آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 10:56 ص

مجالس الحسين (ع) دين علينا

صالح مكي المرهون

خدمة الحسين عن طريق إقامة المجالس والحضور فيها من أعظم الشعائر الحسينية، أعطى الله سبحانه وتعالى لكل واحد منا أمانة، وهذا عام جديد يحتوي في مطلعه على مناسبة عظيمة وهي من أعظم المصائب، ومن أعظم شعائر الله سبحانه وتعالى، وهي مناسبة كربلاء ومناسبة عاشوراء ومناسبة سيد الشهداء وهو الإمام الحسين وروي أن النبي ﷺ قال: ”إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة“ ونحن نعيش هذه الحياة المظلمة... إذ يقول لقمان لابنه: [يا بني إن الدنيا بحر عميق غرق فيه ناس كثيرون] فنحن بحاجة إلى شيئين:

الشيء الأول الرؤية: إن بداية كل شيء هي الرؤية، فإذا لم تكن عند الإنسان رؤية، فمن أين يعرف الطريق؟ وكيف له أن يعرف أين يضع أقدامه؟ أنت في صحراء ملغومة، فإذا لم تكن عندك رؤية لا تتمكن أن تضع رجلك في أي مكان، لأنك لا تعلم ربما تضع رجلك على لغم فينفجر عليك، إذن نحن قبل كل شيء بحاجة إلى رؤية وبحاجة إلى مصباح، في هذه الدنيا، وفي كل لحظة نحتاج إلى مصباح في كل خطوة نخطوها، لماذا نقول كل يوم ”اهدنا الصراط المستقيم“؟ نحن مهديون بإذن الله سبحانه، ولكن الهداية ليست فقط التلفظ بالشهادة، إنما في كل لحظة نحتاج إلى نور، ونحتاج إلى مصباح، وهذا المصباح هو الإمام الحسين إن الحسين مصباح الهدى، فالحسين يعطيك الرؤية في الحياة، إننا جميعا مدينون للإمام الحسين

”الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا هدانا الله“ بل كنا مدينون لخدمة الإمام الحسين إذا لم يكن هؤلاء الخطباء الذين أبقوا ثورة الإمام الحسين ونهضته حية، بل إن هذه المعلومات التي عندنا إنما اكتسبناها من خدمة الحسين وهذه النفسية الإيمانية ونفسية التدين إنما وجدت عندنا من الحضور في مجالس الحسين وخدمتها،

الشيء الثاني: الوسيلة: ثم نحتاج بعد الرؤية إلى الواقع، فتحولت هذه الرؤية إلى واقع الحسين فإنه هو مصباح وإنه هو وسيلة إلى الله ”وابتغوا إليه الوسيلة“ لاحظوا دقة النبي ”صلى“ في هذه الكلمات: ”الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة“ نحن في هذه الأيام يجب علينا أن نهتم بإظهار مظاهر العزاء، ولا تكون هذه الأيام مثل بقية الأيام العادية، فإذا توفي لأحد الناس أب لا سمح الله، كيف يحزن ويلبس السواد، لأن للأب حق الحياة المادية على الإنسان، ولكن الحسين له حق الحياة الأبدية والحياة المعنوية علينا، ألا يكون جديرا بأن يلبس الإنسان السواد هذه الأيام؟ إذا، علينا لبس السواد في هذه الأيام والحضور إلى مجالس سيد الشهداء والمساهمة المادية في إقامة هذه المجالس وتعظيمها،

وأن نصطحب أولادنا، حتى ينموا حسينيين، ”وكان لي والد يهوى أبا حسن“ فلا تتركوا أولادكم في البيت وحدهم، إنها مسؤولية الآباء، إن هذه المجالس محبوبة عند الأطفال، ومنظورة إليهم كل خطوة من هذه الخطوات بأعينهم وبنظرهم، يقول أحد العلماء أن الأئمة كلهم سفينة النجاة ولكن سفينة الحسين أسرع، والأئمة كلهم.

باب النجاة ولكن باب الحسين أوسع، ولذا علينا أن نتعلق بأذيال سيد الشهداء من خلال زيارته وإقامة مجالسه والحضور والبكاء عليه،

اللهم وفقنا لزيارة الحسين ولحضور في مجالس الحسين والبكاء عليه،

والله ولي التوفيق،