آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

جزيرة تاروت على خارطة التراث العالمي - 1

عبد العظيم الضامن

مواقع التراث العالمي هي معالم أو مناطق ترشحها لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» للإدراج ضمن برنامج مواقع التراث العالمية الذي تديره اليونسكو. هذه المعالم قد تكون طبيعية، كالغابات وسلاسل الجبال، وقد تكون من صنع الإنسان، كالبنايات والمدن، وقد تكون مختلطة.

انطلق هذا البرنامج عن طريق اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وتُبني خلال المؤتمر العام لليونسكو الذي عقد في 16 نوفمبر 1972 م. ومنذ توقيع الاتفاقية، صادقت 189 دولة عليها.

يهدف البرنامج إلى تصنيف وتسمية والحفاظ على المواقع ذات الأهمية الخاصة للجنس البشري، سواء كانت ثقافية أو طبيعية. ومن خلال هذه الاتفاقية، تحصل المواقع المدرجة في هذا البرنامج على مساعدات مالية تحت شروط معينة.

وتسابق المملكة الزمن لضم 8 مواقع أثرية إلى قائمة التراث العالمي باليونسكو وهي: «درب زبيدة»، و«خط حديد الحجاز»، و«طريق الحج الشامي»، و«طريق الحج المصري»، و«قرية الفاو»، و«قرية رجال ألمع»، و«قرية ذي عين»، و«واحة دومة الجندل» فيما تمكنت المملكة خلال السنوات القليلة الماضية من تسجيل 5 مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي، بعد إقرار لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتّربية والعلم والثّقافة «يونيسكو»، من بينها مدائن صالح عام 2008. وهي مدينة الحجر أو مدائن صالح، وموقع حي الطّريف في الدّرعية التاريخية الذى سجل في عام 2010؛ حيث تمثّل الدرعية رمزًا وطنيًا بارزًا في تاريخ المملكة، وموقع جدة التاريخية الذي سجل في 2014؛ حيث جاءت موافقة لجنة ‏التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو باعتماد منطقة جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي، لاحتلال مدينة جدة، التي يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام، مكانة مهمة عبر ‏الحضارات ‏المختلفة، ومواقع الرّسوم الصّخرية في جبة والشويمس، التي سجلت في عام 2015؛ بجانب موقع واحة الأحساء الذي سجّل في عام 2018.

ومن هنا تأتي حكايتنا مع جزيرة تاروت التي يمتد عمقها التاريخي لأكثر من سبعة آلف سنة، منذ حضارة عشتار مروراً بحضارة الدولة العيونية، وعصرنا الحالي في ظل رعاية حكومتنا الرشيدة، التي تولي التراث اهتماماً بالغاً ليكون في مصاف التراث العالمي لليونسكو.

تحتل جزيرة تاروت ثالث أكبر الجزر السعودية بعد جزيرة أبوعلي، وجزيرة الباطنة، وهي إحدى أهم المراكز الحضارية الاستيطانية في الخليج العربي، فقد دلت الاكتشافات الأثرية على عمق وأرث حضاري كبير بها، ومركزاً مهماً للاستيراد والتصدير، وارتبطت بعلاقات حضارية وثيقة مع بلاد الرافدين وفارس وبلاد الهند والسند وبقية المناطق المحيطة، والحضارات المجاورة مثل مجان، وآثار تاروت وقلعتها جذبت كثير من المهتمين بتاريخ وآثار وسياحة المنطقة.

ولأن تسجيل المواقع التراثية يتطلب جهود مشتركة بين أمارة المنطقة الشرقية وأمانة المنطقة الشرقية والثقافة والسياحة، ندعو وبقلب محب تلك الجهات أن تبادر بتكوين لجنة لرفع ملف تسجيل جزيرة تاروت في التراث العالمي لليونسكو وهي غنية بكل محتواها التراثي والطبيعي والمعماري ومهمة بكل ما تعنيه الكلمة لتراث المملكة، وأنا على ثقة كبيرة أن تلقى دعواتنا اهتمام كبير من صناع القرار، لنفرح جميعاً بتسجيلها وتكون في مصاف المواقع العالمية.