آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

وداعًا يارفيق العمر

عباس محمد حسين الزاير

تكاد الكلمات أن تتبدد من قلمي وأنا أنعى رفيق عمري.. فقد كنت لي الصديق والصاحب والعزيز والأنيس.. يكاد قلبي أن ينعصر ألمًا وأنا أردد.. رحمك الله يا أعز الأصدقاء.. رحمك الله يا أبا فاضل.. أيها الأخ الذي لم تغادر الابتسامة شفتيه.. ذو القلب الطاهر الذي أحب كل من حوله وآمن باحتياجات مجتمعه، فكرس كل قدراته وطاقاته لتعمير أرضه وخدمة وطنه آخذًا على نفسه عهدًا بأن يعمل جاهدًا في تحقيق أهدافٍ عُليا.. شامخة.. متعددة الأبعاد والرؤى، فمضى دؤوبًا..مخلصًا.. مناضلاً.. عاملاً دون كللٍ أو ملل بكل مالديه من روح معطاءة.. قل نظيرها، وبما تميز به من عشقٍ للعمل وحبٍ للخير والتعمير والتطوير فكان القيادي الناجح المتفائل.. الذي يبث روح العمل المشترك ويرفع مستوى الطاقة الإيجابية في الفريق.. الحكيم في قراراته.. الثابت في خطواته.

ولأكثر من 35 عام عاصرتُ هذا العملاق المتواضع الذي كان مدرسةً جامعة وشعلةً ساطعة ورائدًا متميزًا من رواد العمل الاجتماعي، حيث عملنا معًا يدًا بيد ضمن مجلس إدارة جمعية القطيف الخيرية لما يقارب 20 عام تكللت بالتميز والتألق والتطوير والنجاح والتقدم فحققت نقلة نوعية في إدارة الجمعية من جميع جوانبها الإدارية والتنفيذية، واللجان المتنوعة التي تمخضت في تأسيس المقر الإداري المتميز للجمعية.. ليحتضن مختلف المشاريع الخيرية التي تخدم احتياجات الفئات المستهدفة.

ولم يتوقف الدرب بل وامتدت المسيرة حيث جمعتنا حملة الايمان لأكثر من 15 عام إيمانًا منا لما في خدمة حجاج بيت الله الحرام من شرف ورضا عند الله. أما المجلس البلدي فكان محطتنا التي شددنا فيها العزم لنمضي سويًا نحو التعمير والتغيير واضفاء روح العصر في تشييد مشاريع حالمة بقطيفنا الحبيبة، لنُحدث لمسة تطوير لعمرانٍ طالما سعينا لتحقيقه فكانت خمسة أعوامٍ فأكثر من الاجتماعات والتخطيط والانجاز والعمل الدؤوب.. الذي كان ينمو يومًا بعد يوم..

حتى جاء ذلك اليوم الذي أغلقنا فيه الأضواء والأبواب معًا في ذلك المجلس، وماهي الا سويعات قلائل.. واذا بالنداءات تتوالى ليصلني نبأ رحيلك يا عزيز الروح.. ورفيق الدرب.. وتوأم الفؤاد... رحيل مفاجئ أدمى القلوب، وآلم النفوس.. فاليوم فقدت القطيف عملاقًا ورائدًا قل نظيره، خدم أهلها بصدق، وعمّر أرضها بحب، وضحى لأجلها بكل مايملك.. فنحن اليوم لأجلك يا أبا فاضل.. لمحزونون. وكل عزائنا بأنك بين يدي العناية الإلهية.. محفوفًا بالرحمة والغفران.. تسكن فسيح الجنان.

طبت ياأخي العزيز وطاب ثرى حواك.

وألهم فاقديك ومحبيك وأبناءِ وطنك الصبر والسلوان.