آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:14 م

متى يكذب المراهقون على والديهم «ومتى يقولون الحقيقة»؟

عدنان أحمد الحاجي *

6 ديسمبر 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 03 لسنة 2024

?When do teens lie to their parents «and when do they tell the truth»

December 6,2023

كما يعلم معظم أولياء الأمور - وكما تثبت الدراسات السابقة - عندما ينتقل الأطفال إلى مرحلة المراهقة، فإن رغبتهم في مشاركة والديهم معلومات عن تصرفاتهم ونشاطاتهم لإبقائهم دائمًا على اطلاع عليها، غالبًا ما تتراجع وتيرتها، بينما تزداد السرية لديهم ورغبتهم في إخفائها عنهم والاحتفاظ بها لأنفسهم. تستكشف دراسة جديدة في جامعة روتشستر السرديات الواردة في أسباب خيارات المراهقين لإخبار والديهم بالحقيقة عن تصرفاتهم الكاملة أو للاحتفاظ بها سرًا.

الكل في أنحاء المعمورة يتفق على حقيقة أن معظم المراهقين، من وقت أو آخر، يخفون المعلومات عن والديهم. البعض يكذب بشكل سافر.

ومع ذلك، عندما يكذبون، هل يخططون لهذا الكذب بشكل مسبق؟ ماذا عن عندما يحاولون اطلاع والديهم على تصرفاتهم ونشاطاتهم، هل يفعلون ذلك اختيارًا؟ وهل يستخدمون نفس استراتيجيات المعلومات المضللة [1]  في كل مرة يفعلون فيها شيئًا ما، أو يخططون لفعل شيء يعرفون أن والديهم لن يكونوا سعداء لو علموا به؟

وبطبيعة الحال، الكذب لا يقتصر على المراهقين. ”معظم الناس يكذبون. توضح جوديث سميتانا Judith Smetana، أستاذ علم النفس بجامعة روتشستر:“ في كثير من الأحيان أكثر من مرة في اليوم".

ولكن بينما ننخرط جميعًا باضطراد في ممارسة، الأكاذيب الاجتماعية «المعروفة أيضًا بالكذب الإبيض أو المجاملات]؛ عبارات مثل: ”فستان جميل“؛ ”أنا أحب قصة شعرك الجديدة“؛ ”آسف، لدي ارتباط مسبق“ - غالبًا ما يكذب المراهقون أيضًا بشأن أنشطتهم الروتينية، مثل أين يتواجدون ومع من وماذا كانوا يفعلون.

في بعض الأحيان تكون كذباتهم كذبات مبتذلة. ”لقد نسيت تقديم الطعام للسمكة. لم أخبر والدي، لكن السمكة لم تمت، لذلك كانت الأمور طيبة،“ كان ذلك ما تذكرته سميتانا بشأن رد أحد المراهقين.

لكن في بعض الأحيان قد لا يكون إخفاء المعلومات بريئًا.

لقد اتخذت سميتانا دراسة هذه الظاهرة شغلها الشاغل لكي تفهم كيف يتصرف المراهقون [2] . منذ ما يقرب من أربعة عقود حتى الآن، خبيرة التنمية صبت اهتماماتها على العلاقات بين الوالدين والمراهقين، ومعتقدات الوالدين بخصوص التربية وتفكير الأطفال والمراهقين والشباب الأخلاقي والاجتماعي. [المترجم: المعتقدات التربوية parenting beliefs تشكل خطًا عامًا لما يعتبر أمرًا مهمًا في تربية الأطفال، على الرغم من أن ممارسات التربية تُفسََر على أنها الطريقة التي تتحقق بها هذه المعتقدات على أرض الواقع وتشير إلى كيف يتصرف أولياء الأمور لتحقيق وظيفتهم في تربية الأطفال أو تنشئتهم اجتماعيًا ودمجهم في الحياة الاجتماعية وفي الفعاليات والأنشطة الإجتماعية [3] ].

التوقيت يعتبر «تقريبًا» كل شيء

في دراسة حديثة [4] ، نشرت في مجلة ”المراهقون“ Adolescence، استكشفت سميتانا واثنان من طلاب الدراسات العليا في علم النفس بجامعة روتشستر، سدودزو منكوابي Sduduzo Mncwabe «ماجستير» ويويجياو لي Yuejiao Li، سرديات 131 مراهقًا وطالبًا جامعيًا تمت مقابلتهم عن وقت ارتكبوا فيه شيئًا لم يوافق عليه أولياء أمورهم أو كانوا قد منعوهم صراحةً من فعله. سُئل المشاركون في الدراسة عن كل من هذه السيناريوهات الثلاثة: الوقت الذي كشفوا فيه لأولياء أمورهم لاحقًا «جزءً مما قاموا به أو عن كامل ما قاموا به»، أو أخفوه عنهم، أو كذبوا بشأن نشاط أو فعل قاموا به بالرغم من عدم موافقة أولياء أمورهم عليه.

