آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 11:52 م

العزل المنزلي لمواجهة كورونا.. هل يسبب ”عنفًا أسريًا“؟

جهات الإخبارية إيمان الشايب - تاروت

ذكرت استشارية الطب النفسي الدكتورة رانيا البشر بأن العزلة والتباعد الاجتماعي والتواجد في المنزل في معظم الأوقات زاد من عملية التعرض للعنف المنزلي.

وقالت بأن التداعيات النفسية الجديدة أخذت تطفو على السطح وكان لها نصيب الأسد بصفة عامة إثر جائحة كورونا.

وجاء حديثها في محاضرة «العنف الأسري في زمن الكورنا» والتي تم بثها مباشرة على انستقرام اللجنة الصحية بتاروت.

وطالبت في محاضرتها بضرورة الحصول على مصدر دخل مستقل وعدم الاعتماد الكلي على المُعَنْف، قائلة «كلما استطعنا الاعتماد على أنفسنا لن يكون للطرف الآخر اليد للتحكم بنا سواء كان امرأة أو رجل».

وبينت أهمية أن يكون لدى الشخص مبلغًا زهيدًا يشعره بأنه شخص سوي يستطيع به أن يسد احتياجاته الخاصة.

وأشارت إلى أن الله منح كل إنسان قدرات وإمكانيات وجسد سليم وعقل كامل، مؤكدة على ضرورة أن لا تضيع الإمكانيات هباءً.

ووجهت حديثها قائلة «عيشوا الحياة التي تليق بمستواكم الفكري والعائلي، ولا تعيشوا حياة مهينة، فأنتم لا تستحقون أن تساء معاملتكم، فالجميع يستحق أن يعيش عيشة كريمة ولائقة فلقد كرمنا الله».

وتحدثت عن إمكانية اللجوء لوحدة الاتصال بوحدة الحماية الاجتماعية بمركز البلاغات للعنف الأسري على رقم «1919»، موضحة بأنها وحدة متكاملة متوفرة للخدمة على مدى 24 ساعة وبها كادر نسائي كامل، كما يستطيعون توفير سيارة، أو استدعاء الشرطة، أو معالجين نفسيين.

وعرفت العنف المنزلي بكونه عبارة عن سلوك يحاول فيه أحد الشريكين التحكم في الطرف الآخر كمن يمسك ريموت كونترول ويتحكم بقنوات التلفزيون، كما أنه عبارة عن أي سلوك يؤذي جسدياً ونفسيا ويثير الخوف في الطرف الآخر.

وتطرقت إلى أن من ضمن العنف الإجبار على التصرف بطريقة معينة مخالفة لرغبة الآخر، كالتحكم في طريقة لباس الطرف الآخر أو مصادقة الناس أو زيارة الأهل، وهي عملية تحكم واستعباد لحد ما.

وأكدت على أنه لا بد أن يكون هناك عملية توجيه كأساس في أي علاقة بين شخصين ويكون بعدم الإجبار وإنما بالتفاهم بين الطرفين.

ونوهت لأحد أشكال التعنيف الأخرى حيث يجعل الشخص المعنف يشعر بالسوء من نفسه وكأنه سبب العنف الذي يحصل عليه كأن يعتقد بأنه سبب كل بلاء يحصل في المنزل بالإضافة للتعرض للألفاظ النابية التي تقلل من شأن الانسان كالسباب والشتم ما بين الأزواج أو الاولاد، أو ما يختص بمسألة المقارنات.

وأضافت بأن الإساءة المادية وحرمان الشخص من الدخل خاصة لو كان اعتماده عليه بشكل كامل لتغطية احتياجاته ومستحقاته الشخصية يأتي من ضمن أنواع التعنيف، أو التحكم بالبطاقة الائتمانية الخاصة بالشخص.

وأشارت إلى أن التهديد بالضرب أو القتل أو الاساءة قد يكون نوعا من أنواع الاعتداءات والتعنيف المنزلي.

وتحدثت عن أسباب لجوء المعنفين للاعتداء والتي من ضمنها الرغبة في اكتساب الشعور بالقوة والسيطرة على الشريك وتغطية الشعور بالضعف الداخلي، إلى جانب استمتاع البعض بالسادية والسيطرة على الآخرين، أو احتمالية اكتساب الشخص هذه الصفات من بيئة مسبقة مشابهة لهذه البيئة المليئة بالتعنيف وإظهار القوة.

وأضافت قائلة «مهما كانت الأسباب لتفسير تصرفاتهم لا بد أن نعرف بأن الإساءة هي شعور مكتسب وهي عملية اختيار».

وبينت بأن المتعرضين للعنف يستمروا في مثل هذه العلاقة المهينة لخوفهم من الإيذاء أحيانا أو تهديدهم بسحب الأطفال مثلا، أو لاعتبار البعض منهم بأن التعنيف أمر طبيعي لأنهم تربوا في بيئة يسيء فيها الوالدين لبعضهم ويقللون من شأن بعض، أو بسبب العار والحكم المسبق من الناس فقد تكون عقبة موروث فكري.

وأوضحت بأن من ضمن الأسباب قلة الثقة بالنفس، أو تأمل تغير الشخص الآخر، أو نقص الموارد المادية واعتماد إحدى الطرفين على الآخر.

ونوهت للتداعيات النفسية التي يخلفها العنف المنزلي من شعور بالإهانة والأذى النفسي على مدى طويل يؤدي لعدم ثقة بالنفس وآلام جسدية كالقولون العصبي والصداع والوصول لمرحلة اكتئاب وقلق مرضي أو أعراض ما بعد الصدمة والهلع أو اللجوء للانتحار.

وأكدت على ضرورة اختيار الشريك في بداية الاقبال على الزواج وبذل جميع الأسباب للتعرف على الطرف الآخر، وطلب اللجوء لحل المشكلة من الأهل أو من أخصائي نفسي أو استشاري في حال عدم استطاعة حل المشكلة بين الطرفين.

وشددت على أهمية تعليم الاطفال طريقة حماية أنفسهم عند حصول تعنيف، ووضع خطة طوارئ عند وقوع عملية التعنيف كاستخدام مفتاح بديل للمنزل أو هاتف يتم اخفائه أو قفل معين أو تعلم كلمة سر بينه وبين الاشخاص الذين من الممكن أن يحصل لهم تعنيف.

لمتابعة المحاضرة على انستقرام اللجنة:

https://instagram.com/health_tarout?igshid=6u2qonqi6sv4

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابوسلمان
[ القطيف ]: 19 / 5 / 2020م - 1:23 ص
العزل ضاق الصدر منه وتعودنا عليه تأقلمنا واذا بيمددوه لاخر العام الميلادي،خير وبركه اسلم لنا