آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

الأحساء بين جاسم وجولي

علي السلطان

بعض المفردات الفريدة حزام ظهرك بعضها متكأً لك البعض الآخر عكازك الذي تتوكأُ عليه وبعضها الحائط الذي تستند إليه أما بعضها فسلاحك الذي يحميك وبعضها لسانك الذي تنطق به وفي الأخير هي هالة المشاعر الإيجابية التي تحيط بكوكبك.

بعض المفردات تحجز مكاناً في ذاكرة التاريخ لأنها تنمو وتعمر كشجر الزيتون أو النقوش الصخرية، في هذه المقطوعة سنتكئ على ما ذكره جاسم وسنستند إلى ما كتبته جولي «[1] ».

جاسم الصحيح الشاعر العربي المعروف فاجأنا بجملة ابتكارية وذلك خلال اللقاء الذي أجراه عبدالله المديفر في رمضان الماضي حين قال: ”إن أهم محصول في الأحساء هو الإنسان“ هذا النسيج المتقن من المفردات لا ينسجه إلا حرفي بارع، لقد أعاد جاسم صياغة المعنى بإعادة الإنسان إلى أصل تكوينه ”الماء والطين“ ثم أنبته كبقية المحاصيل وطفق يتباهى به، وهو هنا لا يقارنه ببقية المحاصيل النباتية بل كانت المقارنة بالمحاصيل الإنسانية أينما كانت.

جولي سبرنقر هي الأخرى فاجأتنا بمقال عن الأحساء عنونته ”الأحساء.. الواحة التي تشبه الجنة“ هذا الوصف الدقيق لم يكن عنوان جذب للتغلغل داخل المقالة كما يصنع بعض الكتاب فالأحساء لم تكن أحجية أو أسطورة خرافية بل حقيقة ناصعة من ذلك التاريخ حتى يومنا الحاضر وكأن شبيهة الجنة تشهد لكل من كتب عنها، من هنا ندرك أن هذه المفردات وغيرها شكلت تلك الهالة الإيجابية التي تحيط بواحة الإنسانية.

 


«[1] » جولي سبرنقر كاتبة في نشرة القافلة الأسبوعية التابعة لشركة أرامكو السعودية - المقال نشر في 11 نوفمبر 2008 متزامناً مع حملات التصويت للأحساء ضمن مسابقة عجائب الدنيا الطبيعية