لهذه السرديات قيمة خاصة، وفقًا لما ذكرته سميتانا. على الرغم من أن الكشف والإخفاء قد أدى إلى إجراء مجموعة كبيرة من الدراسات على مدى العقدين الماضيين، فإن معظمها كآن يعتمد على الاستبيانات والاستطلاعات.

”توفر السرديات معلومات غنية عن كيف يكوِّن هؤلاء الأفراد ترابطًا منطقيًا وانسجامًا بين أجزاء سردياتهم، بما في ذلك مدى تعقيدها من الناحية الواقعية والنفسية“. "وتعتبر جيدة جدًا بالنسبة للنظر في كيفية سردهم لما وقع من أحداث وما يتذكرونه عنها.

الدراسة الحالية هي الثالثة ضمن سلسلة من الدراسات، بناءً على السرديات التي جمعتها سميتانا في الأصل بين عامي 2014 و2015. الدراسة الأولى «نشرت في 2019» [4]  نظرت في الدروس التي تعلمها المراهقون عن أنفسهم وعن أولياء أمورهم، بينما تناولت الدراسة الثانية [5]  «المنشورة في 2021» مشاعر المراهقين عندما تأملوا في السيناريوهات الثلاثة الآنفة الذكر.

بالنسبة لأحدث دراسة [6]  نشرت في اكتوبر 2023، قام الفريق بتصنيف المقابلات المروية من حيث اختيار الإفصاح من عدمه والتوقيت والاتساق «تكرار التصرف» والدروس المستفادة. تناول جانب من البحث الافتراض المتكرر [7]  بأن الكشف هو أمر اختياري، أي أن المراهقين الذين يقولون جزءً من الحقيقة أو كل الحقيقة فعلوا ما فعلوا كان كل ذلك بمحض إرادتهم. تقول سميتانا: ”لكن هذا ليس هو الحال دائمًا، وهو ما اشتبهنا فيه، وقد وجدناه كذلك بالفعل“.

وكما يعلم معظم أولياء الأمور - وهو ما ظهر في بحث سابق - عندما يصبح الأطفال مراهقين، فإن استعدادهم لمشاركة والديهم بمعلومات عما يفعلونه وإبقاءهم على اطلاع عليها، بدأت وتيرتها تتراجع، في المقابل ازدادت السرية والاحتفاظ بالمعلومات وعدم مشاركتها مع والديهم.

يتعلق الأمر جزئيًا بتنمية الاستقلالية عند المراهقين وعدم الاعتماد على أولياء أمورهم ويفعلون ما يفعلون بمحض ارادتهم، حتى لو كان ذلك ينطوي على سلوك محفوف بالمخاطر، كما تقول سمانتا".

النتائج الرئيسة

يكشف المراهقون عن المعلومات لوالديهم في المقام الأول اختيارًا أو بشكل استراتيجي «بغرض تحقيق هدف» - إما كوسيلة لتحقيق غاية، مثل القول بحقيقة ما ينون فعله بخصوص الحفلة التي ينون المشاركة فيها وذلك لأنهم يحتاجون إلى أحد والديهم لتوصيلهم بالسيارة إلى مكان الحفلة، أو بشكل استباقي «وقائي» خشيةً من أن والديهم قد يكتشفون ذلك على أي حال.

”أربعون في المائة فقط من المشاركين في الدراسة قد كشفوا لوالديهم عن معلومات مهمة بمحض إرادتهم وهذه تعتبر نسبة معتبرة احصائيًا، وهي نسبة أقل بكثير مما كان يُفترض عادةً“ [8] 

وجد الفريق البحثي أن قول الحقيقة أو الكشف عنها بشكل غير اختياري هو أقل تواتراً بكثير، ويمكن أن ينطوي على إفشاء أحد الأصدقاء سرًا عن طريق الخطأ «لا يرغب الجميع في كشفه»، أو وضع المراهق وشم على أحد أطرافه يراه أبواه في النهاية، أو بعد الضغط عليه لكشف ما يخبيه عنهما.

يلعب التوقيت دورًا حاسمًا: كان المراهقون أكثر احتمالًا للكذب «53 بالمائة» قبل وقوع الحدث أو الفعل الذي لن يتغاضى عنه أولياء أمورهم. ومع ذلك، في كثير من الأحيان يقولون الحقيقة أو يكشفون عن معلومات بعد انخراطهم بالفعل في النشاط المرفوض من قبل أولياء أمورهم «كشف 35 بالمائة عن نشاط مريب بعد فترة وجيزة من حدوثه، وكذب 8 بالمائة لفترة طويلة قبل أن يعترفوا به، و23 بالمائة قالوا الحقيقة في وقت ما غير محدد بعد وقوع الحدث».

