آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 1:07 ص

ما معنى الحياة؟

محمد حسين آل هويدي *

سؤال بسيط، ولكن الإجابة عليه صعبة أكثر مما نتصور.

الموسعة البريطانية تنص على أن التعريف القاطع للحياة أمر مستحيل، ولكنها عرفت الحياة على أنها النمو والتغيير والتكاثر والمقاومة النشطة للاضطرابات الخارجية والتطور.

كل مادة في هذا الكون تتكون من ذرات «جمادات».

وأبسط أنواع الحياة نجدها في الفيروسات والبكتيريا، وهي تحتوي على وسائل أساسية للتكاثر الذاتي واستهلاك الغذاء. ولكن البريونات «شظايا في البروتينات» تحتوي على نفس الصفات، ولكن لا تعرف من ضمن الأحياء.

نحن نعرف أننا على قيد الحياة، ولكن هل كوننا حي؟ هل يتمتع الكون بصفات الأحياء؟

الكون ينمر ويتغير ويتوسع وله هياكل معقدة وعناقيد مجرية وشكبات عنقودية مترابطة. وقد تتطور أيضا من أكوان أخرى من خلال أبواع لأكوان جديدة عبر الثقوب السوداء.

نحن نعرف الحياة على أساس غير حي، والعكس أيضا صحيح «يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي». هي دورة مستمرة من حي إلى ميت ومن ميت إلى حي ومن حي إلى ميت، وهكذا دواليك.

نعرف أن الصخرة كائن غير حي لأننا لو تركناها إلى مليارات السنين فإنها لن تتغير ما لم تؤثر عليها قوة خارجية، وفي حال تفتتها بسبب العوامل الخارجية، لا تستطيع الصخرة أن تعود لحالتها الأولى أو تصلح من حالها، وهذا عكس الكائنات الحية.

ولكن للطبيعة القدرة على تصليح حالها، فهل نعتبرها حية؟

النظريات الحديثة للكون تنظر إلى وجود فقاعات كونية تتمدد، فهل لهذه الفقاعات أن تصطدم مع بعضها البعض لتنتج كونا مشتركا أم أنها تقاوم هذا الاشتراك؟ وهل يستطيع كوننا أن يصلح جدرانه حين الاصطدام؟

هل الكون قادرا على أن يصلح نفسه ويعيد نظامه حتى بعد الانفجارات الكونية المهولة؟ وهل يعاند الكون القانون الثاني للحراة الديناميكة القائم على الفوضى «Entropy».

كل هذه أسئلة مطروحة بحيث نستطيع أن في الكون خصائص الحياة.

فهل يا ترى كوننا حيا قادرا على إصلاح نفسه أم أنه ميتا بالرغم من قدرته على الإصلاح؟

هذا سؤال متروك لكم بحيث لا نستطيع أن نجزم بأي من الحالتين، ولكم الخيار. هل نحن مثل المايكروبيمات التي تعيش في أمعاء الإنسان إذ تكون هذه الأحشاء محيطها ترى بأن هذه المصارين قادرة على أن تعالج نفسها وقت اللزوم؟!

ما رأيك أيها القارئ الكريم؟ كيف ترى الكون؟ حي، أم ميت؟

سيهات - دكتوراه في علوم الحوسبة و باحث وكاتب مستقل