آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:56 ص

من نفائس مخطوطات الشيخ محمد بن عبد الله آل عيثان الأحسائي «1260 - 1331 هـ »

محمد علي الحرز

عند استعراض الحراك العلمي في الأحساء وما أنجبته من العلماء والفقهاء ممن ترك أثراً بالغاً في النفوس والعقول وحُفرت بصماتهم في الذهنية الأحسائية، فإن الشيخ الفقيه محمد بن عبد الله آل عيثان، يكون ضمن صدارة القائمة العلمية، فقد تمتعت شخصيته بقدرة على التماهي مع الخطوط الاجتماعية والفكرية في الأحساء، إضافة إلى موسوعية علمية في جميع المجالات الدينية، وحياته حافلة بالعطاء والتحديات المختلفة، فقد تصدى للمرجعية الدينية حتى أصبح الرقم الأول في الأحساء بلا منافس وانقاد له أعلام البلاد.

مما جعل مدرسته العلمية يكون لها صدى في مختلف الأرجاء وأصبح مقصداً لا للأحساء وحدها وإنما ضمت قائمة تلاميذه طلاب من الأحساء والقطيف وغيرهما.

ورغم كل ذلك فقد ترك مصنفات كثيرة في الفقه والأصول والكلام والأخلاق تفرقت بين أفراد أسرته وتلاميذه، ومع ذلك فقد البعض منها، بسبب تفرق ذريته بين الأحساء وكربلاء، فالمصادر تشير إلى أنه نجله الشيخ علي والذي بلغ الفقاهة ومن أعلام كربلاء أصطحب معه عند هجرته للدراسة الدينية ومجاورة سيد الشهداء ×، مجموعة من مصنفات والده، حفاظاً عليها، ولأنها كانت ضمن التركة التي تفرقت بين أبنائه، فكان أثر ذلك إن بعض هذه المؤلفات بقي بكربلاء حتى بعد رحيل الشيخ العيثان بين يدي تلاميذه ومرافقيه.

وفي هذه السطور القليلة نستعرض رسالتين كانتا في عداد المفقودات من رسائل الشيخ العيثان، ولم ترد أسمائها ضمن المصادر التي ترجمت للشيخ محمد آل عيثان، والتي من أبرزها «أعلام هجر من الماضين والمعاصرين» للمؤرخ السيد هاشم الشخص، و«شمس الشموس أستاذ المراجع آية الله العظمى الشيخ محمد آل عيثان الأحسائي» للباحث الأستاذ أحمد بن عبد المحسن البدر، نعم ورد ذكرهما عند السيد الشخص والأستاذ البدر بعنوان آخر، وهما: «رسالة في الزكاة والخمس»، والثانية: «رسالة في الصوم استدلالية»[1] .

وهي عبارة عن رسالتين كانتا في مجموع واحد حصلنا على بعض صفحاته من مالك النسخة الخطية الأستاذ الدكتور محمد نوري الموسوي، فله كل الشكر والعرفان، وهي كما يلي:

الرسالة الأولى:

العنوان: حضيرة القدس في الزكاة والخمس. «فقه»

تأليف: الشيخ محمد بن عبد الله آل عيثان «126-1331 هـ ».

أوله: «بسم الله الرحمن الرحيم. لما وفق الله سبحانه بمنه وجوده، لإتمام كتاب الصلاة عزمت متوكلاً على الله سبحانه متوسلاً عليه بأبواب فيضه وكرمه أن أتم هذا المختصر مما ينبغي من أحكام الزكاة والخمس، وهو يشمتل على كتابين؛ الأول كتاب الزكاة».

الناسخ: غير معروف، كتبت في القرن الرابع عشر.

في بداية المجموع قيد بعنوان المخطوط: >هذه الرسالة المسماة بحضيرة القدس في الزكاة والخمس، من مصنفات نادرة الزمان، وفوارة الإيمان مولانا الشيخ محمد بن المرحوم الشيخ عبد الله بن عيثان «ره»، وحشره مع أئمته ورفع درجاته في أعلى عليين».

وعلى نسخة قيد تملك لأبني المصنف: «قد دخل هذا الكتاب في ملك أقل الطلاب حسن وعلي ابني الشيخ محمد بن عيثان 14 ج1 سنة 1347».

ثم سجل قيد تملك حديث: «ثم صار في ملك السيد محمد نوري الموسوي نزيل مدينة القاسم ، من أعمال الحلّة، سنة 1442، وكتب في كربلاء في حضرة العباس».

كتبت بخط النسخ، وهي خالية من الحواشي والتعليقات.

يتألف تجليد المجموع الخطي الذي تتألف منه الرسالة بمجموعة من الرسائل الخاصة بأسرة آل عيثان، وقد اختفت معظم معالمها، لولا بروز بعض الكلمات التي تؤكد ذلك منها: «المحب المشتاق الأخ علي»، وفي أخرى: «من الأحساء إلى النجف الأشرف، يتشرف الكتاب بلثم أنامل المكرمين المعظمين..»، وفي أخرى: «أكرم أهل الزمان..الشيخ محمد بن عيثان دام مجده»، ومما لا شك قد تضمن هذه الرسائل إشارات مهمة من تاريخ أسرة آل عيثان.

يقع المخطوط في: 23 ورقة، في كل صفحة بين: 12 - 14 سطراً.

المصدر: مكتبة الدكتور محمد نوري الموسوي الخاصة في مدينة القاسم بالحلة.

الرسالة الثانية:

العنوان : منجية الكلام في أحكام الصيام «فقه»

تأليف: الشيخ محمد بن عبد الله آل عيثان «1260-1331 هـ ».

أوله: «بسم الله الرحمن الرحيم. به نستعين، وصلى الله على خير خلقه محمدٌ وأهل بيته الطاهرين ولعنة الله على مبغضيهم ومعاديهم إلى يوم الدين، وبعد: فيقول العبد الراجي عفو ربه المنان محمد بن المرحوم الشيخ عبد الله بن المقدس الشيخ علي بن عيثان الأحسائي، أنه لما كان من توفيق الله أن بلغنا الاتمام كتاب الصلاة وكتابي الزكاة والخمس، عزمت متوكلاً على الله ومتوسلاً بأبواب فيضه وكرمه أن أرسم مختصر في الصيام الذي هو فرضاً».

الناسخ: غير مذكور، كتبت في القرن الرابع عشر.

جاء في أول الرسالة: «هذه الرسالة المسماة ب «منجية الكلام في أحكام الصيام»، من مصنفات مصدر العلوم ومحيي المعارف والرسوم العالم الرباني والمحقق الهمداني قطب الحكما والمتكلمين رئيس الفقهاء والمجتهدين شيخنا الأوحد مولاي الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله بن عيثان الأحسائي. أعلى الله مقامه ورفع في الخلد أعلامه».

وعلى نسخة قيد تملك لأبني المصنف: «قد دخل هذا الكتاب في ملك أقل الطلاب حسن وعلي ابني الشيخ محمد بن عيثان 14 ج1 سنة 1347».

ثم سجل قيد تملك حديث: «ثم صار في ملك السيد محمد نوري الموسوي نزيل مدينة القاسم ، من أعمال الحلّة، سنة 1442، وكتب في كربلاء في حضرة العباس».

كتبت بخط معتاد.

يتألف المخطوط من: 45ورقة، في كل صفحة بين: 12 - 14 سطر.

المصدر: مكتبة الدكتور محمد نوري الموسوي الخاصة في مدينة القاسم بالحلة.






 

[1]  شمس الشموس: 270,271.
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
صالح العلي
[ الأحساء ]: 1 / 9 / 2021م - 5:37 م
كيف يمكنني الحصول على هذه المخطوطات ؟

والسؤال الأهم ألا توجد لجنة من المحققين أو المهتمين يخرجوا لنا هذه المخطوطات للنور.