آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

آل المحسني أسرة علمية أحسائية في الدورق «4»

محمد علي الحرز

من أعلام الأحساء في الدورق «2»:

الشيخ أحمد بن علي البركات

«القرن الرابع عشر»

الشيخ أحمد بن علي بن حسن البركات، من خطباء مدينة الهفوف في القرن الرابع عشر، ولد في فريق النعاثل بالهفوف في أواخر القرن الثالث عشر، وانتقل بعائلته إلى مدينة الدورق في إيران وعاش بها حتى وفاته [1] .

الشيخ حسن بن أحمد البركات

«حدود 1320 - حدود 1345 هـ»

الشيخ حسن بن أحمد بن علي البركات، من أعلام مدينة الهفوف في القرن الرابع عشر، ولد ببلدة الدورق في إيران في حدود عام ۱۳۲۰ه، وبعد وفاة والده عاد مع إخوته إلى الأحساء، وسكن مدينة الهفوف وفيها تتلمذ على يد الشيخ سلمان بن محمد بن عبد المحسن الغريري «حدود ۱۲۹۰ - ۱۳5۷ه» والمرجع الديني الشيخ موسى بن عبدالله بن علي أبو خمسين «۱۲۹۸ - ۱۳5۳ ها»، وتوفي وهو شابا ولم يعقب من الأولاد. [2] .

الشيخ حسين بن علي الحدب

«توفي حدود 1330 هـ»

الشيخ حسين بن علي بن صالح الحدب، من أعلام مدينة الهفوف في القرن الثالث عشر، تتلمذ على يد محمد بن حسين بن علي أبو خمسين «حدود ۱۲۱۰ - ۱۳۱6 ه»، ولعله تتلمذ على يد غيره من العلماء، هاجر من الأحساء إلى بلدة الدورق في إيران واستقر بها حتى توفي بها في حدود سنة ۱۳۳۰ هـ، ولا تزال ذريته بها حتى اليوم [3] .

الشيخ داود بن سليمان الكعبي

«1313 - 1392 هـ»

الشيخ ملا داوود بن سليمان بن محمد بن عبدالله بن شهاب، ويعرف في المجتمع ب «الملا داوود الكعبي». ولد في عام 1313 هـ ، ببلدة الفلاحية «في شمال مدينة المحمرة»، وفيها نشأ وترعرع، ودخل في سلك العلوم الدينية بأخذه العلم على يد عدد من أعلامها، ثم أخذ مبادئ الخطابة الحسينية على مجموعة من خطباء الفلاحية، حتى برع وأجاد الصنعة وبرز كأحد الخطباء اللامعين.

أساتذته:

درس الشيخ داود على عدد من علماء الفلاحية والأحساء نذكر منهم على سبيل المثال:

- الشيخ أسد الله البهبهاني. أخذ مبادئ العربية لدى.

- الملا علي العقيلي تدرب لديه في مجال الخطابة.

وفي الأحساء لازم:

- الشيخ محمد بن صالح السعد لسنوات طويلة ودرس لديه البلاغة والعربية.

وأقام في دولة البحرين لسنوات للقراءة الحسينية. وبعد سنوات عاد إلى الأحساء «موطن أجداده آل الشهاب»، واستقر بها حتى الأشهر الأخيرة من حياته [4] .

مؤلفاته [5] :

1 - الدروع الداوودية.

2 - البلوى في بنات حواء.

3 - النصائح الداودية.

4 - نزهة الناظر وفرحة الخاطر.

وفاته:

في جوار إمام المتقين فاضت روحه الطاهرة. وذلك في ليلة الجمعة، الموافق الثامن من شعبان عام 1392 هـ. ونقل إلى مدينة كربلاء المقدسة. حيث صلى عليه العلامة الشيخ محمد ابن الشيخ محمد علي الجبران. ثم نقل إلى النجف الأشرف، ليدفن بالغري نفاذاً لوصيته.

الشيخ زين العابدين بن محمد المزيدي

«توفي بعد 1327هـ»

الشيخ زين العابدين بن محمد بن موسى بن محمد بن عبدالله بن موسى بن ابراهيم المزيدي.

من أعلام مدينة الهفوف في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر، تتلمذ في النجف الأشرف حيث أرسله والده ومعه أخاه إبراهيم لطلب العلم، وبعد ذلك استقر ببلدة الفلاحية في إيران للإرشاد والتوجيه حتى وفاته ولا تزال ذريته بها حتى اليوم.

أسماء بعض الكتب التي نسخها:

۱ - ديوان الشيخ حسن المحسني. تأليف: حسن بن أحمد بن محمد المحسني «1213 - 1272هـ»، فرغ من نسخه عام 1284 هـ .

۲ - قطر الندى وبل الصدى. تأليف: جمال الدين عبدالله بن يوسف بن أحمد، المعروف بابن هشام الأنصاري «708 - 761هـ»، فرغ من نسخه عام 1327هـ. [6] .

السيد عبد الله بن ناصر الموسوي الفلاحي

«كان حياً سنة 1274 هـ»

السيد عبد الله بن السيد ناصر بن السيد عبد الله بن السيد أحمد بن السيد هاشم الموسوي الأحسائي الفلاحي [6] .

عالم جليل وأديب وشاعر، وصاحب شأن اجتماعي كبير، صادق على العديد من الوثائق، من مبايعات ووقوفيات وغيرها.

درس في النجف الأشرف فأخذ على عدد من أعلامها، إلا أنه خفي عنا أسماهم، عرفنا منهم:

- الشيخ علي: وقد درس عله «مغني اللبيب»، خلال شهر ربيع الثاني سنة 1274 هـ .

وبعد أن نال قسطاً من المعرفة انتقل إلى الفلاحية، ولا يعرف هل هو أول من هاجر أم كانت هجرة أسرته سابقة لوجوده في ركب الأحسائيين المهاجرين مع بدايات القرن الثالث عشر.

ذكر السيد هادي آل باليل، في كتابه «الياقوت الأزرق»، فقال: «السيد عبد الله بن السيد ناصر الموسوي الأحسائي الفلاحي..كان من أجلاء سادة «الفلاحية»، وأفاضلهم، عالم أديب وشاعر مجيد.

رأيت بخطه على ظهر نسخة كتاب «معني اللبيب» ما يلي: «بسم الله. قد ابتدأت في الدرس في مغني اللبيب عند الشيخ علي في النجف الأشرف يوم 17 ربيع الثاني سنة 1274 هـ»، ورأيت لهذا السيد شهادات في أكثر الوثائق والصكوك المكتوبة في الفلاحية في عصره، وفيها شادات العلماء وأهل الوجاهة».

من شعره تصدير لبعض أبيات «ألفية ابن مالك»، وهي مقطوعة غزلية:

إذا رَنَت لي من سواد حالك

أحمد ربي الله خيرَ مالك

في طرفها لواحظ ريمية

مقاصد النَّحو بها محوَّية

خطوطها خُطَّت بغير نقط

فاتقه ألفية ابن مُعط

هي التي كانت لي الدَّليلا

فاستوجبت ثنائي الجَميلا

أسألُ ربّي بالنَّبي المُصطفى

وآله المستكملين الشرفا

أحظى بلثمٍ في خُدودها وفم

وكلمة به كلامٌ قد يُؤَم

وهي التي حاجبهاإن يُوصفَن

نُونُ إناث كيرُ عن من فُتن

وهي التي خُصت من الحسن كما

قد خُصَّصَ الفعل بأن ينجز ما

وذكرها بكل محفلٍ يسر

قَلبي كذكر الله عبدهُ يسُر

أسنانها بياضهُن الدُّرر

وقصرُها من نقصهنَّ أشهرُ

لمّا التقينا أمرنا بها صلح

كاعرف بنا فإننا نلنا المنح

كُنا بحلك شعرها نستتر

كأفعل أوافق نغتبط إذ تشكرُ

وقد قضينا شأننا الذي يجب

ولفظ ما جُرَّ كلفظ ما نُصب

ولم نكُن نرضى بشيء منفصل

إذا تأتي أن يجيء المُتصل

فاحكم بتحسين الذي قد أُضمرا

حتماً مُوافقاً لما قد أُظهِرا

الشيخ علي بن سلطان الأحسائي

«القرن الثالث عشر»

الشيخ علي بن سلطان الأحسائي من علماء الأحساء في أواخر القرن الثالث عشر، ولعله عاصر أوائل القرن الرابع عشر، كان يسكن بلدة الفلاحية في إيران، تتلمذ على يديه بعض العلماء منهم: عبدالله بن محمد علي البحراني الشويكي القطيفي «- بعد 1275 هـ».

وقد احتمل الباحث جواد الرمضان أنه أخ حسن بن سلطان بن علي بن محمد الخليفة «- بعد 1263 ه» [8] .

الشيخ علي بن صالح القرين

«توفي بعد 1272 هـ»

الشيخ علي بن الشيخ صالح القرين الأحسائي الفلاحي. عالم فاضل وشاعر متميز، له العديد من القصائد الشعرية في المناسبات الدينية والاجتاعية.

وتعرف أسرته ب «آل القريني» و«آل بن قرين»، يحتمل أنه يرجع بنسبه إلى بلدة القرين شمال الأحساء، نفس القرية التي يرجع لها أعلام «آل المحسني»، كما يحتمل أنه ينتسب لأسرة «القريني» التي تسكن مدينة الهفوف.

هاجر من الأحساء في الجموع المهاجرة وسكن مدينة الفلاحية، ولعل هجرته شاباً أو طفلاً صغيراً رافق والده في بداية القرن الثالث عشر الهجري.

توفي في خوزستان - ظاهراً - بالفلاحية بعد سنة 1272 هـ ، عمر ناهز السبعين عاماً تقريباً، ومن أبنائه الشيخ صالح والد الشيخ الفقيه حبيب بن قرين الأحسائي.

من مؤلفاته:

كتاب في الرضاعة: بحث استدلالي، وقد جاء في آخره،: «بقلم علي بن صالح العطية القريني الأحسائي في 21 جماد الأولى سنة 1237» [9] .

من شعره قوله في رثاء الشيخ حسن بن الشيخ أحمد المحسني «1213 - 1272 هـ» [10] :

خشبٌ حواكَ حوى الفخارا

وسما بفضلك واستنارا

وليُهنه ما نال من ش

رف وفوزٍ لا يُبارا

وبما تضمَّن من عُلاك

غدا لرِفعته مزارا

ومن العجائب والذي

أحرى لديه بأن يُحارا

خشبٌ تضمن أخشبَاً

وخِضمٌ علم لا يُجارى

أزرت صغار جمانه

من غيره الدّرَّ الكبارا

وسحاب جودٍ مخجلٍ

برَذاذ السُحب الغزارا

من ماجدٍ عذب الرُّوى

من أجله وعلا منارا

ومهذب لـ «ربيعة»

يُنْمي به شرُفت نجارا

قل للمدارس بعده

تعلو غياهبُها النهارا

ومنابر اللم المنقّحِ

بعده تكسي غبارا

رزءٌ دهي الدين الق

ويم وسام عزته صغارا

وأعاره ثلماً إلى

يوم القيامة لا يُدارى

الشيخ محمد بن علي البغلي

«من أعلام القرن الثالث عشر الهجري»

مولده وأسرته:

هو الطبيب الشاعر الشيخ محمد بن علي بن علي خان البغلي [11] ، علم أحسائي بارز ينتمي إلى أسرة ”آل البغلي“ من البيوتات العلمية العريقة في مدينة الهفوف، كان مسكنهم في القديم في المدينة المنورة، ثم نزحوا إلى الأحساء في القرن العاشر، وأقدم من أعلامهم الخطاط الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن علي البغلي الذي كان حياً سنة 974 هـ  [12] .

وشاعرنا المتألق ولد في مدينة الهفوف في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، ولكن المصادر لم تبين تاريخ دقيق لمولده.

دراسته العلمية:

لم يعرف للشيخ البغلي رغم فضيلته العلمية أحد من أساتذته، إلا أن شعره مفعم بالأبيات التي كتبها في النجف الأشرف وكربلاء عند المقامات المقدسة لأئمة أهل البيت ، الأمر الذي يوحي بدراسته في العراق على أيدي أعلامها، وهو ما يميل إليه الشيخ جعفر الهلالي في ترجمته للشيخ البغلي [12] ، وذلك لإقامته في العراق لفترة ليست معروفة، ومساجلته ومدحه لبعض شعراء النجف والبصرة، كما أن إقامته في الدورق، بعد هجرته من الأحساء وبقائه بين أعلامها يقرب احتمالية استفادته منهم.

هجرته:

معالم هجرة الشيخ البغلي ليست واضحة، فقد هاجر إلى النجف الأشرف للزيارة، وهو يصفها بالغربة، ولعلها للدراسة أيضاً فيقول فيها [14] :

لقد تغربت عن أهلي وعن وطني

إلى زيارة مولانا أبي حسن

لعله عند رب العرش يشفع لي

يوم الحساب وعند الموت يحضرني

هذا اعتقادي في سرّي وفي علني

وإن رجوت فشيء لست عنه ولي

وحينما شاهد قبة النجف للإمام علي ، وهو يعبر عن لجوءه بالنجف الأشرف فقال معبراً [15] :

عبيدك المذنب جاءك زائراً

ولائذاً ومستجيراً بالنجف

فأمنن عليه سيدي بعطفةٍ

فأنت خير من عفى ومن عطف

واشفع لمن أقلع عن ذنبه

وتاب بعد ما أقرَّ بذنبه

آثاره الأدبية:

ذكر الشيخ الهلالي في «مستدركات أعيان الشيعة» للسيد حسن الأمين أن للشيخ البغلي مجموعة من المصنفات جميعها شعرية وهي كما يلي:

1 - أبيات يجمع فيها أحكام المبتدأ والخبر، وهي أرجوزة مفقودة قال في أولها [16] :

مذهب سيبويه رفع المبتدأ

مجرداً يعمل فيه الأبتدا

وبعضهم يرفعه مع الخبر

به وبعض للذي قد حضر

وبعضهم قال هما ترافعا

ا الأول المختار عند من وعى

وهذا يكشف عن ملكة نحوية عميقة ومعرفة بالمدارس النحوية الكوفية منها والبصرية، والفوارق بينها.

2 - أرجوزة في الطب: أيضاً غير مكتملة، جاء فيها [17] :

أجعل على الحزاز إن اجهدك

حنا وصبرا يعجنان بالودك

والمر والترياق مع دهن البقر

للبطن والزحير والدم إن قطر

3 - ديوان شعر: أغلبه في أهل البيت ويقع في 1035بيت من الشعر [18] ، وقد استخدم فيه مختلف صنوف الشعر من الرجز والتخميس، والمربعات، ويمتاز شعره بالأصالة والجودة.

صداقاته وعلاقاته:

شأن الشيخ البغلي شأن الشريحة الغالبة من الشعراء يمدحون من يحبون ويودون، وقد مدح الشيخ البغلي وراسل العديد من الشعراء والأدباء في الأحساء والنجف الأشرف والبصرة، وهذا يكشف عن طبيعة العلاقة التي كانت للشيخ الشاعر، وإليك شطراً منها:

مدح الشيخ الشاعر المبدع عبد الحسين الأعسم في النجف الأشرف فقال فيه [19] :

ملكت قلوب أرباب الكمال

بتقريض من السحر الحلال

إلى أن يقول:

فيابن الأيمن الراقي أبوه

إلى أوج المكارم والمعالي

بقيت لنا بقاء الشمس نوراً

وبدراً مشرقاً طول الليالي

ولا برحت علومك في البرايا

مطرزةً بأزهار الكمال

وكانت تربطه علاقة بالشيخ عبد الله الحويزي، فقال مقرضاً أرجوزته المسماة ب: ”الكوكب الدري“ [20] :

لقد جل هذا النظم عن صفة الشعر

ولكنه الحلو الحلال من السحر

ومن غاص من بحر الحقيقة علقة

خبا الدر والمرجان في لجج الفكر

فلله در الشيخ حيث أتى بها

وأبرزها في قالب النظم من النثر

إلى أن يقول:

فلا زال عبد الله شيخاً مهذباً

وهمته تعلو على هامة النسر

ولازال شمساً يستظاء بنوره

وبدر علاً يجلي حندس الكفر

ولا برحت أرض العراق بذكره

معطرة الآفاق باسمة الثغر

أما أبرز صداقاته وأخلص أصحابه هو الشاعر الشهيد الشيخ علي بن الشيخ محمد آل رمضان «1185  1265 هـ » والذي كان رفيق الدرب، وزميل الصبا، وكانت بينهم قصائد وأشعار ومراسلات، فقد ضاع نصيب الشيخ البغلي منها، وبقي بعض ما سطره الشيخ الرمضان حوله وهو في مجالات شتى منها:

ما قاله في نصرته لما عزف الناس عن شعره فقال في شعره [21] :

يامن أتى من شعره بعزائم الشعراء

سجدت لهن مغالق الشعراء

وتيقنوا أن لا سواك فوحدوا

لك مخلصين بغير شوب رياء

وقصائد الرمضان في الشيخ البغلي متعددة وكلها في غاية الروعة والجمال تكشف عن العلاقة الحميمة بين الصديقين، ولعل من أبرزها ما كتبه الشاعر الرمضان معاتباً رفيق وصديق الصبا على الهجر والجفاء وهي من عيون شعر الرمضان، وكل شعره عيون [22] :

فياليت شعري هل زماني مسعفي

بوصل يرد الأنس أخضر معشبا

وهل ربع أقراحي المحيل من النوى

يعود بقرب من جوارك مخصبا

نعم أنه المأمول من خالق الملا

تعالى فكم أولى الجميل وكم حبا

ويا خيرتي مالي أراك رميتني

بهجر كأني كنت عندك مذنبا

أأرسل من شوقي إليك رسالة

وتترك إرسال الجواب تجنبا

لقد همت والرحمن منك تعجبا

وحق لعمر الله أن أتعجبا

أمثلك بالهجران يصبح مبعدي

ومثلي حري أن يكون مقربا

ألسنا عقدنا عقدة الود بيننا

على الصفو والإخلاص من زمن الصبا

ألم نتواعد بالتكاتب في النوى

ألم نتذاكر ذاك صبحاً ومغربا

فرحت بهذا الغرض وحدي مقلداً

وحكم التجاري أن أخط وتكتبا

فجانب فدتك النفس هجري فإنني

غدوت بهذا الهجر والصدّ متعبا

فأرسل كتاباً منك نحوي يكون لي

مبيناً عن الأحوال منك ومعربا

به من قوافيك البديعة غادة

هي البكر والطرس الشريف لها خبا

تفوق بنات الفكر عند أولى النهى

بخلق وخلق خيث كنت لها أبا

تنشقني عطر الفصاحة عاطراً

وترشفني ثغر البلاغة اشنبا

وتمحو وبالأحزان من ربع خاطري

فإني أخشى أن أموت بذا الوبا

وإياك أن تلقى عتابي مقطباً

فوجه فؤادي منك ليس مقطبا

قضى حبك الساري بجسمي أنني

أعدك فيما كان منك مصوبا

فصلني أو اقطع كيف شئت فإنني

أراك على الحالين عندي محببا

قدمت بتسليم يروق جماله

يخصك مني ما سرت نسمة الصبا

ولا برحت أرض حوت منك ماجداً

تميس ببرد الخصب نهراً مقشبا

وفاته:

المشهور أن وفاته كانت في منطقة الدورق في حقبة غير معروفة سوى أنها بعد سنة 1245 هـ ، ومرجع هذا التاريخ أنه كتب قصيدة متغزلاً ويمدح النبي ﷺ في هذه السنة قال في مطلعها:

سكرنا بكأس الراح في روضة غنَّا

بها بلبل الأفراح والورق قد غنَّا

ومهما سرت بين الخمائل نسمة

وهزت غصون البان والأسى هزتنا

وساقي كمثل الظبي فينا يديرها

ويسعى بها صرفاً مشعشعة ركنا

حتى يقول متغزلاً:

وبتنا على فرش المسرة والهنا

إلى أن قطعنا من ليلتنا وهنا

وحوراء تصطاد القلوب بمقلة

هي السحر إلا أنها لم تزل وسنا

إذا أقبلت تمشي الهوينا تعطفت

كما الغصن من هنا يميل ومن هنَّا

أتت تسحب الأذيال والفجر ظاهر

فتمشي فرادى وهو من خلفها مثنى

مهاة أعارت ظبية البان جندها

وعلمت الميل المثقف والغصنا

تعلقها قلبي فخالط حبها

دمي فجرى دمعي عليها دماً أقنا

فيا عاذلي لو ذقت بعض صبابتي

عذرت وما خلد الحشاشة كالمضنا

ولكنني أرجو الخلاص من الهوى

بمدح رسول الله شمس الهدى الأسنا

ومدح أمير المؤمنين وزيره

وأبنائهم أكرم بهم سادةً أبنا

وهي قصيدة طويلة ورائعة تمتاز بالخفة والعذوبة ورقة المشاعر والأحاسيس الصادقة.

وهناك من ذهب إلى أن وفاته بعد عام 1247 هـ  [23] ، إلا أنني أميل أنه عاش إلى حقبة الستينات على أقل التقادير، وهذا أمر نستشفه من حياة صديقه الشيخ علي الرمضان الذي عاش بين عامي «1185 - 1265 هـ » وهو يخاطبه بصديق الصبا وزميل الطفولة، مما يشير إلى أنهما عاشا في فترة وحقبة متقاربة، وإن كان هذا لا يسعفه الدليل لكن يعطينا ظن أن الشيخ عاش الحياة الطبيعية للأشخاص بين السبعين والثمانين مما يعني أنه إما عاش إلى فترة الخمسينات فيكون عمره حين وفاته في السبعينات أو إلى حقبة الستينات فيكون عاش إلى سن الثمانينات حاله حال الشهيد الرمضان، والله العالم.

نماذج من شعره:

هناك نماذج كثيرة من شعره نختار شذر بسيط منه، ونظن أن معظم شعر الشيخ البغلي مفقود، فالكثير من شعره الأخواني غير معروف، ثم أنه من الشعراء أصحاب النفس الطويل، وشعره كالسيل الهادر لا تجد صعوبة أو تكلف في كتابته، ومن غير المعقول أن يكون بهذا المقدار الضئيل لشاعرٍ مفوهٍ مثله:

ويبدو أنه من خطباء الحسين ، إذ معظم شعره في رثاء الإمام الحسين ، منها ما قاله في الزهد، والنبي وأهل بيته نذكر شطراً منها [24] :

الفخر بالزهد ليس الفخر بالنشب

والفضل بالعلم ليس الفضل النسب

وأرفع الخلق عند الله مرتبةً

رب الصلاح ورب الزهد والأدب

وأخسر الناس حياً ميتاً رجلاً

مضاه مضاه في الغدر والبهتان والكذب

كم غافل عن مساويه تسير به

مطية التيه بين الغدر والريب

يغتاب أخوانه في الله مظلمةً

وأعظم الذنب لو نكّرت في الغيب

وكم دعاه أخو وعظٍ فلم يعه

وكم دعاه أخو نصحِ فلم يجب

فيا غافلاً والمنايا غير غافلةِ

والموت يدركه من أهون السبب

خفّض عليك فما الأيام باقية

والناس منقلبٍ في أثر منقلبِ

أيُ الأحبة غابوا عنك وابتعدوا

وغائب الموت يا مسكين لم يؤبٍ

فاحذر وقوفك في يوم المعاد على

ربّ العباد بعظم الذنب لم تتبٍ

وما أبرئُ نفسي كم أطعت هوى ننف نفسي فأصبحت والآثام من أربي

فليت شعري ما عذري إذا هربت

يوم القيامة مني أخوتي وأبي

لا شافعاً نافعاً يوم المعاد ولا

من خلّة لك يا هذا ومن نسب

وليس ينجيك من سوء العذاب غداً

إذا تسعرت النيران باللهب

إلا محبة خير الرسل قاطبةً

وصنوه وبنيه السادة العرب

هم هم القوم أهل الذكر فادع بهم

بهم توسل عند الله كل نبي

وهم سفينة نوح للأنام وهم

آيات موسى ونور السبعة الشهب

لكنهم طلقوا الدنيا وما رغبوا

فيها فمدّت عليهم أيدي النوب

وقتلوا لا لذنب غير أنهم

أوتوا الكتاب ونالوا أرفع الرتب

أما الأمام علي غادره

أشقى البرية بالصمصامة الذرب

والمجتبى الحسن السبط الزكي قضى

بالسم في شربة من باردٍ عذب

ووقعة الطف أدهي كل داهيةٍ

فيالها كربة من أعظم الكربٍ

حيث الحسين غدا فيه وأسرته

نهبا السيوف المواضي والقنا السلب

فمما قاله في الكتابة قوله [25] :

وما من كاتب إلا سيلقى

غداة الحشر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء

يسرك في القيامة أن تراه

الشيخ محمد بن موسى المزيدى

«توفي سنة 1327هـ»

الشيخ محمد بن الشيخ موسى بن محمد بن عبدالله بن موسى بن إبراهيم المزيدي.

فقيه مجتهد، من أعلام مدينة الهفوف في القرن الرابع عشر، كانت نشأته بالكويت حيث يقيم والده، کا سکن بالبصرة وخوزستان في إيران، وقد أرسله والده إلى النجف الأشرف حيث تتلمذ بها لسنوات طويلة نال رتبة الاجتهاد، وبعد وفاة والده تولى مكانه إمامة الجماعة والقضاء والمهام الدينية بالكويت، كما أسس بالكويت مسجد المزيدي.

وفاته:

توفي ببلدة الفلاحية في إيران سنة ۱۳۲۷ هـ [26] .

الملا مرزوق بن أحمد البركات

«حدود 1317 - 1402هـ»

الخطيب الحسيني ملا مرزوق بن أحمد بن علي بن حسن البركات، من خطباء مدينة الهفوف، ولد ببلدة الدورق في إيران في حدود عام ۱۳۱۷ه، وبالإضافة إلى الخطابة فقد عمل في مهنة حياكة المشالح والتجارة في الأحساء وبعض البلدان القريبة، وقد أقعده المرض عن الخطابة فيما بعد.

وفاته:

توفي بتاريخ الخامس عشر من شهر ذي القعدة سنة 1402 هـ. [27] .

[1]  أعلام الإمامية بالأحساء في العلم والأدب من الماضين، أحمد عبد المحسن البدر، غير منشور: 1/380.

[2]  أعلام الإمامية بالأحساء في العلم والأدب من الماضين، أحمد عبد المحسن البدر، غير منشور: 2/37.

[3]  أعلام الإمامية بالأحساء في العلم والأدب من الماضين، أحمد عبد المحسن البدر، غير منشور: 2/161.

[4]  الشيخ الملا داوود الكعبي «فارس المنبر»، المهندس عبد الله البحراني، موقع بشائر.

[5]  الشيخ الملا داوود الكعبي فارس المنبر، مصدر سابق.

[6]  أعلام الإمامية بالأحساء في العلم والأدب من الماضين، أحمد عبد المحسن البدر، غير منشور: 1/325.

[7]  أخذنا ترجمته من أعلام هجر من الماضين والمعاصرين، مصدر سابق: 2/452.

[8]  أعلام الإمامية بالأحساء في العلم والأدب من الماضين، أحمد عبد المحسن البدر، غير منشور: 3/159.

[9]  أعلام هجر، مصدر سابق: 2/563، بتصرف.

[10]  أعلام هجر، مصدر سابق: 1/ 533.

[11]  هكذا ورد نسبه في القبائل والعشائر العربية في عربستان. يوسف عزيزي بني طرف، ترجمة جابر أحمد، دار الكنوز الأدبية: بيروت. الطبعة العربية الأولى: 1996م، ص152.

[12]  أعلام الأحساء: الحاج جواد بن حسين الرمضان. الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2001م، طبعة محلية. ص115.

[13]  مستدركات أعيان الشيعة: السيد حسن الأمين. دار التعارف للمطبوعات: بيروت. الطبعة الأولى: 1409 هـ - 1989م. ج2 ص305.

[14]  النسخة الخطبة من الديوان بقلم الشيخ جعفر الهلالي، من نسخة خطية الأصلية من الديوان كانت موجودة في مكتبة الشيخ باقر أبو خمسين في الأحساء، ص5.

[15]  نفس المصدر: ص13.

[16]  النسخة الخطية من الديوان، مصدر سابق. ص7.

[17]  نفس المصدر: ص7.

[18]  مستدركات الأعيان، مصدر سابق. ج2 ص306.

[19]  النسخة الخطية من الديوان، مصدر سابق، ص6.

[20]  النسخة الخطة من الديوان، مصدر سابق. ص12.

[21]  الشاعر علي الرمضان طائر الأحساء المهاجر: مصدر سابق. ص33.

[22]  نفس المصدر: ص154.

[23]  القبائل والعشائر العربية في عربستان: مصدر سابق. ص152.

[24]  النسخة الخطية من الديوان، مصدر سابق.

[25]  النسخة الخطية من الديوان: مصدر سابق. ص5.

[26]  أعلام الإمامية بالأحساء في العلم والأدب من الماضين، أحمد عبد المحسن البدر، غير منشور: 3/159.

[27]  أعلام الإمامية بالأحساء في العلم والأدب من الماضين، أحمد عبد المحسن البدر، غير منشور: 4/358.