آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 6:26 م

الراحل الشماسي.. ِنعْمَ القدوة

علي مهدي طحنون

”الفقيد يعتبر مدرسة من الفضائل خرج منها مجتمعا فاعلا“. كلمة للأخ العزيز الأستاذ سلمان العنكي من ضمن مقالة له في تأبين فقيد الوطن المهندس عباس الشماسي وقد علقت عليها بما يلي:

شكرا لك ولقلمك بما سطره عن هذه الشخصية المتفردة بعدة مزايا وخفايا..

صدقت يا عزيزي في وصفك للفقيد العزيز ”أبي فاضل“ فهو بحق أحرى بأن يتخذه المجتمع قدوة في العلم والعمل والريادة في الأعمال الخيرية والاجتماعية وغيرها.

إن فقيدنا الغالي يحتاج لمتخصصين تربويين واجتماعيين ومفكرين ليغوصوا في شخصيته ويسبروا ما تحمله من أسرار ومعالم خفية ويخرجوا منها كتابا يجسد سيرته ومسيرته وليكون خير مثال وأعظم أنموذج يقتدي به الجيل الحاضر وتحتذي به الأجيال القادمة.

نعم هكذا يكون الرجال الأفذاذ الذين يتركون بعد رحيلهم بصمات خالدة من الخير والأخلاق والفضيلة.

وعندما نتابع وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين نرى جمعا كبيرا من الناس من مفكرين وأدباء وكتاب وشعراء يتسابقون للكتابة عنه.. ونرى سيلا من المقالات وكلمات التأبين والرثاء نثرا وشعرا يمجدون في الراحل ويصفونه بما هو أهله من الصفات وبدون مجاملة أو مبالغة فهو يستحقها لأنه عمل لله بإخلاص وتفان ولأنه قدم الكثير لمجتمعه ليس على صعيد واحد فقط بل على عدد من الأصعدة والمستويات.. فقد كان يقدم خدماته من دون أن ينتظر كلمة مدح أو ثناء أو تمجيد بل يدفعه الواجب الشرعي والحس الوطني والشعور بأهمية خدمة مجتمعه القطيفي والتفاعل مع قضاياه وتحمل المشاق والصعاب وبذل ما في الوسع حتى ولو كان على حساب ارتباطاته العائلية والشخصية فهو كان يعيش الذوبان في خدمة وطنه والسعي لتحقيق طموحاته وآماله.

لقد كانت هذه الكتابات المنثورة والمنشورة في أكثر من قناة وموقع من مواقع التواصل الاجتماعي تنم عن حب عميق ومحبة خالصة للفقيد الراحل من كل أطياف المجتمع كل يعبر عن تجاربه وعلاقاته وزمالته ومعرفته بالراحل العزيز.. وما كان كل واحد من هؤلاء الذين شاركوه هم العمل يحمل في جعبته من مشاعر أخوية ونفسية وما تركه رحيله المفاجيء في نفوسهم من لوعة الفراق المترعة بالحزن.. وما خلفه في قلوبهم من ألم الفقد الممض.

ولقد كانت حياة الراحل العزيز ”أبي فاضل“ مليئة بالمواقف الإنسانية والمحطات المتميزة والمشرقة.. ولا نستطيع من خلال هذه السطور أن نستوعب إلا جزءً يسيرا مما كان يتمتع به من أخلاقيات عالية ومناقبيات حميدة وجوانب مشرقة وهذا غيض من فيض.

نسأل الله تعالى أن يتغمد فقيدنا الإنسان ”أبا فاضل“ برحمته الواسعة وأن يصب على قبره شآبيب الرحمة والغفران.. ويعوضه الله عن ما قدم وما بذل وأعطى الجنة والرضوان.. ويجعل قبره روضة من رياض الجنان.