آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 2:29 م

بالشكر تدوم النعم

حسين الدخيل *

الحمد والشكر لله على نعمه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى، وعطايا الله كثيرة وإذا أردنا أن تستمر نعم وعطايا الله علينا ولا تنقطع، يجب أن نطيع الله فيما يرضيه ونبتعد عما يغضبه من الاستهتار بالنعمة والإسراف بالمال والطعام وغير ذلك من نعم الله.

وقد أورد الأخ الغالي الاستاذ/ سلمان منصور العنكي أبوعلي مقالا جميلا عن *حفظ النعمة*

وذكر لنا قصة جميلة استفدنا منها كثيرا وأخدنا منها العبرة والموعظة، وعرفنا أن النعمة زائلة ، قد تزول منك بين ليلة وضحاها.

وكيف نعيش حالة الفقر والسؤال والتذمر وننام ونحن لا نجد لقمة العيش لأهلنا وعيالنا وعندما يكرمنا الله ويرزقنا الخير الكثير نسرف ونبذر ونلعب بنعمة ربنا..

قال الله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"

من يستهتر بالنعمة ويبذر ويسرف فإن الله قد يحرمه من تلك النعم التي كان ينعم بها عليه وكم من القصص الحقيقية التي سمعناها وعشناها من مجتمعنا كم شخصٍ بات غنيا وأصبح فقيرا، لا يملك قوت يومه وتتصدق عليه الناس.

ونعم الله كثيرة يجب أن نتذكرها دائما، ونحمد ونشكر الله في كل وقت وكل مكان وزمان.

وأكبر نعمة هي نعمة الإسلام والهداية والإيمان وهذه أكبر النعم علينا وهذا طريق الوصول للجنة.

وأعطانا المال والبنون والصحة والعافية وغير ذلك من النعم التي لا تعد ولا تحصى.

فالشكر هو مفتاح الزيادة من الخيرات ونشكر الله بقلوبنا وألسنتنا وجوارحنا.

نرى للأسف الشديد كثير من الناس يقوم بدعوة عشرة أشخاص والوليمة تكفي مائة شخص والباقي يذهب - أعزكم الله - إلى «الزبالة».

ويقول الحمد لله انا بخير وخيري كثير وينسى ويتناسى أن الله يراه ويسمعه وأنه قادر أن يسلبه تلك النعمة التي يعيشها من المال والجاه والرفاهية.

قال الله تعالى «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» ونرى في الزواج نفس الحكاية.

نرى من ناحية أخرى من بعض الأشخاص في الأفراح إذا كان بوفيه مفتوح يأخذ الشخص أكثر من حاجته ويملأ كذا صحن ويأخذ من جميع الأصناف وكأن البوفيه له فقط، لا يراعي أنه ضيف والمفروض يأخذ الشيء المعقول وحسب احتياجه .

وبعد تعدد الأطباق المليئة يجلس يأكل وعند ذلك يقول شبعت والباقي «للزبالة» أين احترامك للنعمة واحترامك لنفسك وللآخرين!!

وشهر رمضان حدث ولا حرج وما يحصل فيه من تبذير وإسراف شيء لا يتصوره العقل من جميع الأصناف والأطباق وبعد ذلك للأسف «للزبالة» ولله الحمد.

أيها الأحبة يجب علينا الحفاظ على نعم وعطايا الله وأن نقابلها بالحمد والشكر دائما.

ونضع نصب أعيننا ونتذكر أن الله يراقبنا ويسمع كلامنا ويحاسبنا على التبذير والإسراف وعدم حفظ هذه النعم وعدم الشكر له.

أن نتذكر أنه يوجد بمجتمعنا أشخاص ينامون ويصبحون حتى قطعة خبز يابسة لا يجدونها.

أن نتذكر أن الله قادر أن يسلب عنا هذه النعم بين ليلة وضحاها.

وإن شاء الله نكون من الشاكرين الذاكرين الحامدين الله وبالشكر تدوم النعم.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.