آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 2:07 م

الذكاء البشري أصبح أقل غموضًا، وفقًا لخبراء علم أعصاب في جامعة ليستر

عدنان أحمد الحاجي *

05 نوفمبر 2020

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 367 لسنة 2020

Human intelligence just got less mysterious، according to Leicester University’s neuroscientists

05November 2020


 

نشر خبراء علم الأعصاب من جامعة ليستر بحثًا يتعارض مع رأي علم الأعصاب الذي ساد في الخمسين سنة الماضية، بحجة أن الطريقة التي نخزن بها الذكريات «جمع ذاكرة» هي مفتاح لجعل الذكاء البشري يفوق بكثير ذكاء الحيوانات.

لقد كان يُعتقد سابقًا ونُشر بشكل وافر أن الأمر يتعلق بعملية ”فصل الأنماط“ في الحُصين، وهو منطقة من الدماغ مهمة للذاكرة، والتي تمكّن من تخزين الذكريات من قبل مجموعات منفصلة من الخلايا العصبية، بحيث لا تختلط الذكريات مع بعضها.

الآن، وبعد خمسة عشر عامًا من البحث، يعتقد مدير نظم علم الأعصاب بجامعة ليستر أن ما هو عكس فصل الأنماط موجود في حُصين الإنسان. وكان مدير نظم علم الأعصاب يجادل أنه، بخلاف ما تم وصفه في الحيوانات، فإن نفس المجموعة من الخلايا العصبية تخزن جميع الذكريات. الآثار المترتبة على هذه هي آثار بعيدة المدى، مثل هذا التمثيل العصبي، الخالي من التفاصيل السياقية المحددة، يفسر التفكير المجرد الذي يميز الذكاء البشري.

يوضح مدير نظم علم الأعصاب بجامعة ليستر، البرفسور رودريغو كويان كيروغا Rodrigo Quian Quiroga، خلافًا لما يتوقعه الجميع، عند تسجيلنا لنشاط أفراد الخلايا العصبية، وجدنا أن هناك نموذجًا بديلًا لفصل الأنماط يقوم بتخزين ذكرياتنا.

”فصل الأنماط هو مبدأ أساسي للتشفير العصبي الذي يمنع تداخل الذكريات في الحُصين. وجود هذا التشفير العصبي مسنود بالعديد من النتائج النظرية والحوسوبية والتجريبية في أنواع «أجناس» مختلفة من الحيوانات ولكن هذه النتائج لم تُكرر بشكل مباشر في البشر [تكرار الدراسة ومراقبة ما إذا كانت النتيجة السابقة تتكرر أم لا بحسب ما ورد في 1]. الدراسات السابقة على البشر عُملت في الغالب باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي «fMRI»، والذي لا يسمح بتسجيل نشاط أفراد الخلايا العصبية. وبنحو مثير للصدمة، عندما سجلنا نشاط أفراد الخلايا العصبية بشكل مباشر، وجدنا شيئًا مختلفًا تمامًا عما وُصف في الحيوانات الأخرى. قد يكون هذا الإختلاف حجر زاوية لذكاء الإنسان“.

الدراسة بعنوان: `` لا يوجد فصل للأنماط في الحُصين البشري '' «2»، تجادل بأن عدم فصل الأنماط في تشفير الذاكرة هو اختلاف رئيسي مقارنة بالأنواع الأخرى، والتي لها آثار مترتبة عميقة يمكن أن تفسر القدرات المعرفية التي ظهرت بشكل فريد لدى البشر، مثل قدرتنا على التعميم [المترجم: تعميمم مخرجات تجاربنا السابقة على اللاحقة، فإن كانت نتائج تجربتنا السابقة في الحياة سلبية، مثلاً، نعمم ذلك على التجارب القادمة الأخرى وننكص عن الإقدام عليها والعكس بالعكس] وقدرتنا على التفكير الإبداعي.

يعتقد البروفيسور كويان كيروغا أنه يجب علينا تجاوز المقارنات السلوكية بين البشر والحيوانات والبحث عن المزيد من الرؤى الآلية، سائلين ماذا يوجد في دماغنا يترتب على وجوده مخزون بشري فريد من نوعه وواسع من الوظائف المعرفية. على وجه الخصوص، يجادل كويان بأن حجم الدماغ أو عدد الخلايا العصبية فيه لا يمكن أن تفسر لوحدها هذا الاختلاف، حيث، على سبيل المثال، عدد ونوع مماثل من الخلايا العصبية موجودة في دماغ الشمبانزي ودماغ البشر، وكلا النوعين لهما نفس الهيكليين التشريحيين تقريبًا. لذلك، خلايانا العصبية، أو بعضها على الأقل، لا بد أن تقوم بفعل شيئ مختلف تمامًا، ويَظهر أحد هذه الاختلافات في كيف تقوم هذه الخلايا العصبية بتخزين ذكرياتنا.