأرجع ذلك إلى رغبة الجمهور بتعويض النقص الحاصل بسبب الاجراءات الوقائية الهامة لمواجهة جائحة كورونا.
وقال ”أن هذه الوسائل التي اعتبرناها وسائل بديلة لا بأس ان تكون وسائل أساسية، وفيما يخص الدراسة عن بعد من الممكن ادراجها ضمن الخطط بديلة طوال العام سواء في الجامعات أو الحوزات الدينية“.
وذكر الشيخ وجدي المبارك أنه من المؤمل من العلماء والخطباء مواكبة المتغيرات الحياتية والاستعانة بكل الوسائل الحديثة من أجل إيصال صوتهم وأفكارهم للجيل الشبابي وهذا لا يتم إلا من خلال التوظيف السليم لوسائل الإعلام الحديث.
وشدد على ضرورة توظيف وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت في متناول الجميع لإيصال الرسائل المنبرية والارشادية الهادفة بالطرق المناسبة.
ودعا إلى تلمس هموم الجيل الحالي ومواكبة أفكارهم وتطلعاتهم، ومراعاة اختزال الأفكار والأوقات من خلال الطرح لتكون رسائلهم مركزة وقصيرة قابلة للتلقف السريع، والتداول الكثيف بين الناس في الفضاء الافتراضي الواسع.
