آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 12:09 م

فائدة لغوية «45»: ”فورًا“ و”على الفور“

الدكتور أحمد فتح الله *

”فورًا“، من فار - يفور فورًا وفورانًا وفوارا وفؤورا - الماء من العين: تدفق وجاش. الفور هو شدة الغليان، وهياج النار نفسها، ويقال في الغضب. وورد منه في القرآن لفوران النار وموضعها: ﴿وفار التنور «هود: 40، المؤمنون: 27»، وكذلك: ﴿وهي تفور «الملك: 7».

والفور في الفعل: إيقاعه في غليان الحال، وقبل سكون الأمر: فَعَلَهُ من فوره، أي في وقته الحال، دلالة على السرعة، كما في قوله تعالى: ﴿وَيَأتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ «آل عمران: 125» «معجم ألفاظ القرآن الكريم، مجمع اللغة العربية، بالقاهرة».

والفَوْر: أَوّلُ الوقت.

ويقال: أَتيت من فوري، وفعلت ذلك من فَوْري، وفوْرًا، وفورَ وصولي، أَي في غليان الحال، وقبل سكون الأَمْر.

والفور أيضًا فيه شدة: فالفور من الحرِّ: شِدَّتُهُ. «المعجم الوسيط - مجمع اللغة العربية بالقاهرة»

وفور القِدْر: غليانها. ويقال: فعل ذلك من فَوْرِه: أي من وجهه ذلك، وهو من فور القِدْر قبل أن تسكن، «شمس العلوم، وذكر آية: آل عمران: 125».

الفور: وجوب الأداء في أول أوقات الإمكان بحيث يلحقه الذم بالتأخير عنه، وأصله الغليان. «التوقيف على مهمات التعاريف»

الفور: حالة تأتي أول الوقت من غير تأخر، [فنقول:] ”رجع من فوره“ «الرائد».

والفور: وجوب الأداء في أول أوقات الإمكان، بحيث يلحقه الذم بالتأخير عنه «التعريفات للجرجاني». ويضيف عليه محمد عميم الإحسان في «التعريفات»: ”الفَوْر: الأداء في أول أوقات الإمكان بحيث يلحقه الذمُّ بالتأخير عنه وخلافُه التراخي.“

وأتيتُ فلانًا من فَوري، أي من ساعتي «جمهرة اللغة»، ومنه ”يمين الفور“.

يمين الفور

يمين الفور: هي أن يكون ليمين الشخص [حلفه وقسمه] سبب، ودلالة الحال توجب قصد يمينه على ذلك السبب وذلك كل يمين خرجت جوابًا لكلام أو بناءً على أمر فيتقيَّد به بدلالة الحال نحو أن تتهيأ المرأة للخروج فقال الزوج: إن خرجتِ فأنت طالق فقعدت ساعة ثم خرجتْ لا تطلق، قال النسفي: يمين الفور ما يقع على الحال «التعريفات الفقهية». وفيه أيضًا: ”الفور“ «Assertory Oath» هي كل يمين دلت القرائن على أنه أريد بها الحال دون المستقبل، كالتي تكون جوابًا لسؤال ونحو ذلك لمن قالت له زوجته ”كُلْ“!، فقال: ”والله لا آكل“، يعني لا آكل الآن. "

فورًا

”فورًا“، إذًا، تستعمل  بقصد ”الفور“ بمعنى: ”دون إبطاء أو تأخير“، في نحو قولك: «عرف بالأمر فعاد فورًا»، و”فورًا“ تعرب اسم منصوب بنزع الخافض، والتقدير: من فوره «أي بحذف الجار، وهو حرف الجر»، ومنهم من يعربها حالًا منصوبة بالفتحة الظاهرة «المعجم المفصّل في الإعراب».

وأخيرًا، في القانون: ”فورًا“: حالًا، بأقصى سرعة ممكنة، دون تأخير، مباشرة، بالسرعة المعقولة حسب الأحوال «المعجم القانوني، حارث الفاروقي».

تاروت - القطيف