آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

التقدم العلمي وبراءة الإختراع

عمر الزاير *

كلنا نعلم وندرك أهمية الإختراع التي ينتج عنها حل لمشكلة معينة في مجال التقنية وفِي جميع مجالات الحياة.

براءة الإختراع عبارة عن وثيقة حماية استشارية تُمنح لمن توصل إلى إختراع يفيد البشرية.

تعد ملكية براءة الإختراع مؤشراً مهماًعلى قوة الدولة الإقتصادية ومدى خبرتها في القطاع الصناعي، لقد أزاحت الصين الولايات الأمريكية المتحدة عن عرش تربعت عليها طوال أكثر من أربعة عقود عندما تمكنت من أن تصبح أكبر مصدر لطلبات تسجيل براءات الإختراع في العالم كما أشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي تشرف على نظام يمكن الدول من تبادل الإعتراف ببراءات الإختراع من أن عدد الطلبات التي قدمتها الصين العام الماضي بلغ قرابة «59 ألف» طلب وتحديدا «58990» طلباً مقارنةً مع «57840» طلب تسجيل براءة إختراع من الولايات المتحدة.

كما تظهر بيانات المنظمة إن عملاق الإتصالات الصيني هواوي كان الشركة المسجلة لأكبر عدد من براءات الإختراع للعام الثالث على التوالي.

نبارك إلى الصين هذا الإنجاز والتقدم العظيم ونتمنى أن تكون هذه البراءات في مجالات التكنولوجيا والطب والعلوم الإنسانية وبعيدا عن الصناعات الحربية المدمرة للوجود البشري وهذا ماينشده العالم جمعاء.

إن تقدم الصين في هذا المجال يجعل المنافسة على أشدها بين الصين وأمريكا ودول أوروبا والأهم نتمنى أن تصب جميعها في مصلحة إسعاد البشرية.

لكن مايحزننا بالفعل أين نحن من هذا التقدم العلمي؟

لماذا لم يكن لنا وجود يذكر رغم امتلاكنا عقول بشرية للخوض في جميع المجالات؟

في مملكتنا الحبيبة عقول مؤهلة أثبتت جدارتها وتفوقها في جميع المجالات.

بالطبع هناك دور مدينة الملك عبد العزيز التقنية KACST حيث تقوم بإجراء البحوث العلمية التطبيقية لخدمة التنمية وتقديم المشورة العلمية على المستوى الوطني حيث وصل عدد براءات الإختراع في السعودية في عام 2017 إلى 664 براءة إختراع وهو ضعف البراءات التي حصلت عليها الدول العربية مجتمعة بحسب الوكالة التي وضعت الأرقام بالمنصة بكل المقاييس وبهذا الرقم تواصل المملكة العربية السعودية تقدمها في مجال براءات الإختراع.

هناك أيضا دور بارز إلى «مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين» في تقديم المساعدات وتحقيق أهداف الطلاب والطلبة الموهوبين حيث تهتم بتوفير الرعاية والبيئة المناسبة لتنمية قدرات الفرد منذ الصغر.

من المهم جدا وجود التغييرات والتطور الكبير يبدأ كما تفضل وزير التعليم من تغيير في مناهج التعليم وبما يناسب العصر الحديث والمستقبل كذلك في مجال التخصصات والإبتعاث لتطوير عقل الإنسان كالأمن السيبراني والروبوت وانترنت الأشياء ولا ننسى تخصصات المال والأعمال والإقتصاد لتثري هذه المجالات كذلك المسارات الصحية.

والتي أثبتت للعالم قدرتهم في خدمة البشرية لاسيما في هذه الظروف الذين يقفون في خط الدفاع الأول من خلال تقديمهم خدمة علاج المصابين بمرض كورونا المستجد «Covid19» سواء الأطباء المتواجدين في البلد أو في الخارج في دول الإبتعاث.

مملكتنا تحتوي على عقول مؤهلة وقد أثبتت جدارتها وتفوقها في جميع المجالات وخدموا في جميع بلدان العالم وقد كرموا من قبل جامعاتهم المبتعثين لها ولكن للأسف بعضهم تبدد حلمه في خدمة وطنه وهذا للأسف عدم استقطاب القطاع الخاص لهم أو مساعدتهم في إخراج مكنوناتهم وإبداعاتهم العقلية، هنا نعول على القطاع الخاص الذي من المفترض له دور كبير في بناء الوطن والمساهمة في بناء الخريجين والخريجات بتوفير بيئة عمل صالحة ومتخصصة من أجل نثر إبداعهم لكن للأسف بعض شركات القطاع الخاص في واد ٍوالعلم والتقدم في وادٍ آخر.

فرصة كبيرة للقطاع الخاص مع إعلان KACST عن إطلاق برنامج المسار السريع لدعم البحوث العلمية لمرض كورونا المستجد «Covid19» لتحفيز الكوادر الوطنية والمساهمة ضمن الجهود الراميه للحد من مخاطر انتشار الڤيروس تحت شعار «علماؤنا - سلاحنا - كلنا مسؤول».

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
السيد عدنان السيد نعمة العوامي
[ القطيف ]: 11 / 4 / 2020م - 5:48 م
يعطيك العافية ابو حسين. موضوع مهم و يلامس جانب مهم من حياتنا المهنية. هناك سؤال مهم يتبادر في ذهني طول الوقت: لماذا ابنائنا و بناتنا يبدعون و يبتكرون في الخارج و لما يرجعوا الى البلد تنطفي شمعتهم؟