آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 4:55 م

إدارة الخلافات الدينية في داخل المجتمع

علي ناصر الصايغ

في دراسة للشيخ حب الله حول آيات الاختلاف في القرآن يقول ”يعتبر الاختلاف من الأزمات التي تواجهها البشريّة، منذ أن هبط الإنسان إلى الأرض إلى يومنا هذا“

وعن اختلافات الفئات الدينية يطرح إشارات مهمة بقوله ”ويستمرّ هذا الخلاف عبر التاريخ إلى يومنا هذا، وصولاً إلى خلافات كثيرة في الأمّة الإسلاميّة نفسها بين التيارات الدينيّة المتعدّدة، وهي الخلافات التي قد يكون الدين نفسه أحد موضوعاتها“

ويطرح سؤال مهم في هذا الصدد، هو أنّه ”كيف يمكننا أن ندير الاختلافات التي تقع داخل الدائرة الإسلاميّة، أو داخل الدائرة الإيمانيّة؟ وكيف يمكننا أن نختلف معاً، في الوقت الذي نشعر فيه بأنّ الموضوعات التي نختلف عليها، هي موضوعاتٌ أساسيّة في الدين، وقد تُبعد بيننا وبين الطرف الآخَر مسافاتٍ ومسافات؟“

أعتقد أن أمام حالات الاختلاف التي تحصل بين فينة وأخرى، بين أطراف وأشخاص وجماعات لابد أن نتوصل إلى قناعة تامة أن الكثير بحاجة إلى التزود بمعرفة ألف باء الخلاف قبل الدخول في أبجدية النقاش، ومن ثم الارتقاء بثقافة تقبل الآخر للارتقاء بالحوار في عدم الاعتداد بالرأي والإصرار على تخطئة المختلف معه وقهره..

ما أتمناه من بعض المتابعين للأحداث في مجتمعنا المحلي، عندما تحدث الخلافات أو الاختلافات بين أطراف أو أشخاص، سواء كان الاختلاف أو الخلاف فكري أو عقدي أو شخصي، عليهم أن يتحلوا بالوعي وأن لا يكونوا قضاة أو مُحكمِّين أو أصحاب نظريات، ليَدّعوا الأمور لأهلها؟، إن طُلب منهم رأي أو استشارة أو التدخل السريع لفض الخلاف يحق لهم التدخل أو إبداء الرأي وهذا أمر لا يختلف عليه عاقلان، ولكن أن تُجلد طرف على حساب طرف آخر أو يتم الانحياز لشخص ليُنال من الشخص الآخر أو يُحوَّل الاختلاف في الرأي إلى خلاف، أو تُثار ضجة ليس لها مكان في الموقف والذي كان أمام أعين شريحة واسعة من الناس ويوصفه البعض بتصفية حسابات..

من أين استنتجوا كل هذا ولماذا يشخصنون الاختلاف ويحولونه إلى خلاف وما الفائدة المرجوة من إثارة موقف وإعطائه أكبر من حجمه؟

أعتقد أن ما ينبغي القيام به من قبل الواعين في المجتمع هو الوقوف أمام من يثيرون الفتن والبلابل والفوضى، فليس من الصحيح نقد المختلفين وتشريحهم وتجريحهم، وإنما ينبغي أن نُوقف الأشخاص الذين تربعوا على منصات التواصل «منابر الفوضى وصفحات الغيبة والنميمة والشحن الفئوي» ضد أشخاص يختلفون في في رأي ولكل منهم وجهة نظر، للأسف أن بعض الأشخاص جعلوا من أنفسهم محللين للحدث ويتناولونه بتصوراتهم والبعض الأخر منهم لا أعلم ما هو هدفهم من إثارة الفتن، وهم لم يعيشوا الموقف ولم يكونوا في الحدث ولم يسمعوا بالتفاصيل إلا من طرف واحد كيف يحكمَون؟ إن بعض هؤلاء يكتبون بنفس سلبي للغاية ولعلهم كانوا ينتظرون أي حدث ليثيروا من خلاله أسئلة ونقاط تخدم مشروعهم إن كان لهم مشروع، فقط لا إنهم يختلفون مع فئات وتوجهات أخرى..