صفوى.. عملية نصب تعرض لها بائع ضرير تستنفر أهل الخير
- شخص مجهول باعه أغصان شجر عادية باعتبارها أعواد ”تتن“
- الحساوي خسر 2580 ريال فعوضه المجتمع بأضعافها.
لم يتخيل بائع ضرير في مدينة صفوى بمحافظة القطيف أن يقع ضحية لعملية نصب من مجهول انسلخ من إنسانيته مستغلا عجز البائع الضرير ويبيعه أغصان شجر عادية باعتبارها أعواد تتن.
ومع إرتفاع أسعار ”التتن“ وندرته في أسواق المنطقة عمد البائع الضرير الحاج حسين الحساوي إلى شراء وبيع أعواد التتن في صندقته التي تقع في حي الشرية بصفوى والاستفادة من فارق السعر لاعالة أفراد اسرته وبينهم ابن معاق.
وبالمبلغ الذي جمعه الحاج أبو سجاد لدفع فاتورة الكهرباء ومصاريف المنزل اشتري كمية مما بفترض أنها أعواد التتن عرضها عليه شخص مجهول.
غير إنه وبعد مغادرة البائع النصاب الذي قبض منه 2580 ريالا، اكتشف الحساوي أن محله امتلأ بأغصان شجر لا قيمة لها وأن فكرة المتاجرة ببيع أعواد التتن قد تبخرت ومعها ”تحويشة“ الشهر.
وتفاعل أهالي صفوى والقطيف عامة مع الموقف، معبرين عن تضامنهم مع الحاج الحساوي نتيجة ما تعرض له من عملية نصب.
وبادر عدد من رجال الدين والأهالي بتعويض ابو سجاد بنفس المبلغ أو ضعفه أو نصفه حسب استطاعتهم في موقف أكد تلاحم المجتمع القطيفي وتضامنهم.
وتداول الأهالي مقطعا مصورا للشيخ حسن الخويلدي وهو يزور الحاج في محله ويؤكد له بأن ما جرى عليه هو أحد أبواب الخير التي كشفت تضامن المجتمع، معرباً عن استعداده لدفع كل ما يسد حاجته حتى 50 ألف ريال.
بدوره قال الشيخ عبد الحميد العباس أن هذه هي الأمور الحقيقية التي تبرز معادن الرجال، مشدداً بقوله ”لا يكفي أن تنشر مظلومية الحاج «أبو سجاد» فتلك خطوة جيدة“.
وحثّ العباس الذي تبرع للحاج الحساوي بمبلغ خمسة آلاف ريال، على المساهمة في مساعدته مادياً ومعنوياً.
وأوضح بأنه لا يكفي نشر الفيديو على صفحته الخاصة في الفيسبوك وتفاعل الكثير معه، مطالبا بتحويل التفاعل إلى برنامج عملي وأن نكون مبادرين لتنفيذه وقدوة للآخرين.
وقال ان ذلك يساعد في خلق حالة من التكافل الاجتماعي بأدواتها الاجتماعية المتيسرة والقصد من كل ذلك رضا الله سبحانه وتعالى وقصاء حوائج أبناء المجتمع.
وعلمت جهينة من أحد مصادرها، تطوع أحد النشطاء بدفع المبلغ للحاج وزيارته له في محله وتقديم المبلغ في ظرف وانصرافه دون معرفته له.
أبو سجاد الذي أجاب على اتصال جهينة بكل رقي وتواضع قائلاً لم يضرني هذا الرجل بل نفعني وحسسني بأني غالي عند الناس".
وعن تأثره بالموقف أكد بأن الشي الوحيد الذي ترك أثره عليه هو قيام شخص مسلم ومن مجتمعنا بهذا، مستدركا بأننا يجب أن لا نظلمه ولا نحكم عليه فربما كانت لديه ظروف أجبرته على فعلته.
وأضاف أبو سجاد وهو أب لبنت واحدة وولدين أحدهما من ذوي الإحتياجات الخاصة بأن اللسان يعجز عن وصف تعاطف أفراد المجتمع معه، وذلك عبر الاتصالات أوالزيارات الشخصية.
وأضاف مازحاً ”محلي صار مزار وهذا الموقف نفعني أكثر مما ضرني... الفلوس تذهب يا بنتي“.
وعن موقفه حول الرجل الذي نصب عليه قال وهو يباشر البيع للزبائن "الرجل مبري الذمة وألف عافية عليه وعلى أولاده بالمبلغ...