آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 5:05 م

بعض حوار...

عبدالله محمد آل داوود

قال: نحن عاطفيون جدا نبالغ في التفاعل أثناء الأحداث المؤلمة ثم نتناسى المشكلات من رأس...

وإن كانت مما يشيب لهولها الولدان...

فلا بحث في الجذور ولا معالجة للأضرار ولا برامج للوقاية ولا سد للذرائع...

بل قد ينبري البعض لرسم صورة ملائكية حالمة لمجتمعاتنا...

لا بأس... ما لم يتسبب ذلك في الانسياق وراء مجريات الحياة اليومية وطقوسها المعتادة وتناسي النيران المشتعلة في أطناب خيامنا والتي قد تتسبب في حرائق كارثية لا تخمد ولا تحمد عقباها...

أيها الأحبة:

نحن بحاجة لعقلنة ردات الفعل ودراسة الواقع علميا والخروج بمعالجات حقيقة مجربة تلامس الحياة وتفيد من تجارب الأمم وأن ننبري جميعا لدعم تلك المعالجات المتخصصة...

لم يعد مجديا الصمت عن العديد من الفجائع التي تعودنا الصمت حيالها من تفش للمخدرات والعنف والمثلية والإباحية الجنسية... المتفشية تحت رماد الصمت...

للأسف كل هذه الأمور ضمن الممنوعات التي لا يمكن الحديث عنها ولا يجوز التطرق لها في مجتمعنا إلا لماما وفي دوائر مغلقة...

نعم، يجب أن نوازن بين رعاية حفظ مشاعر الآخرين وخصوصياتهم وبين عرض المشكلات بصراحة وواقعية للأغراض العلمية وهو أمر ممكن بالتجربة المستفيضة...

أيها الأحبة:

كل العوائل معرضة اليوم للمشكلات السلوكية والأخلاقية المفجعة بجميع أصنافها...

فالعولمة بكل أبعادها باتت أمرا واقعا...

والقرية الصغيرة أفرزت مشكلات جمة كما أوجدت فرصا عديدة...

ومن حق المجتمع معالجة مشكلاته والتوقي منها بل هو من حقوقه وواجبات أفراده...

فلنكف قليلا عن تزكية الذات وكأننا مجتمع ملائكي منعزل عن مشكلات العالم يختلف عن سواه في طهارته وحصانته!!!

ولنتوقف قليلا عن الشعور بالعار فالبلاء عام شامل...

قلت: المجتمع الحي يقف منتصبا شامخا فاعلا بعد كل كبوة أو عثرة أو مصيبة ولنا أن نراهن على مجتمعنا...

البرامج الوقائية المتخصصة يجب أن تكون الشغل الشاغل للمستشفى والشرطة والجمعية وجمعيات الأسرة ولجان التنمية والنادي الرياضي والمدرسة والمسجد ومنبر الوعظ والإرشاد...

بل والعمل على تأسيس جمعيات رسمية متخصصة فاعلة...

ألا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير....