”عبدالله الزاهر“ موهبة فريدة.. تحدى الإعاقة ورحل بهدوء
- برز في التقنية والتصميم والتصوير وإدارة المحتوى.
- تحدي الإعاقة طوال حياته ونبغ في الحاسب منذ سن التاسعة.
- نعاه حساب ”فانوس“ في تويتر حيث يعمل رئيس تحرير للموقع.
ودّعت بلدة العوامية في محافظة القطيف أواخر شهر رمضان المبارك ابنها الشاب عبدالله الزاهر الذي يُعد أنموذجًا فريدا لتحدّى الإعاقة وتحقيق النجاح.
ولد عبدالله في 1410 من الهجرة «1990م» وكان بكامل صحته البدنية وبعد مضي سبع سنوات من عمره بدأت تظهر عليه أعراض المرض من صعوبة في المشي واختلال التوازن.
وبعد رحلة علاجية إلى مدينة الرياض استقر به الحال في مستشفى الملك فيصل التخصصي على نفقة الملك سلمان عندما كان أميرًا لمدينة الرياض حينها.
وتم تشخيص إصابة عبدالله بمرض جيني يسمى «بيكر» «Becker Muscular Dystrophy» ولا علاج لهذا المرض واستمر بالمتابعة مع المستشفى لمدة تتجاوز العشر سنوات ولم يعقه مرضه ويوقف شغفه في التقنية.
وبدأ في سن التسع سنوات وبتوفر الوسائل التقنية من أجهزة الحاسب والإنترنت عام 1999م رحلته في هذا المجال بدءا من تصميم المنتديات وبثها في فضاء الانترنت واستخدام برامج التصميم والاعتماد بشكل كلي على نفسه في مجال التصميم من الصفر دون الاعتماد على تصاميم جاهزة مسبقا.
وبعدها انتقل ”عبدالله“ لمجال التدوين وإثراء المحتوى العربي لنفسه ولخدمة المتصفحين العرب وأوصله هذا إلى التعرف على مجموعات أعجبت بكتاباته وفكره وتوطدت العلاقة بينهم وتم الطلب منه في أكثر من مناسبة العمل معهم الى ان بدأ العمل بالفعل في عام 2019مع مجموعة فانوس وقمره وتمت الإشادة بإثرائه للمحتوى العربي من قبلهم.
يقول أخوه علي الزاهر ”أبو دينا“ لـ ”جهينة الإخبارية“ المرحوم عبدالله لم تواجهه صعوبات علمية لأنه كان من الناس الشغوفين الذين لا يعرفون الاستسلام للصعوبات، وأشدها الصعوبات الحركية وعدم توفر البيئة المناسبة لأصحاب الهمم في بلدنا.
وتابع بلهجة حزينة إن من المواقف التي جالت في خاطره هو ما حصل بآخر أيامه الدراسية بالمدرسة الثانوية حيث إن والده الطاعن في السنّ هو من يقله للمدرسة بدون كلل أو تذمر ولم يوكل أمره لأحد.
ويذكر ”أبو دينا“ أن والده في بداية الفصل الدراسي الأول من صف الثالث الثانوي صُدم بوضع شبك يغلق ساحة المدرسة لمنع الطلاب من الالتفاف للخارج، وقد تسبب بإغلاق المنزلق المخصص لأصحاب الهمم وزاد عليه نقل فصول الثالث ثانوي إلى الدور الثالث بالمدرسة.
وسرد يحكي موقف زملاء ”عبدالله“ وكثر محبتهم له وبعد رفض مدير المدرسة اتخاذ إجراء سريع لحل الموضوع قاموا بحمل ”عبدالله“ بكرسيه المتحرك على الأدراج لثلاث أدوار حتى يحضر معهم أول يوم دراسي.
ويستطرد لي ساردا الصعوبات التي واجهت أخيه الراحل ومنها حين ذهب معه لتجديد بطاقة الأحوال المدنية في المبنى الجديد بمنطقة ”الجش“ وذلك قبل توفير الخدمة المتنقلة من قبلهم، ”تفاجأنا بان الأحوال المدنية غير مجهز بمصعد والتصوير في الدور الثاني“.
وتابع بلهجة متأثرة ”وكذلك عدم تعاون الموظفين اضطرني أن أحمل أخي على الأدراج“.
وتحدث أخاه المثكول عن معاناته في المستشفى وقال لقد واصل ”عبدالله“ مراجعاته بالمستشفى التخصصي بالرياض لمدة 11 سنة عند استشاري مخ وأعصاب مع إنه يعرف منذ اليوم الأول ان مرضه ليس له علاج.
وأردف بأنه وفي آخر زيارة له وبعد عناء السفر وانتظاره وتأخره عن الموعد لمدة ساعتين أخبر الطبيب ”عبدالله“ أنه لا علاج لديه ولا يوجد أمل بعلاجه ”فلم تتعبون أنفسكم“.
واستدرك بأنه مع العلم أنه في الموعد الذي قبله لم يحضر الطبيب وغطت مكانه طبيبة أخرى، وكان أول سؤال سالته ”عبدالله“ كيف عايش وكيف تتعاملوا معاه أجبناها: برحمة رب العالمين.
وقال ”غادرناها وقد دونت له ثمانية مواعيد في عيادة القلب والصدر والعلاج الطبيعي والعلاج التكميلي“.
وختم حديثه بقوله ”الله يجزي الدكتورة ألف خير ويسامح الدكتور الذي قال كلمة طالما كتمها في نفسه، بقوله؛ لا يوجد فائدة من مراجعة 11 عامًا، وقد عانى أخي المرحوم بسبب ذلك“.
