آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

نظرة تشخيصية جديدة في عالم الطب

متلازمة جراحة الظهر الفاشلة

هبه الحبيب *

بدأ يتزايد مؤخراً أعداد الأشخاص المصابين بآلام الظهر المزمنة بما فيهم صغار السن ونتيجة لذلك بدأت تتزايد تباعاً معدل العمليات الجراحية للظهر لعلاجها بشكل مرعب بنسبة تصل إلى 170.9 %

فمن المهم جداً قبل اتخاذ قرار العملية الجراحية للظهر بأن يكون المريض قد استنفذ كل خيارات العلاجات التحفظية مثل: ”العلاج الطبيعي، تعديل السلوك ونمط الحياة، علاج الراديوفريكونسي“ والعلاج الدوائي لإدارة الألم لمدة من الزمن لا تقل عن سنة إن لم يكن هناك عارض وحاجة مُلحة تتطلب التدخل الجراحي بشكل سريع وفوري.

وهذه الحالات التي تتطلب الجراحة المستعجلة تعتبر معدودة مقارنة بالحالات التي من الممكن أن تتحسن لو منحناها المزيد من الصبر والوقت والعلاج المناسب.

ففي حالات كثيرة عندما يكون التدخل الجراحي كخيار أول سابق لأوانه أو مع آلام الظهر المزمنة غير معروفة السبب والمصدر قد يكون خياراً غير موفق تماماً، سيضع المريض في متاهة جديدة تُدعى بمتلازمة جراحة الظهر الفاشلة ”Failed back surgery syndrome“.

وقد عَرفت الرابطة الدولية لدراسة الألم هذه المتلازمة على أنها استمرار الألم والأعراض حتى بعد إجراء العملية الجراحية للظهر، ومن الممكن أيضاً أن توفر العملية الراحة المؤقتة فقط من بعض الأعراض، ويصبح مفعول الجراحة حينها مثل مفعول المسكنات والعلاج الدوائي.

ونتيجة لتكرر هذه الحالات، فقد ظهرت من مدة هذه المتلازمة الطبية التشخيصية؛ بسبب ازدياد شكوى المرضى من استمرار الأعراض، على الرغم من تأكيد الطبيب لهم بنجاح العملية وسلامة الأشعة والتحاليل.

يلعب التشخيص الدقيق دوراً مهماً في التنبؤ بنجاح العملية الجراحية أو فشلها، والذي يعتمد على 4 محاور رئيسية ألا وهي: التاريخ المرضي، الاستماع لشكوى المريض، الفحص السريري والأشعة التشخيصية.

كما يجب الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل قد يكون لها يد في نجاح العملية الجراحية أو فشلها وهي: عوامل نفسية، سلوكية، اقتصادية، واجتماعية.

كما أن من الضروري قبل اتخاذ قرار الإجراء الجراحي بأن يقوم الفريق الصحي بتوعية المريض وتوضيح له كل النتائج المتوقعة سواء الإيجابية أو السلبية والمضاعفات المحتملة والعلاجات المقترحة في حال استمرار الألم بعد العملية لفترة طويلة، حتى لا يرفع المريض من سقف توقعاته للتحسن بنسبة كبيرة، ثم يصاب بإحباط شديد، ويدخل في دوامة اكتئاب في حال أصيب بمتلازمة جراحة الظهر الفاشلة لأي سبب كان.

ومن العلاجات المقترحة لإدارة الألم في هذه الحالة هو العلاج الطبيعي لتحسين المقدرة الوظيفية وتحسين إنجاز المهام اليومية بألم أخف وأداء أفضل.

كما قد يحتاج المريض لأخذ العلاج الدوائي عند الحاجة للسيطرة على نوبات الألم المتكررة.

وبالتالي اتخاذ قرار العلاج المناسب لآلام الظهر ليس بالقرار السهل، خصوصاً عندما يكون القرار يميل للخيار الجراحي من بادئ الأمر، على الرغم من وجود خيارات علاجية تحفظية أخرى لم يتم تجربتها بعد مع المريض، والذي يصنع الفرق لاتخاذ القرار المناسب في نهاية المطاف هو الفحص السريري الدقيق ومعرفة الأمور الحياتية للفرد من خلال الحوار معه في جلسة الفحص وعدم التفرد بالقرار على نتيجة الأشعة.

ودمتم بصحة وعافية وأمل..

أخصائي أول عظام في العلاج الفيزيائي