آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 10:08 ص

الكابتن عباس الصفار.. الإيجابية مع المرض

رضي منصور العسيف *

قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ الشعراء/80

في ليلة جميلة تفوح منها رائحة إيجابية.

بدأ المكان يزدحم بالحضور.

كان يستقبلهم بكل حب ومودة وابتسامة...

حضر الجميع ليساهموا في تكريم هذا الإنسان..

ليساهموا في رسم لوحة إيجابية عنوانها نحن نحبك يا عباس الصفار...

نعم هذا ما حدث في منتدى الثلاثاء الذي أقام أمسية جميلة بعنوان الفنون المعمارية في القطيف بمشاركة الأستاذ عبد رب الرسول الغريافي والأستاذ إسماعيل هجلس وتوقيع كتاب د. محمد العوامي وتكريم الكابتن عباس الصفار... فكانت لوحة رائعة بضيوفها وحضورها المميز.

سأقف معك أيها القارئ الكريم لحظة لأصف لك شعور الحضور عند صعود الكابتن عباس الصفار للمنصة ليلقي كلمته الذي عبر عنها بأنها كلمة عفوية وبلهجتنا المحلية لهجة أهل القطيف الجميلة... هنا صفق الحضور تصفيقاً نابعاً من القلب وملؤه الحب...

بعد الكلمة تم التكريم وإذا بنصف الحضور يقف صفاً واحداً مع الكابتن عباس ليخلد هذه اللحظة بصورة تذكارية ملؤها البسمة والفرحة.

وقفة مع الكلمة

لم تكن كلمة مكتوبة، لم تكن كلمة بها المصطلحات الثقافية، بل هي كلمة نابعة من القلب قالها الكابتن عباس بكل بساطة ذكر فيها مختصر لسيرته الرياضية فقد كان لاعباً بنادي البدر ثم انتقل لنادي الترجي وكان أحد لاعبي كرة الطائرة، ثم انتقل إلى إدارة النادي مساهماً في مسيرته وتاريخه الرياضي.

كان له السبق في تأسيس دورة كافل اليتيم بالقطيف.

ثم انتقل إلى الجزء الثاني وهو حكايته مع المرض وكيف استطاع أن يتغلب عليه، وهنا أقف عند عدة نقاط:

تقبل الصدمة بروح إيجابية

أخبره الطبيب بمرضه «السرطان» هذه الكلمة التي تهتز وتقشعر لها الأبدان، فهذا المرض يعني عند البعض أن الخاتمة «الموت» أصبح وشيكاً.

إلا أن كابتن عباس استقبل هذا الخبر بروح إيجابية، لقد حول سرطان «السلبية» إلى كلمة أكثر إيجابية:

س = سلامة

ر = رضا بقضاء الله «التسليم»

ط = طمأنينة

ا = إرادة وإيجابية

ن = نجاح على المرض

إن التغلب على المرض يحتاج إلى عقل منفتح، وروح مؤمنة، وقبلها بتسليم وطمأنينة إلى قضاء الله وكما قال الإمام علي : ”المؤمن وقور عند الهزاهز، ثبوت عند المكاره، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله“ [1] .

إن المريض الذي يتعامل مع مرضه تعاملاً نفسياً واعياً وصامداً فإنه يتغلب على المرض بل تتقوى مناعته أيضاً، إن الكثير من الأمراض ومنها السرطان تحتاج إلى التعايش مع المرض من خلال قوة في الصبر، وتسلح بإرادة حديدية، وكما ورد عن الإمام الصادق : أيما رجل اشتكى فصبر واحتسب، كتب الله له من الأجر أجر ألف شهيد [2] .

الدعم الاجتماعي

الأخوة، الزوجة، الناس «المجتمع»: هذا المثلث الاجتماعي كان له دور في التغلب على المرض، وفي الحقيقة لقد صنع الكابتن عباس هذا المثلث منذ سنوات فكان بحسن خلقه ورقي تعامله مع عائلته ومجتمعه يستحق هذا الدعم. وكما يقول الإمام علي : في الضيق والشدة يظهر حسن المودة [3] .

وكان لدعاء المؤمنين أثراً كبيراً في رفع معنوياته، وبلسماً في شفاءه كما قال الإمام الباقر : أوشك دعوة وأسرع إجابة دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب [4] . حيث كانت صفحات التواصل الاجتماعي والديوانيات الاجتماعية تلهج بالدعاء له.

ابتسامة عباس

كما أن الكابتن عباس يتمتع بشخصية جذابة لحسن خلقه ”المؤمن إلف مألوف“ [5]  كما قال رسول الله ﷺ، ومن يتابع يومياته سيلحظ تلك الابتسامة الجميلة على محياه، فهو ”المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه“ [6] . كما الإمام علي

نعم، إن الابتسامة هي شفاء وعلاج مجاني باتفاق الأطباء والعلماء معاً، فمن خلالها يتخلّص الإنسان من الاضطرابات النفسية؛ كالتوتّر والقلق والاكتئاب، كما تزيل التفكير السلبي وتعرقل الأفكار السلبية، بسبب دورها المهم في تحفيز الهرمونات. وتعزيز النظرة الإيجابية، كما وتقلّل من الجهد والتعب وتعطي شعوراً بالطاقة والحيوية والنشاط [7] .

أخيراً إن التمتع بالروح الإيجابية ورفع المعنويات هي من أسس العلاج والتغلب على أصعب الأمراض.

نتمنى للكابتن عباس الصفار دوام الصحة والعافية

وشكراً جزيلاً لمنتدى الثلاثاء وإدارته ممثلة في المهندس جعفر الشايب على هذه المبادرة الطيبة.


[1]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 - الصفحة 206
[2]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - الصفحة 1560
[3]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 - الصفحة 499
[4]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - الصفحة 887
[5]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 - الصفحة 208
[6]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 - الصفحة 206
[7]  د. عبد الفتاح ناجي، صحيفة القبس 28 ديسمبر 2017
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف