آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 5:05 م

يوم العيد... يوم إيجابي

رضي منصور العسيف *

قال الإمام علي بن الحسين السجاد في دعاء وداع شهر رمضان: ”أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجبُر مُصِيبَتنَا بِشَهرِنَا وَبَارِك فِي يَومِ عِيدِنَا وَفِطرِنَا وَاجعَلهُ مِن خَيرِ يَوم مَرَّ عَلَينَا أَجلَبِهِ لِعَفو، وَأَمحَاهُ لِذَنبِ، وَاغفِر لَنا ما خَفِيَ مِن ذُنُوبِنَا وَمَا عَلَنَ“.

يوم العيد هو يوم التعبير عن الفرح والسرور، ويوم الإشراقة والبهجة، ويوم تقوح منه رائحة العطور والإيجابية، ولذلك فهو يوم سعادة.

ولنا وقفات في هذا اليوم وهي كالتالي:

يوم الطاعة

يبدأ يوم العيد بصلاة العيد وهي شكر لله الذي وفقنا لصيام شهر رمضان، ولذلك ينبغي أن لا ننس تلك الجوانب الإيمانية التي كنا نمارسها في شهر رمضان، لنحافظ على ملكة التقوى بأن نتجنب كل مظاهر المعاصي كالاستماع للغناء وما أشبه.

ورد الإمام علي - قال في بعض الأعياد -:

إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو يوم عيد [1] .

احمل معك روح شهر رمضان وكن مستقيما ملتزماً ببرنامجك الإيماني، وكن محافظا على صلاتك وجميع الأعمال الإيمانية.

يوم الابتسامة

لان العيد فرحة فهو صنو الابتسامة والضحكة الصافية وحفاوة الاستقبال ونشر المحبة بين الأهل والأحباب.

الابتسامة هي عنوان اللقاء الإيجابي، وهي رسالة سلام، وهي مفتاح القلوب، هي انعكاس لجمال الروح ونقاء القلب عند اللقاء، وهي لا تكلف شيئاً ولكنها تعود بالخير الكثير كما ورد عن الإمام الباقر : تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة، وصرف القذى عنه حسنة [2] .

لذلك لتكن هذه الابتسامة دائمة وليست مؤقتة، ولتكن مثالا في الابتسامة والبشاشة.

يوم التواصل الاجتماعي

العيد فرصة ذهبية للتواصل الاجتماعي، وإعادة العلاقات الاجتماعية، فيمكن أن تكون زيارة للأرحام بمثابة تطبيع جديد للعلاقات.

ويمكن أن تكون رسالة تهنئة بمثابة البلسم الشافي لإعادة العلاقات المنقطعة، قال الإمام علي : ”صلوا الذي بينكم وبين الله تسعدوا“ وعنه : ”مواصلة الأفاضل توجب السمو“.

يوم الهدايا

مهما كانت الهدية صغيرة في حجمها وبساطتها إلا أنها تُعبّر عن الحب الصادق للآخرين، وتغرس البهجة في قلوب الآخرين. كما ورد عن النبي ﷺ: الهدية تورث المودة [4] .

ويوم العيد هو يوم حافل بتقديم الهدايا بصور مختلفة منها المبالغ المالية، أو باقات الأزهار، أو ألعاب الأطفال، أو العطور، إلا أنه ينبغي التأكيد على عدم التكّلف عند اقتناء وتقديم الهدايا، حيث إنّ بعض الهدايا قد تكون بسيطة لكنها جميلة ومميزة. كما ورد عن رسول الله ﷺ: من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته، ويتحفه بما عنده، ولا يتكلف له شيئا [5] .

يوم الترفيه

بين حين وآخر يحتاج الإنسان إلى أن يغير الأجواء التي يعيش فيها، لأن روحه تتعب من الصور المتكرّرة، والوجوه المتكرّرة والظروف المتكررة ويتوق إلى تغيير نمط حياته، ومحيطه الذي يكتنفه. ولذا قال الإمام علي : إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم [6] .

ويوم العيد هو مناسبة للترفيه عن النفس بالطرق المناسبة، بعيداً عن الأجواء السلبية، كقضاء يوم ممتع مع العائلة في إحدى الاستراحة، أو السفر أو التنزه أو غيرها. ففي ذلك خروج عن الرّوتين، وتبديل لما اعتاد عليه..

 

[1]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 88 - الصفحة 136
[2]  ”ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - الصفحة 1694“
[3]  غرر الحكم ودرر الكلم
[4]  ”ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 4 - الصفحة 3450“
[5]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 4 - الصفحة 3453
[6]  ”ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2606“
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف