آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

”الفشخرة جيبانة ورا“

المهندس أمير الصالح *

لفتت نظر كل أفراد أسرتي وجود مجموعة ملصقات تحوي جملاً شعبية هادفة مُعلقة على حائط داخل أحد المطاعم الجديدة بجزيرة تاروت الحبيبة. وكنا نقرأ كل ملصق، ونثير نقاشاً عائلياً جميلاً وهادفاً ورصين بين أفراد الأسرة. ”بنت الراجل ميكسرهاش عيل“،

”فاكرين حياتنا مرتاحة عشان موبايلاتنا بتفاحة“،

و”مش كل الناس أولاد ناس“ هي بعض الملصقات التي وجدناها على حائط المطعم. جعلنا محور نقاش اللمة العائلية في تلك الليلة هي الأمثلة والدلالات لتلك الملصقات. وبالفعل كسرنا جليد الصمت، وعلقنا استخدام الجوالات، ورسخنا روح الحوار الهادف، فانتشر الدفء العائلي، واستمتعنا بعشاء طيب وحديث مثري.

بالمجمل، في عالم المطاعم يتفنن الأغلب من ملاكها في استعراض جمال الأطباق والديكور للمطعم والخصومات الموسمية للأطباق وإعداد مذاقات طيبة وجذابة واختيار نوع الموسيقى الصوتية التي يشغلونها. ومن النادر أن تجد مطعماً يتفنن في انتقاء مجموعة جُمل / حِكم قصيرة ذات معان عظيمة تساهم في إذكاء روح الجلسة الطيبة وترسيخ مفاهيم تربوية صادقة، ويجعلها جداريات جاذبة لنظر رواد المطعم.

”الفشخرة جيبانة ورا“ جملة معلقة في أحد الملصقات، وأثارت حواراً عميقاً وهادفا بيننا، واستهلكت وقتاً مثري في النقاش. وجود أبنائنا المراهقين أتاح فرصة لمناقشة مثرية، وكان من جملة ما تم نقاشه:

- أهمية التدبير الاقتصادي

- أهمية التخطيط المالي

- أهمية التركيز لصقل مهارات مهنية وإدارية لكسب الإنسان قوته وحفظ كرامته.

- نبذ المظاهر الخداعة

- إن عالم الفشخرة والمباهاة أنعش سوق القروض البنكية وفتت أسر وشتت شمل

- إن كل شي مادي استهلاكي مصيره الاضمحلال

- الاستحواذ على الأصول أهم من الفشخرة العابرة

وختام حديثنا لذلك الملصق اقتنع الجميع بأن: كل أب وكل أم سعى أو يسعى للفشخرة الزائفة من خلال قروض بنكية من أجل سلع استهلاكية دون أسس مالية رصينة أدى أو سيؤدي إلى تراكم فواتير ودفع فوائد قروض تجفف كل موارده/ ها وقد تهدم كل مدخراتهم.

شخصيا، أشكر كل صاحب مطعم وصاحب بوفيه وصاحب مقهى وصاحب ديوانية ومالك استراحة ومدير صالة انتظار في عيادة أو ورشة صيانة على وضعهم ملصقات معززة بقصار الحِكم، والتي تحمل معاني عميقة ومفاهيم تربوية جميلة.