من غير المستغرب «لأي من أبوي المراهق» أن المراهقين في الدراسة أثبتوا سرعة نباهتهم «فطنتهم» في أساليب إبلاغهم بتصرفاتهم: فقد أبلغوا الباحثين عادةً عن أساليب أخرى إلى جانب تلك التي كان الباحثون يسألون عنها على وجه التحدي، باستخدام أساليب متعددة عن نفس الحدث.

”قد لا يكون الإفصاح هو أول ما يفعلونه. ربما حاولوا الإفلات من عقاب والديهم لو لم يخبروهم. أو ربما أخفوا أولا ثم كشفوا لاحقًا. تقول سميتانا:“ الأمر غير واضح بل معقد وليس بتلك البساطة".

الإفصاح «أو قول الحقيقة» بعد الحدث مقرون بالدروس المستفادة والإفصاح الاختياري مقرون بالنمو النفسي [المترجم: النمو النفسي psychological growth هو ما ينطوي على تحسن في المجالات العاطفية والاجتماعية والذهنية والسلوكية، بحسب التعريف]. وفي الوقت نفسه، ارتبط التحكم النفسي بالتعلم الذاتي [9] . [المترجم: التحكم النفسي psychological control هو محاولة الوالدين وضع ضوابط على أفكار ومشاعر الأطفال ونتائجه عادةً ما تكون سيئة [10] ] - ومنها خلق الشعور بالذنب لدى الأطفال أو إخبار والديهم لهم بعدم حبهم لهم إذا لم يشاركونهم مشاعرهم وأفكارهم. وهذا بخلاف ضبط السلوك behavioral control الذي عادةً ما يأتي بنتائج طيبة [10] ].

على الرغم من أن طيفًا واسعًا من الدراسات قد نظرت في إفصاح المراهقين عن معلومات بخصوص تصرفاتهم أو الاحتفاظ بها سرًا، إلا أن توقيت ذلك لم تتم دراسته في السابق. ومع ذلك، تقول سميتانا إن التوقيت أمر بالغ الأهمية وله تبعات مترتبة على كيف يفسر المراهقون هذه التجارب / الممارسات، بما فيها دروس الحياة المستفادة منها.

قول الحقيقة بشكل اختياري مقترن بالنمو الشخصي

سُئل المشاركون في الدراسة عما تعلموه من دروس، إن وجدت، من تجاربهم التي رووها عن الافصاح والكذب. تقول سميتانا: لم تثبت جميعها أنها تجارب جيدة. ”الدرس المستفاد من الكذب يمكن أن يكون كالتالي: اعتراف أحد الوالدين أنه يكذب أيضًا“.

بشكل عام، وجد الباحثون أنه بغض النظر عن سن المراهق، فإن قول الحقيقة «أو جزء منها» بشكل اختياري كان مرتبطًا بإبلاغ المراهقين عن تغير إيجابي، مثل النمو النفسي المتمثل في التعلم النشط والتكيف مع طرق جديدة للعمل بشكل بناء للتغلب على أزمة ما في محاولة لمعرفة وفهم أنفسهم، أو غرضهم أو نجاعتهم الذاتية [11] ، أو علاقاتهم بالآخرين وأولياء أمورهم. عندما يتعلق الأمر بممارسة قول الحقيقة، لاحظ الفريق أن روايات المراهقين عن الافصاح تحتوي على دوافع ونوايا ورغبات، أكثر مما تحتويه رواياتهم عن إخفاء الحقيقة أو الكذب.

تقول سميتانا: ”كان لدى المراهقين فهم نفسي «سيكلوجي» أفضل لأنفسهم، وصنعوا معنىً [12]  نفسيًا من الإفصاح أكثر مما صنعوه من الإخفاء أو الكذب“.

في المقابل، توصل المراهقون إلى استنتاجات أكثر سلبية عند إعادة سرد ممارسة الكذب، ومنها الكثير من وجهات النظر السلبية وعدم الوضوح بشأن أنفسهم [وضوح النفس تتمثل في معرفة النفس وقبولها كما هي، بحسب التعريف [13] ]، أو المزيد من المشاعر السلبية [كالكره والحزن والغضب والحسد، بحسب التعريف]، أو صورة الذات [14]  أكثر سوءً. بالإضافة إلى ذلك، كان الافصاح عن الحدث المروي - بعد الانخراط فيه - لا قبله - مرتبطًا باحتمالية أعلى للحصول على دروس مستفادة عن الذات.

غالبًا ما يتلازم الكذب مع طيف من المشكلات الأخرى. بمرور الزمن، يتلازم الكذب على الوالدين باضطراد مع ضعف العلاقات بين المراهقين وأولياء أمورهم، ومشكلات سلوكية لدى المراهقين في المستقبل، هذا ما اكتشفته سميتانا في دراسة منفصلة نشرت في عام 2015. في حالة الكذب خاصة، تزداد احتمالية اصابة المراهق تدريجيًا بالاكتئاب بمرور الزمن.

