آخر تحديث: 15 / 5 / 2024م - 1:44 ص

هل أحاسيسنا في عالم افتراضي أم حضوري؟

كاظم الشبيب

الحب هو الحب، والكراهية هي الكراهية. لا يتغيران بتغير شكل الحياة وتفاصيلها اليومية. فهما كما كانا يحدثان في أزمنة الغاب والجهل والأمية وينفعلان، هما ذاتهما أيضاً حينما نحب أو نكره في زمن التحضر والعلم والمعرفة. ذات المشاعر تولد وتموت في عصر الزراعة والرعي أو في زمن الكهرباء والصناعة، أو في زمننا الحاضر عصر التقنيات الإلكترونية والتكنلوجيات الرقمية التي جعلتنا نعيش عوالم افتراضية وكأنها واقع ملموس، وبدلت الحياة اليومية نحو قبول العيش المشترك بين أهل الهويات المختلفة عن بعد ومستمر في حياة افتراضية شبه حقيقية. بيد أن هذا الواقع الافتراضي لا يغير أحاسيسنا ومشاعرنا تجاه الحب والكراهية كحقيقة حاضرة. 

فاليوم، يُعد المكتب، المكان الذي تذهب إليه للعمل شيئاً من الماضي. بالنسبة للكثيرين لقد أصبح مفهوماً مجرداً وشبكة علاقات افتراضية بعد أن كان مكانا مادياً. إننا نعمل أينما حللنا ونتفاعل مع الزملاء والعملاء والعامة في شبكة علاقات معقدة؛ حيث نتلقى رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية، وننجز الأعمال، ونرد على الناس، وننقر الأزرار وننفذ المهام، ويُدفع لنا مقابل ذلك في حال سارت الأمور على ما يرام. أدى هذا إلى فصل الكثيرين عن مكاتبهم، وخلق ظاهرة ”الرحالة الرقمي digital nomad“، وهو عامل متنقل لا يستقر في مكان ويحمل معه حاسوب محمول بحيث يمكنه العمل بسهولة من ردهة فندق في بلد غريب أو من مقهى في إحدى الضواحي. بعض الآثار المترتبة على ذلك جيدة، كما توجد أخرى سيئة. لقد تطورنا عبر ملايين السنين لنكون حيوانات اجتماعية تتفاعل وجهاً لوجه في جماعات صغيرة. *

نعم هناك آثار مترتبة على تغير شكل حياتنا وتفاصيلها اليومية نحو الحب والكراهية، ولكن يبقى الحب هو الحب والكراهية هي الكراهية، لأن أحاسيسنا ومشاعرنا تتأثر بأفعال وأقوال الأخرين ومواقفهم مهما تغير شكل الحياة ونمط العيش فيها. في المقطع المرفق شرح يساعد على فهم المشاعر بصورة عامة عند كل البشر دون استثناء. الذكاء العاطفي والذات، لماذا نمتلك مشاعر؟  

* موضوع بعنوان ”الوسط الذهبي للكدح“ للمحاضر في الفلسفة ”نايجل واربرتون“، ص 119، مجلة الفيلسوف الجديد، النسخة العربية عدد 4.