آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 11:52 م

”الخنفروش“ حلوى فارسية بطعم الهال على سفرة الخليجيين

جهات الإخبارية فضيلة الدهان - تصوير: زينب البزاز - القطيف

من بلاد فارس إلى موائد الخليجين، طبقٌ من الحلويات الرمضانية المميزة تفوح منه رائحة الزعفران والهال ”الهيل“، إنه ”الخنفروش“ الشبيه بما يعرف بقرص العقيلي عدا أنه من الحلويات المقلية.

يقول الباحث التاريخي عبد الرسول الغريافي إن أول من استورده لدول الخليج في أواخر خمسينيات القرن الماضي هم أهالي محافظة القطيف شرق المملكة، الذين أجادوا صنعه وانتقل منهم للبحرين ودول الخليج الأخرى.

ويذكر الغريافي في حديثه لـ ”جهينة الإخبارية“ إن هذا الطبق الشعبي انتشر في أنحاء القطيف بسرعة ونقلت طريقة صنعه لتوأمها البحرين.

وقال أن تبادل الخبرات بين القطيف والبحرين كان عادة مألوفة في الماضي وعلى نحو مستمر.

وتابع أن هذه الأكلة الشعبية جاءت إلى البحرين حين أخذوها عن طريق الوافدين «الهوله» وهم العرب الإيرانيين الوافدين إلى البحرين ومناطق السواحل الشرقية من الجزيرة العربية والقادمين من بعض مناطق ايران.

ويضيف جاءت تسميته بالخنفروش من ”بيع البيت أو عمل البيت“ حيث عمد الوافدون ”الهوله“ إلى صناعة بعض الحلويات في البيوت نتيجة توافر الطحين والبيض والسكر وبيعها على الناس.

وقال أن معنى كلمة بيت أو محل بالفارسية هو ”خان“ وأن معنى كلمة بيع أو عمل هو ”فروش“ وحيث أنها تصنف من فرع لغات Indo - European فإن كلمة بيت تسبق بيع أو عمل ومن هنا جاءت تسمية ”خان فروش“.

”خنفروش“ بطعم الزعفران والهيل

وتصنع سلمى آل خيري الخنفروش الذي تعلمته من والدتها عندما كانت في العاشرة من عمرها بالزعفران.

ويتكون طبق أم فيصل من نوعين من الدقيق أحدهما دقيق الأرز والآخر دقيق بالخميرة، تضيف عليهم الحليب البودرة والسكر والهال والبيض ومنقوع الزعفران بماء الورد والماء.

وتزين آل خيري طبقها بالسمسم بعد أن تقليه في زيتٍ غزير مغلي.

وصنفت هذا الطبق ضمن الحلويات الرمضانية الخفيفة وسهلة الإعداد لذلك تقدمه لعائلتها أسبوعيا في شهر رمضان.

وتذكر أن أهم ما يميزه أنه غير مكلف مادياً بحيث يناسب الفقير والغني لتوفر مقادير صنعه في كل بيت - بحسب وصفها -.

وعن هذا الطبق قالت أم أحمد عباس أنها ”تعلمته من الأمهات من الجيل الماضي وكانت والدتي دائماً تحضره لنا بالأخص في شهر رمضان والأعياد“.

وتضيف أنها بدأت في إعداده لعائلتها قبل 30 عاماً وما زالت تعده حتى اليوم لأنه ينال إعجابهم حتى طورت فيه.

وتابعت أن هذا الطبق الذي يحتوي على البيض والدقيق والهيل والسكر يطلق عليه في بعض دول الخليج ”بالكليجة“.

ووصفت طعم الطبق الذي يُصب باليد على شكل دوائر ”بالمميز واللذيذ“.

القيمة الغذائية

وعن قيمته الغذائية ذكر اخصائي التغذية صبري الغاوي أن الخنفروش الذي يتكون من دقيق القمح والأرز والسكر والبيض والحليب والزعفران والهيل وماء الورد والماء يحتوي على البروتين والصوديوم والكالسيوم والحديد وفيتامينات أ وج ود.

وبين أن لكل حبة خنفروش تحتوي على 1 جرام بروتين، 3 جرام دهون، 15 جرام كربوهيدرات وبذلك تحتوي الحبة الواحدة منه على 95 سعرة حرارية.

ونصح باستبدال السكر بالعسل أو الدبس في اعداد الطبق وتقليل نسبة الدهون أثناء الطهي ليصبح هذا الطبق صحياً.