ويفيد الفريق البحثي بأن الدراسات السابقة أثبتت أن وتيرة كذب الفتيان على والديهم أكثر من وتيرة كذب الفتيات، ربما لأنهم أكثر احتمالًا للانخراط في أنشطة وفعاليات منحرفة. ومع ذلك، فإن الضغط من قبل الوالدين على أولادهم الذكور لقول الحقيقة يؤدي بمرور الزمن إلى زيادة التوتر لديهم، وزيادة القلق والاكتئاب لدى الفتيات.

الإفصاح بالحقيقة والكذب يعتبران إجرائين ”معقدين ودقيقين“، كما وضح الفريق، ويختلفان في التوقيت والاتساق «التكرار باتساق» وحالة الاختيار في كليهما. تساعد هذه السمات على كيف يفسر المراهقون أو يفهمون أحداث الحياة المهمة [كالولادة والزواج والموت، بحسب التعريف] والعلاقات والآخرين وأنفسهم - وهو ما يشير إليه علماء النفس بصناعة المعنى [12] .

نصيحة لأولياء الأمور

وفقا لسميتانا، اعتاد الباحثون على الاعتقاد بأن أولياء الأمور الذين يراقبون تصرفات أطفالهم - والذين لديهم قواعد «قوانين تربوية» صارمة ويسألون أطفالهم عما يفعلونه - سيكونون قادرين على إبقاء أولادهم «ذكورًا وإناثًا» بعيدين عن المشكلات. ولكن الدراسات الحديثة تفيد بأن مراقبة الوالدين لتصرفات أطفالهم لا تحسن من معرفة الوالدين بحياة أطفالهم. ولكن الأمر كله يعتمد على رغبة المراهقين في مشاركة المعلومات مع والديهم بصورة اختيارية «طوعية».

”افعل كل ما بوسعك لتكون ولي أمر مستجيبًا محافظًا على خطوط التواصل مفتوحة بينك وبين أطفالك حتى يستطيعوا اخبارك بشكل اختياري عن طبيعة تصرفاتهم ونشاطاتهم وفعاليتهم، وليس تحت الضغط“ كما تقول سميتانا. [المترجم: التربية المستجيبة أو الحساسة responsive parenting: هي التفاعلات الأسرية التي يكون فيها الوالدان على دراية باحتياجات أطفالهم العاطفية والمادية ويستجيبون لها بالشكل المناسب والمتسق و”متناغمين“ مع أطفالهم [15] ].

مفاتيح مشاركة الأطفال المعلومات ذات الصلة مع والديهم هي العلاقات الدافئة والثقة بين الوالدين والطفل والتي تتطور قبل بلوغه سن المراهقة وتستمر طوال الحياة. هناك بعض الأشياء التي يختار المراهقون عدم الكشف عنها لأنهم يرون أنها قضايا شخصية وخاصة بهم، وليست من شأن الوالدين أن يعرفوها، كما تشير سميتانا. وتقول إن هذا تصرف لا بأس به إلى حد ما، لأنه يساعد في تعزيز استقلالية المراهقين. لكن غالبًا ما يختلف أولياء الأمور وأطفالهم المراهقون حول ما يعتبر خاصًا ولذا ينبغي تركه للمراهق ليقرره بنفسه - مقابل ما يحتاج أولياء الأمور إلى معرفته للحفاظ على أبنائهم المراهقين آمنين. قد لا يخبر المراهقون والديهم عن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، على سبيل المثال، لأنهم يخشون تورطهم في مشكلات، أو أن والديهم سيقللون من شأنهم «ينظرون إليهم بدونية».

تقول سميتانا: ”هنا تأتي أهمية الثقة والتواصل الجيد بشكل خاص، لأن ذلك قد يخفف من ردود أفعال الوالدين السلبية على تصرفات أطفالهم“.

في بحث سابق، سألت سميتانا أولياء أمور عن مقدار ما يعتقدون ما يعرفونه عن أنشطة اولادهم المراهقين، ووجدت أن الآباء يبالغون بشكل مفرط في تقدير معرفتهم بها. ”حتى في العائلات التي تتمتع بعلاقات جيدة بين أولياء الأمور والمراهقين، فإن أولياء الأمور لا يعرفون بالقدر الذي يعتقدون أنهم يعرفونه.“ تعترف سميتانا بأن هذه المبالغة في التقدير امتدت حتى إلى تربيتها لأبنائها الذين أصبحوا الآن راشدين. وتقول إنها لم تعرف شيئًا عن بعض الأشياء التي فعلوها عندما كانوا مراهقين إلا بعد أن كبروا وغادروا منزل العائلة.